اعتقلت الشرطة الإسبانية، بحسب محطة تلفزيونية إسبانية، شخصين آخرين يشتبه بصلتهما في تفجيرات قطارات مدريد، ليرتفع إلى 20 عدد المعتقلين المشتبه في تورطهم بهذه التفجيرات التي وقعت في 11 آذار مارس الجاري وقتل فيها 190 شخصاً. وأكد محقق فرنسي خاص على علاقة بالتحقيق أن الشرطة الاسبانية تعتقد أن الأردني أبو مصعب الزرقاوي، المشتبه في علاقته بتنظيم "القاعدة" يقف خلف تفجيرات 11 آذار. وكان مسؤولون مغاربة يشاركون في التحقيق قدموا أدلة تثبت علاقة المغربي جمال زوكام المعتقل لتورطه في الاعتداء بالزرقاوي ذي الصلة بجماعة "أنصار الإسلام" المتهمة بتنفيذ هجمات في الأردن وتركيا والمغرب. وقال المحقق الفرنسي جان شارل بريزار الذي يشارك أيضاً في تحقيقات 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة، إن مصادر رسمية إسبانية أسرّت له أن بعض المعتقلين لديها كانوا على اتصال بالزرقاوي قبل شهر أو اثنين على شن الهجوم. وأضاف في مقابلة أجريت معه في جنيف: "تعتقد إسبانيا أن ستة أو سبعة من المعتقلين ساعدوا في التخطيط للاعتداء وأن الزرقاوي هو العقل المدبر للعملية". كما ذكرت تقارير إخبارية أن الشرطة الاسبانية تعتقد أن بين المعتقلين ثلاثة على الأقل ممن نفذوا التفجيرات. واعتقلت الشرطة أول من أمس خمسة رعايا يتحدرون من أصول مغاربية في مدريد وطليطلة من دون تحديد هوية المعتقلين. فيما أعلن أن الشرطة الاسبانية أطلقت ثلاثة أشخاص اعتقلوا في بلنسية شرق اسبانيا بينهم جزائريان وثالث يحمل الجنسية السورية، لم توجه إليهم أي اتهامات بعدما خضعوا لاستنطاقات تأكد على اثرها أن لا علاقة لهم بالتفجيرات. وأعلن ان سلطات الامن المغربية اوقفت في مدينة تطوان على بعد 294 كيلومترا شمال الرباط شخصا بحوزته خرائط تبين مواقع محطات القطارات المستهدفة في تفجيرات 11 آذار في مدريد. وأفيد ان المعتقل ويدعى مصطفى شكري "سبق ان سافر الى اسبانيا اربع مرات لكنه لم يتمكن من تسوية وضعيته القانونية التي تسمح له بالاقامة هناك". ومثل اثنان من المغاربة الاربعة الموقوفين منذ نهاية الاسبوع الماضي في اطار التحقيق أمس امام القاضي خوان ديل اولمو في المحكمة الوطنية في اسبانيا. واستمع القاضي لخالد اولاد عكشة الذي كان يقضي عقوبة بالسجن اربع سنوات بتهمة السرقة منذ صدور حكم بحقه في 2001، في سجن توباس. كما استمع الى فيصل علوش. ويبدأ وفد أمني مغربي رفيع المستوى زيارة ثانية لاسبانيا في اطار تنسيق الجهود بين الأجهزة المغربية والاسبانية. فيما يزور وفد آخر بلجيكا في ضوء اعتقال رعايا يتحدرون من أصول مغربية هم عبدالقادر حكيمي ويوسف العادي وعبدالحق وادور وشخص رابع. وتكمن أهمية الزيارة الى بروكسيل في ورود اسم حكيمي الذي تقول السلطات المغربية انه ضالع في هجمات الدار البيضاء الانتحارية في 16 أيار مايو الماضي، ما يعني امكان تسليمه الى السلطات المغربية. وكانت بعض الأوساط ربطت بين اكتشاف بقايا المتفجرات في قطارات مدريد واعتقال شخصين اسبانيين كانا ينقلان مواد متفجرة في منطقة غاليسيا شمال شرقي اسبانيا، إلا أن التحريات كشفت ان تلك المتفجرات كانت موجهة على متن شاحنة الى باعة الألعاب النارية غير قانونية، ويعتقد انها كانت تسلم الى مصانع برتغالية للألعاب النارية. إلا أن السلطات الاسبانية شددت الرقابة على كل المصانع والمراكز التي تحوي مواد متفجرة للحؤول دون سرقتها واستخدامها في عمليات ارهابية. كما شملت الاجراءات الاحترازية رقابة الموانئ والمعابر، بخاصة في ضوء الاستعدادات الجارية لاحتفالات ستقام في مناسبة زفاف الأمير فيليب دو بوربون ولي العهد في أيار المقبل، وسط تزايد المخاوف من تسلل ارهابيين من بلدان أوروبية. وعزا مصدر اسباني المخاوف الى وجود شبكات في بلدان أوروبية يسمح حصول بعض المنتمين اليها على جنسيات الدول المقيمين فيها بالافادة من حركة التنقل في الفضاء الأوروبي. كما عاودت الأوساط القضائية فتح ملفات معتقلين سابقين أو مشتبه فيهم للربط بين خيوط هذه الشبكات. وشملت هذه التحريات رعايا يتحدرون من أصول جزائرية كانوا خضعوا لتحقيقات بتهم الاشتباه في انتسابهم الى تنظيمات متطرفة. الى ذلك، أكدت النيابة العامة الفيديرالية في المانيا ان التخطيط لاعتداءات مدريد او التحضير لها لم يتم في المانيا بالاستناد الى ما يشير اليه التحقيق، وذلك بعيد الكشف عن ان احد المغاربة الذين اوقفوا في اسبانيا، امضى بضعة ايام في المانيا. وكانت السلطات الالمانية فتشت شقة المغربي في مدينة دارمشتات في وسط ألمانيا للاشتباه بصلته بتفجيرات مدريد بعد اعتقال مغربي في أسبانيا الاربعاء قضى سنوات في دارمشتات.