تبدأ غداً في نيروبي جولة محادثات بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" ينتظر أن تستمر أسبوعين، تحت رعاية كينية، لمناقشة قضايا المناطق المهمشة الثلاث جبال النوبة وابيي وجنوب النيل الأزرق وتحديد مستقبلها، إذ أنها تتاخم مناطق الحرب في جنوب البلاد ويحمل بعض ابنائها السلاح إلى جانب الحركة التي يقودها العقيد جون قرنق. ويطالب ابناء هذه المناطق بالحكم الذاتي، خلال الفترة الانتقالية التي قررها "بروتوكول مشاكوس" وهي ست سنوات تسبق الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب. ويتولى إدارة المحادثات الوسيط الكيني الجنرال لازاراس سيمبويو، بعد اتفاقه مع طرفي النزاع على عقد مفاوضات منفصلة تحت رعاية كينيا، وليس "الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا" ايغاد التي ترعى محادثات السلام، لكن الولاياتالمتحدة وبريطانيا ستحضران المحادثات بصفة مراقبين. وتوجه أمس إلى نيروبي القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم السفير جف ملنغتون والمبعوث البريطاني إلى السلام السفير ألن غولتي الذي أشار إلى عدم وجود اقتراحات محددة في شأن قضايا المناطق الثلاث. وقال: "قناعتي أن يجلس السودانيون في تلك المناطق ويقرروا ماذا يريدون في مستقبلهم. وعليهم أن يحاولوا ايجاد صيغة ربما لا تكون مرضية للطرفين لكن هذه الصيغة ستكون الأفضل لمواطني تلك المناطق". وجال مستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين على المناطق الثلاث خلال اليومين الماضيين، وحضر اجتماعات شعبية نظمتها الحكومات المحلية للاطلاع على مواقف أبناء تلك المناطق التي سيمثل بعض رموزهم في الوفد الحكومي المفاوض. وأعلن نائب رئيس الحزب القومي الدكتور الأمين حمودة أن أبناء جبال النوبة يرفضون مناقشة قضايا المناطق المهمشة في مسار منفصل عن "ايغاد". وكرر التمسك بالحكم الذاتي وتقرير المصير، لافتاً إلى أن زعيم الحزب فيليب غبوش موجود حالياً في نيروبي لاجراء مشاورات مع قرنق. وقاطعت قيادات جنوبية لقاء تشاورياً عقدته الحكومة أول من أمس في منطقة ابيي في حضور صلاح الدين، رافضة الحاق المنطقة بشمال السودان. وشككت قيادات قبيلة دينكا نجوك في بيان في حياد الحكومة واتهمتها بالانحياز إلى القبائل العربية واتهمتها بتجاهل قادة المنطقة الحقيقيين ودعوة آخرين إلى ملتقى لتحدي مستقبلهم، وطالبوا بضم المنطقة إلى جنوب البلاد.