تحاول وساطات قبلية بين الحكومة اليمنية وجماعات متشددة مطلوبة للقضاء وتتحصن في مناطق جبلية في محافظة أبين منذ خمسة ايام تقريبا في محاولة لمنع حدوث مواجهة بين المتشددين المطلوبين ووحدات الجيش المرابطة هناك منذ أيام. وخيمت حالة من الغموض على أوضاع الجماعات المتشددة التي تحاصرها وحدات القوات الخاصة والجيش في جبال لودر بمحافظة أبين 170 كم شرق عدن بعد أن انتهت المهلة التي كانت السلطات حددتها لهم ب 48 ساعة (انتهت فجر امس السبت ) لتسليم أنفسهم دون شروط. وكانت مصادر محلية بالمحافظة قالت إن السلطات الأمنية ترفض إجراء أي حوار مع تلك الجماعات المحاصرة أو الاستماع إلى مطالبها وانه قد تم امهالهم 48 ساعة لتسليم أنفسهم . وقد وسعت السلطات اليمنية من حملتها بحثا عن مطلوبين يقال ان عددهم يتراوح بين 200 250 ناشطا من الجماعات المنتمية لتنظيمات متشددة محظورة بينهم مطلوبون من دول عربية ومدانون بارتكاب اعمال إرهابية. وقال شهود عيان ان قوات الجيش المنتشرة في عدد من مناطق المحافظة بدأت سحب حشودها جزئيا بانتظار نتائج الوساطة التي تدخلت لمنع وقوع مواجهات مسلحة . شهود العيان قالوا ل(اليوم) انهم لاحظوا منذ صباح امس السبت انسحابا للكثير من الآليات والأطقم العسكرية المتمركزة في مداخل المدينة في الوقت الذي ترددت فيه انباء عن انتقال العناصر التي كانت مختبئة في المعاقل الجبلية إلى أماكن أخرى غير معروفة . إلى ذلك قالت مصادر محلية ان سلطات الأمن نقلت العناصر التي اعتقلتها خلال اليومين الماضيين والبالغ عددهم 12 معتقلا إلى العاصمة صنعاء للتحقيق معهم فيما شرعت وزارة الداخلية باتخاذ إجراءات ترحيل لموقوفين من جنسيات عربية إلى بلدانهم بناء على الاتفاقيات الأمنية الموقعة بين اليمن وهذه البلدان ، فيما لا تزال تحاصر العشرات من المشتبهين المتحصنين في المناطق الجبلية . وشاهد مواطنون ليل الخميس ونهار الجمعة العشرات من العربات المدرعة والمروحيات وقطع المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والآليات العسكرية القادمة من اللواء 312 المدرع المرابط في محافظة البيضاء إضافة إلى مئات الجنود من القوات الخاصة تنتشر في مواقع مختلفة من محافظة أبين.وبخاصة في منطقة "السيلة البيضاء" الواقعة بين محافظتي أبين والبيضاء ، وفي ارجاء من مديرية لودر "محافظة أبين والتي يعتقد أن بعض المطاردين متحصنون فيها منذ أيام . ورفض المسئولون الحكوميون الإدلاء بأية تصريحات بشأن الوضع وما يعتزمون اتخاذه من إجراءات. وقلل العديد منهم من وطأة الأمر فيما بدت المدينة خلال نهار الجمعة وصباح امس السبت هادئة ويمارس السكان حياتهم بصورة طبيعية . وكانت السلطات اليمنية قد نقلت القيادي في تنظيم القاعدة عبد الرؤوف نصيب إلى العاصمة صنعاء للتحقيق معه في حين قالت مصادر أخرى انها سلمت المتهم سيد إمام المصري أمير جماعة الجهاد في مصر إلى السلطات المصرية غير أن أي تأكيدات رسمية بهذا الشأن لم تصدر بعد .واكدت مصادر محلية وثيقة أن عبد الرؤوف نصيب ، نقل من أبين مكان اعتقاله بصحبة وسطاء إلى صنعاء . ولم تعرف حتى صباح امس طبيعة الوساطة ولا نوع التسوية التي ستجريها الحكومة مع المطلوبين خاصة بعد إعلان مسئول حكومي أن عبدالرؤوف نصيب سلم نفسه طواعية للسلطات من دون مقاومة . ونفى الشقيق الأكبر لعبد الرؤوف نصيب الذي وصف بأنه احد زعماء تنظيم القاعدة في اليمن ، في حوار نشره موقع يتبع حزب الإصلاح الإسلامي المعارض على شبكة الانترنت أن يكون شقيقه منتميا إلى تنظيم القاعدة ، وقال إن ما روجت له بعض وسائل الإعلام محض افتراء وبعيد عن الحقيقة . واصفا شقيقه بأنه شاب عادي ملتزم بأداء الشعائر الدينية.وقال إن قوات الأمن لم تلق القبض على شقيقه عبدالرؤوف ، كما يقال و أنه سلم نفسه طواعية عندما علم أنه مطلوب من قبل أجهزة الأمن . وفرضت قوات الأمن والجيش منذ الخميس طوقا أمنيا على أماكن جديدة في مناطق جبلية تقع بين محافظتي أبين والبيضاء يعتقد أن عناصر متشددة تسللت اليها في وقت لاحق هربا من الحملة العسكرية كما نصبت الشرطة العديد من النقاط العسكرية الثابتة والراجلة ونشرت العديد من الأطقم العسكرية والمدرعات في أماكن متفرقة من مديرية لودر ومناطق من الشريط الساحلي والمنافذ المؤدية لمحافظة أبين. وتقول مصادر محلية وثيقة إن أجهزة الأمن توصلت بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي( FBI ) الامريكي الذي افتتح مؤخرا مكتبا في اليمن إلى معلومات جديدة تشير إلى وجود عدد غير محدود من العناصر المنتمية لتنظيمي القاعدة والجهاد وأن هؤلاء كانوا يتنقلون بين اليمن ودول مجاورة عبر زوارق صيد صغيرة في إشارة إلى حملات التفتيش التي كانت قطع بحرية تتبع القوات الدولية المرابطة في جنوبي البحر الأحمر والمكلفة بمكافحة الإرهاب قامت بها مؤخرا ضد قوارب صيد يمنية وعربية بالقرب من مضيق باب المندب وخليج عدن. وتتحدث بعض المصادر عن أن التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن مع المتهم الثاني في تفجير المدمرة كول محمد الأهدل المكنى ب " أبي عاصم" والذي اعتقل اواخر العام الماضي ادت الى معلومة قادت إلى عبد الرؤوف نصيب الذي يوصف بأنه احد قيادات القاعدة . وتعتقد السلطات اليمنية أن عبدالرؤف نصيب تورط في عملية هروب السجناء الموقوفين في سجون الأمن السياسي بعدن على ذمة حادثة تفجير المدمرة كول. وتشير معلومات لم يصدر بشأنها تأكيدات رسمية إلى أن هذه العناصر التحقت مؤخرا بعناصر متشددة من تنظيم الجهاد المحظور والقاعدة وعناصر من جيش (عدن أبين الإسلامي) وجماعة التكفير ، واتخذت من جبال أبين الجنوبية مقرا لاختبائها. حمل السلاح ظاهرة مألوفة في المدن اليمنية ايهاب عبدالله نصيب الشقيق الاكبر لعبدالرؤوف نصيب