أثار قرار باختصار عرض فيلم وثائقي فلسطيني - اسرائيلي اعتبر معادياً لاسرائيل، استياء جمعية مخرجي الأفلام التسجيلية الفرنسية خلال الحفلة الافتتاحية للدورة ال26 من "مهرجان الواقع" الذي يعنى بالافلام التسجيلية والوثائقية مساء اول من امس في مركز جورج بومبيدو الثقافي في باريس. وكان منظمو المهرجان، وفي مقدمهم امينته العامة سوزيت غلانيديل، اختاروا فيلم "الطريق 181، مقاطع من رحلة في فلسطين واسرائيل" للمخرجين الإسرائيلي إيال سيفان والفلسطيني ميشال خليفي وهو من عرب اسرائيل ويقيم حاليا في بلجيكا، ليقدم في عرضين خارج المسابقة. الا ان مدير المكتبة الفرنسية العامة جيرالد غرانبرغ قرر الاكتفاء بعرض واحد للفيلم. وترعى المكتبة الفرنسية العامة المهرجان الى جانب وزارة الثقافة الفرنسية. واثار الاعلان عن الاكتفاء بعرض واحد للفيلم الخميس المقبل انقساما بين الحضور. وكان الفيلم الذي سبق ان عرض على قناة "آرتي" التلفزيونية الفرنسية لاقى معارضة شديدة من اطراف يهودية متطرفة في فرنسا ارادت منع عرضه ووجهت تهديدات للقناة وللمخرج ايال سيفان المقيم في باريس حيث تلقى بالبريد رصاصة والى جانبها عبارة "في المرة القادمة لن تأتيك الرصاصة بالبريد". ويعرض الفيلم واقع ما كان يعرف بخط الهدنة الذي وضعته الاممالمتحدة عام 1947 لتقسيم فلسطين الى دولتين اسرائيلية وفلسطينية. ولا يقوم الفيلم سوى بعرض عبارات يقولها الناس من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على جانبي الخط وعلى مدى اكثر من اربع ساعات. الا ان فرادة ما يظهره الفيلم من وقائع مجهولة للكثيرين ومن حقائق منسية، دفعت البعض الى اعتباره معاديا لاسرائيل. وبرر مدير "المكتبة العامة الفرنسية للمعلومات" الاكتفاء بعرض واحد للفيلم بانه استجابة "للانزعاج الذي ولده اعلان مشاركة فيلم طريق 181 في المهرجان"، موضحا ان رسائل عدة وصلت لادارة المهرجان "احتجاجا على عرض الفيلم في مؤسسة عامة فرنسية"، هي مركز جورج بومبيدو. وعلى الاثر، عم القاعة ضجيج واحتجاج وانقسم الحاضرون بين مؤيد ومعارض. وطالب سيفان الذي كان حاضرا بذكر اسماء مرسلي الرسائل. ورد مدير المكتبة العامة وكشف اسماء المخرجين ارنو ديبليشن ونعومي لفوفسكي والكاتب بيتر سولرز بين آخرين لم يسمهم. وقرأ غرينبيرغ بيانا ورد فيه ان الجهات المعنية قررت حصر عرض الفيلم بمرة واحدة خشية "أن يهدد عرضه الأمن العام". وردت جمعية مخرجي الأفلام التسجيلية ببيان اول من امس وصفت فيه القرار بأنه "فضيحة شاركت فيها وزارة الثقافة والاعلام المكتبة العامة للمعلومات". ونددت الجمعية بمحاولات "الضغط والترهيب التي تمارس على مركز بومبيدو". كما ندد البيان بالاسباب التي ارتكز اليها المسؤولون والتي اعتبرتها "غامضة" واعتبرت جمعية المخرجين القرار امراً "خطيراً جداً" خصوصاً برأيها عجز مركز تابع للدولة عن "تأمين الحماية لفيلم مبرمج في مهرجان"، ورأت في ذلك "خطوة كبيرة نحو المنع ونحو تشجيع المتطرفين".