في مستهل شهر تشرين الثاني نوفمبر من كل عام، يؤكد مهرجان العالم العربي في مونتريال حضوره وتنوعه وتجدده ليشكل هذه السنة سابقة في تاريخ الاحتفالات الاغترابية. المهرجان الذي افتتح قبل أيّام، وتميز بحضور لافت جله من النخب الثقافية والاجتماعية والسياسية، من العرب وأهل كيبك. فإلى جانب وزيرة الهجرة الكيبكية ميشال كورشين راعية المهرجان هذا العام تناوب على رعايته في العامين السابقين كل من رئيس وزراء كيبك برنار لاندري ورئيسة البرلمان لويز هاريل، كان هناك الكثير من النواب والوزراء وزعماء الأحزاب السياسية ورؤساء البلديات ولفيف من اصحاب المؤسسات الكندية الكبرى اضافة الى فاعليات الجالية العربية والديبلوماسيين. وتتوزع نشاطات المهرجان على الكثير من جامعات مونتريال ومكتباتها العامة وصالات السينما والمسارح نظراً الى وفرة العروض "نحو 70 برنامجاً فنياً وثقافياً التي يتناوب على تأديتها اكثر من 450 راقصاً وعازفاً ومغنياً ومخرجاً ومحاضراً ينتمون الى جنسيات مختلفة بينهم كنديون واميركيون وفرنسيون وبلجيكيون وإسبان وعرب متحدرون من اصول لبنانية وسورية ومصرية وجزائرية ومغربية ويمنية وفلسطينية أتوا خصيصاً للمشاركة في اعمال المهرجان الذي تستمر عروضه حتى 16 تشرين الثاني نوفمبر. ويتضمن البرنامج عروضاً متنوعة من الرقص التعبيري، وألواناً من الموسيقى العربية قديمها وحديثها. يشار مثلاً الى "دراويش حلب" و"الغناء الغريغوري". أما منتدى المتوسط فهو في مجمله اطلالات تاريخية على ألوان غنية من منوعات الموسيقى والغناء والرقص الشرقي والعربي والتركي والبيزنطي والفارسي. وتختم ماجدة الرومي المهرجان بحفلة طربية. وفي السينما يقدم المهرجان اكثر من 25 عملاً لمخرجين اجانب وعرب تتنوّع بين افلام وثائقية قصيرة وأفلام طويلة، حول الكثير من القضايا الانسانية أطفال الشوارع والاجتماعية المرأة والوطنية معاناة الشعب الفلسطيني والاغترابية مآسي اللجوء غير الشرعي الى بلدان اوروبا وأميركا وكندا والارهاب في الجزائر والعراق. ولا بد من التوقف عند فيلم "الطريق الى فلسطين" 270 دقيقة من انتاج فرنسي واخراج مشترك بين الفلسطيني ميشال خليفي، والاسرائيلي ايال سيفان. ويتضمن عرضاً مفصلاً لنكبة الشعب الفلسطيني من عام 1947 وحتى اليوم. ويرتكز سيناريو الفيلم الى ثوابت العيش المشترك وإزالة الحواجز المصطنعة بين الشعبين على خلفية السلام العادل والدائم في المنطقة.