تهيأت قوات حكومية من الأمن المركزي ووحدة خاصة بمكافحة الارهاب في الجيش اليمني مدعومة بالآليات المدرعة والمروحيات لشن هجوم على مخابئ جبلية في مديرية لودر بمحافظة أبين شمال عدن لجأ اليها اسلاميون ينتمون الى جماعات متشددة في تنظيم "الجهاد"، معظمهم من بقايا الأفغان اليمنيين والعرب. وتشتبه السلطات اليمنية بوجود عناصر جهادية مصرية مطلوبة في قائمة كانت السلطات المصرية سلمتها الى الحكومة اليمنية أخيراً، وهي تنتمي الى تنظيم "الجهاد" الذي كان يتزعمه أيمن الظواهرى قبل اندماجه في تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن. وأكدت مصادر متطابقة ل"الحياة" في محافظة أبين أن نائب وزير الداخلية اللواء مطهر رشاد المصري يقود الحملة العسكرية التي تدعمها مروحيات وبدأت بمحاصرة عدد من المناطق الجبلية التي تقول معلومات استخبارية أن المطلوبين لجأوا اليها لتنظيم صفوفهم ومواجهة القوات الحكومية. ويراوح عدد هذه العناصر بين 12 و23 تصفهم السلطات بأنهم خطرون على الأمن ومطلوبون في قضايا ارهابية. وأشارت المصادر الى أن بينهم شخصاً مصري الجنسية يدعى "إمام شريف" كان مصادر أفادت بأنه اعتقل ويحتمل ان يكون سلّم الى مصر ويعتقد أنه دخل الأراضي اليمنية بطرق غير قانونية وهو مطلوب لأجهزة الأمن المصرية، بالاضافة الى سعودي وجزائري. وكانت "الحياة" كشفت أمس عن القبض على الزعيم الروحي لجماعة "الجهاد" المصرية الدكتور إمام الشريف صاحب كتاب "العمدة في إعداد العدة" الذي يعد دستوراً للحركات الجهادية في أكثر من بلد. لكن يبدو أن الحملة اليمنية المتوسعة طالت زملاء لإمام ينتمون إلى الجماعة أيضاً، إضافة إلى آخرين من قادة تنظيم "الجماعة الإسلامية". وتحدثت أوساط الأصولين المصريين في الخارج عن صفقة أبرمت أخيراً بين القاهرة وصنعاء لتبادل تسليم المطلوبين، وهو أمر ظل معلقاً لسنوات وحال دون تعاون أمني بين البلدين، إلا ان الاتصالات بين البلدين في الشهور الماضية أفضت إلى اتفاق ما بدأ ت تظهر نتائجه. وقال مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" في لندن الدكتور هاني السباعي في اتصال مع "الحياة" في القاهرة أمس إن عدداً من الإسلاميين المصريين المقيمين في مدن يمنية اختُطفوا من منازلهم ومقار أعمالهم، وكذلك أثناء سيرهم في الشوارع ونُقلوا إلى السجون تمهيداً لترحيلهم إلى مصر. وقال إنه "تلقى اتصالات هاتفية من شخصيات وجهات يمنية عدة أكدت له أنه إضافة إلى الشريف فإن لائحة الموقوفين تضمنت أربعة من أبرز رموز تنظيمي "جماعة الجهاد" و"الجماعة الإسلامية"، وهم: عثمان خالد السمان المحكوم بالإعدام من المحكمة العسكرية العليا في الاسكندرية العام 1992 في قضية "العائدون من أفغانستان"، وعلي أحمد الشريف والذي اتهم في قضية اغتيال السادات ايضاً ومتهم في قضية تحمل الرقم 502 خاصة بنشاط قادة الاصوليين في الخارج تحقق فيها نيابة امن الدولة والاثنان من قادة "الجماعة الاسلامية"، وخليفة محمد بدوي المحكوم غيابياً بالسجن لمدة سبع سنوات في قضية "العائدون من البانيا" عام 1999. وأضاف السباعي أن شخصيات يمنية أبلغته أنها سعت لدى السلطات لمحاولة إطلاق الموقوفين ووقف إجراءات ترحيلهم لكنهم فشلوا حتى في لقاء أي منهم أو تعيين محامين للدفاع عنهم، وذكر أنه أبلغ منظمة العفو الدولية التدخل والنظر في التطورات ضد الإسلاميين في اليمن، معتبراً أن صفقة أبرمت بين القاهرة وصنعاء لتبادل المطلوبين جرى بمقتضاها التحول الكبير في معاملة المصريين المقيمين في اليمن، وبينهم من لجأوا إلى زعماء القبائل، مشيراً إلى أن مسؤولين يمنيين ردوا على المطالبات التي وصلتهم لمعرفة مصير الموقوفين بأن الحكومة اليمنية لن تسلم مصر إلا من لم تصدر ضدهم أحكام. وفيما حشدت القوات الحكومية أعداداً كبيرة تدعمها آليات وعربات مدرعة ومروحيات العسكرية ، أشارت مصادر في السلطة المحلية في أبين الى تهديدات بالقتل تلقاها مسؤولون أمنيون وحكوميون محليون، بينهم العميد عبدالقادر الشامي رئيس فرع جهاز الأمن السياسي الاستخبارات، وقالت ان المتطرفين قاموا بأعمال تخريبية لنشر الخوف بين المواطنين آخرها محاولة احراق مدرسة ثانوية مختلطة للبنين والبنات في مديرية لودر ليل أول من أمس.