بات من شبه المؤكد ان ترجئ اسرائيل تنفيذ خطة "فك الارتباط" مع الفلسطينيين الى ما بعد الانتخابات الاميركية، بانتظار معرفة "الثمن" الذي ستدفعه واشنطن في مقابل الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، وهو ثمن حدده رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون بثلاثة مطالب يقضي احدها بعدم مطالبة تل ابيب بالتفاوض مع الفلسطينيين في شأن اي خطة سياسية. راجع ص 5 و6 و7 ويأتي القرار الاسرائيلي في ظل تدهور شعبية شارون الى حضيض غير مسبوق على خلفية تورطه في قضايا جنائية، ومطالبة غالبية من الاسرائيليين باستقالته وتقديم موعد الانتخابات العامة. كما يتزامن مع اتصالات لعقد لقاء بين مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين الاسبوع المقبل للاعداد لقمة شارون ورئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع ابو علاء، وهي قمة اكدت مصادر فلسطينية ان مسألة "استئناف التنسيق الامني" ستكون على جدول اعمالها. وواصل الجيش الاسرائيلي امس "تدريبات عسكرية" لفترة "ما بعد عرفات" التي وصفتها مصادر امنية اسرائيلية بأنها "عنصر محفز لفصل جديد" في العلاقات الفلسطينية - الاسرائيلية. وفي الوقت نفسه، انتشرت قوة من الجيش الاسرائيلي امس في محيط مقر الرئيس عرفات في رام الله، وهي مسألة قال مستشاره نبيل ابو ردينة انها تنذر ب"عواقب وخيمة"، معتبراً انها "استمرار للاستفزازات الاسرائيلية" و"للاستخفاف بالقيادة والشعب الفلسطيني". لا انسحاب من غزة قبل الانتخابات الاميركية في غضون ذلك، نقلت صحيفة "معاريف" عن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز قبيل توجهه الى واشنطن الثلثاء قوله في جلسات خاصة مع الاجهزة الامنية الاسرائيلية، ان الانسحاب من قطاع غزة لن يتم بأي حال من الاحوال قبل الانتخابات الاميركية، مشيراً الى ان هذا القرار اتخذ بعد "معارضة الادارة الاميركية اي انسحاب احادي الجانب قبل الانتخابات". وعلى خط مواز، سعى شارون الى طمأنة وزرائه الى خطة "فك الارتباط"، مشيراً الى انه لم يحدد حجم الانسحاب او عدد المستوطنات التي ستخلى بانتظار نتائج محادثاته مع الادارة الاميركية لمعرفة "الثمن الذي ستحصل عليه اسرائيل في مقابل الانسحابات". واكد ان الثمن يتضمن اولاً ضم التجمعات الاستيطانية الكبيرة غوش عتصيون جنوب الضفة، ومعاليه ادوميم شرقها، وارييل وسط غربها الى اسرائيل، وثانياً عدم مطالبة اسرائيل باجراء مفاوضات مع الفلسطينيين في شأن اي خطة سياسية، وثالثاً رفض اميركي قاطع لعودة اللاجئين الفلسطينيين. ورأى مراقبون في هذه الشروط دفناً عملياً ل"خريطة الطريق" ورؤية بوش لحل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي.