اعتبرت الحكومة السودانية تطبيق الشريعة الإسلامية في الخرطوم من "الخطوط الحمر" التي لا يمكن التراجع عنها. وحذرت الحكومة السودانية من أن محادثاتها مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في كينيا المستمرة منذ 56 يوماً "ربما انهارت برمتها" إذا لم تحقق اختراقاً في موضوع العاصمة اليوم، فيما توقعت الحركة التوصل إلى اتفاق في شأنها نهاية الأسبوع. وقال المسؤول السياسي في الحزب الحاكم وزير الزراعة الدكتور مجذوب الخليفة على هامش مؤتمر شورى الحزب الحاكم أمس ان المحادثات الجارية في كينيا "لا تمضي بسرعة وسهولة". وأكد الخليفة للصحافيين التزام حكومته باتفاق مشاكوس الذي نص على تطبيق الشريعة في شمال البلاد، واستثناء الجنوب منها. وذكر أن حكومته لن تكون عقبة أمام السلام "إلا إذا أرادت بعض الأطراف دفعنا إلى ذلك". وحذر من أن حزبه لن يسمح باختراق اتفاق مشاكوس. وقال إن مؤتمر الشورى سيناقش استحقاقات السلام وجمع الصف الوطني والتحول الديموقراطي. وحذر عضو الوفد الحكومي المفاوض الدكتور أمين حسن عمر من أنه إذا لم يحدث اختراق في موضوع العاصمة اليوم، فإن المحادثات ربما تنهار. واعتبر تطبيق الشريعة في الخرطوم من "الخطوط الحمر". وجدد رفض الحكومة مطلب الحركة جعل العاصمة علمانية أو تطبيق قانونين ، واحد يسري على المسلمين والآخر على غيرهم. لكن مستشار زعيم "الحركة الشعبية" الدكتور منصور خالد بدا متفائلاً، وتوقع في حديث نشر في الخرطوم أمس، أن يصل الطرفان إلى اتفاق في شأن اقتسام السلطة والمناطق الثلاث في بداية الأسبوع الجاري. وتوقفت اللقاءات بين النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم الحركة جون قرنق منذ ثلاثة أيام، وينتظر أن يعود الوسطاء والمراقبون إلى مقر التفاوض في منتجع سيمبا اليوم بعدما غادروه منذ الجمعة إلى نيروبي لقضاء عطلة عيد الفصح. وعلم أن مسؤول ملف السلام في الإدارة الأميركية جف ملنغتون الذي غادر نيروبي منذ منتصف الأسبوع، سيرفع اليوم تقريراً إلى الرئيس جورج بوش عن سير المفاوضات. وكان مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية تشارلز سنايدر رجح أن يوقع الجانبان اتفاقاً بحلول أول من أمس، وتحدث وزير الخارجية كولن باول مع طه وقرنق هاتفيا في اليوم ذاته وحضهما على إقرار اتفاق خلال أيام، ودعاهما إلى تجاوز أزمة الوضع التشريعي للعاصمة الخرطوم.