كثفت الادارة الاميركية وشركاؤها الاوروبيون في عملية السلام السودانية اتصالاتها مع الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" لتسريع محادثاتهما الجارية في نيروبي، فيما وافق اعضاء في مجلس الامن على زيارة الخرطوم الشهر المقبل في جولة تشمل نيروبي واديس ابابا. وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل للصحافيين امس ان محادثات نيروبي بين النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق مستمرة وليس هناك ما يدعو الى الاحباط او التفاؤل وان كانت الخرطوم تميل الى التفاؤل الحذر وتوقع عودة طه اذا وصلت الى طريق مسدود. وذكر ان وفداً من الترويكا الاوروبية سيصل الى الخرطوم بعد غد الاربعاء لاجراء محادثات مع المسؤولين في شأن تطورات الاوضاع في دارفور وعملية السلام في جنوب البلاد، كما سيزور مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافير سولانا البلاد الاسبوع المقبل في مهمة مماثلة. واضاف اسماعيل ان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري سيزور الخرطوم غدا لتضييق الخلافات بين الحكومة ومتمردي دارفور والاعداد لجولة المفاوضات بينهما المقررة ان تعاود في ابوجا في 21 الجاري. وفي نيروبي اجرى وزير الخارجية الاميركي كولن باول اتصالا هاتفيا مع النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق وحض الطرفين على الاسراع في اكمال عملية السلام كما عقد مستشار الادارة الاميركية لشؤون السودان تشارلز سنايدر لقاءين منفصلين مع طه وقرنق اللذين اجتمعا مع وزيرة التعاون الدولي النروجية هيلدا جونسون التي شجعتهما على استكمال محادثاتهما وتوقيع اتفاق سلام نهائي في اقرب وقت ممكن. ونقل الى "الحياة" الناطق الرسمي باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ان ا"جواء المفاوضات الجارية في نيروبي اتسمت بالصراحة والوضوح". وأشار الى ان رئيسي وفدي التفاوض الحكومي مطرق صديق و"الحركة" نيال دينق ينال قدما تقريراً الى طه وقرنق عن اللجان الفنية والمسائل الخلافية وقضايا الاتفاق، كما التقى الوزير الكيني المسؤول عن ملف السلام السوداني طه وقرنق. وفي السياق ذاته، حمل قرنق الى طه رؤية "التجمع الوطني" المعارض عن تنسيق المسارات في نيروبي وأبوجا والقاهرة اثناء التفاوض وتنفيذ الاتفاقات تفادياً لأي تضارب. ولم تستبعد مصادر اخرى استمرار طه في التفاوض مع قرنق بعدما كان اعلن لدى افتتاح الجولة بأنه سيمكث لمدة ثلاثة أيام فقط. ويرى الوسطاء ضرورة بقاء الزعيمين لإعطاء الجولة دفعة قوية نحو النجاح. من جهة اخرى، حمل وزير الداخلية السوداني اللواء الركن عبدالرحيم محمد حسين، بشدة على الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا بشأن "تدخلاتها" في أزمة دارفور، كما جدد اتهامات حكومته لزعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي المعتقل حاليا، وقال ان الترابي أعطى الضوء الأخضر لما وصفه بمحاولة انقلابية "مدمرة" كانت "ستؤدي الى حرب مدن". وأشار الى أن عدد المعتقلين المتهمين بالمحاولة بلغ قبل ستة أيام، وهو تاريخ مغادرة الوزير الى خارج السودان ثمانين شخصا. ورأى الوزير حسين في مؤتمر صحافي عقده في قطر أمس أن ما يتعرض له السودان حاليا في دارفور هو "مؤامرة نهب وسلب لممتلكات الأمة"، وقال إن "أميركا تسعى الى ادخال دارفور في خريطتها النفطية بعدما اكتشفت النفط في تشاد وتريد نقله الى المحيط الأطلسي وترغب في ادخال دارفور في هذا الإطار ليكون أنبوب النفط الأميركي مباشرا".