أفادت تقارير إعلامية أمس أن الشرطة الاسبانية بدأت عمليات بحث عن أربعة مغاربة يعتقد أنهم وفروا المتفجرات التي استخدمت في تفجيرات مدريد التي وقعت الاسبوع الماضي. فيما كشف وزير الاتصال الاعلام المغربي نبيل بن عبدالله عن هوية ثلاثة رعايا مغاربة اعتقلتهم السلطات الاسبانية في اطار التحقيقات الجارية حول التفجيرات. واعلنت النيابة الفيديرالية البلجيكية من جهة أخرى السبت توقيف اربعة اشخاص من اصل مغربي في اطار تحقيق يندرج في اطار مكافحة الارهاب في الاوساط الاسلامية في بلجيكا. وذكرت صحيفة "الباييس" الاسبانية انه يشتبه في ان اربعة مواطنين مغاربة لا يزالون احراراً، سرقوا في شباط فبراير المتفجرات من منجم شمال إسبانيا وسلموها لمنفذي الهجمات التي وقعت في 11 من آذار مارس الجاري وحصدت أرواح 202 شخص. وصرحت مصادر في وزارة العدل بأن الاسباني الوحيد المحتجز ضمن المعتقلين بتهمة الاشتراك في الهجمات أدلى بمعلومات حول هوية المطلوبين الاربعة. وكان المتهم الاسباني، وله سجل جنائي حافل من تهم الاتجار في المخدرات وحيازة الاسلحة، يعمل في منجم. واعترف للشرطة انه أرشد المتهمين المغاربة الى منطقة في المنجم لا تتمتع بحراسة مشددة وتخزن فيها المتفجرات قرب منطقة آفيليس في إقليم أستورياس. وادعى ان المغاربة أعطوه مخدرات مقابل المعلومات التي أدلى بها. وواصل المحققون أمس استجواب المتهمين بعدما صدرت أول من أمس أوامر لاعتقال المشتبه فيه الرئيس في تنفيذ الهجمات جمال زوكام وأخيه غير الشقيق محمد شاوي 34 عاماً ومغربي آخر. ووجهت اليهم 190 تهمة بالقتل و1400 تهمة بمحاولة القتل والانتماء لمنظمة محظورة. وقال وزير الاعلام المغربي ان بين المعتقلين عبدالرحيم الزباخ 33 عاماً الذي يقيم في اسبانيا منذ عام 1997، ويحمل اجازة في علوم الكيمياء من جامعة تطوان شمال المغرب، ومحمد اشداوي الذي يقيم في اسبانيا منذ نحو 30 سنة، وفريد اولاد علي الذي كان يعمل في قطاع البناء وهاجر الى اسبانيا عام 1997. ويواجه الأخير تهمة سرقة متفجرات من منطقة بيرغوس من شمال غربي مدريد، يعتقد انها استخدمت في التفجيرات. وقالت مصادر متطابقة ان قوات الأمن في عدد من العواصم الأوروبية خصوصاً في بروكسيل وروما وباريس شنت حملات تفتيش وتدقيق في هويات مهاجرين من أصول مغربية، وشملت الحملات بعض المساجد ومراكز تجمع هؤلاء المهاجرين في ضوء التنسيق الأمني القائم بين استخبارات هذه الدول، فيما يؤكد مسؤولون أمنيون مغاربة انهم وضعوا هذه العواصم في صورة تداعيات الهجمات على الدار البيضاء والاسماء المطلوبة التي سلّم بعضهم. وأعلنت النيابة الفيديرالية البلجيكية توقيف اربعة اشخاص من اصل مغربي في اطار تحقيق يقوده القاضي دانيال فرانسن من بروكسيل. ويشتبه في ان الاشخاص الاربعة الذين اوقفوا أول من امس "ينتمون الى مجموعة تسعى الى ارتكاب اعمال ارهابية". واضاف المصدر ان احدهم اوقف بناء على مذكرة توقيف دولية اصدرتها السلطات المغربية إثر اعتداءات الدار البيضاء التي اسفرت عن سقوط 45 قتيلاً في 16 أيار مايو 2003. الا انه يبدو ان القضاء البلجيكي يستبعد وجود علاقة مباشرة بين هذه الاعتقالات واعتداءات مدريد. واوقف الاربعة في عمليات دهم استهدفت بلدتي مازييك شمال شرق وكابيلين شمال الفلامنديتين وبروكسيل. وعثر المحققون على وثائق مزورة ومعدات ضرورية للقيام بعمليات التزوير. واوضح المصدر القضائي ان الاتهام الموجه الى الموقوفين الاربعة يوازي الاتهام بتشكيل عصابة اجرامية و"لا يعني" ان المحققين كشفوا خطة للقيام باعتداءات. الى ذلك، أفاد تقرير صحافي بأن برلين كانت ستتعرض العام الماضي لهجوم من تدبير "القاعدة" مشابه لتفجيرات مدريد. ونسب التقرير الذي نشرته مجلة "فوكوس" الاخبارية في عددها الذي يصدر غداً إلى محققين قولهم إن القنابل كانت ستفجر أثناء مسيرات احتجاج على الحرب في العاصمة الالمانية. وأحبطت الخطة عندما اعتقلت السلطات الالمانية العام الماضي شخصاً حصل على عدد من الهواتف المحمولة لاستخدامها كأجهزة توقيت للمتفجرات بطريقة مماثلة لاسلوب إعداد القنابل التي استخدمت في تنفيذ تفجيرات مدريد. ويعتقد المحققون أن القنابل كانت ستستهدف المحتجين المعارضين للحرب التي قادتها واشنطن في العراق. من جهة أخرى، أوقف قطار ركاب سريع في صورة طارئة أمس وطلب من ركابه النزول بعد العثور بداخله على حقيبة مثيرة للشبهات لم يستدل على صاحبها. وتولى خبراء المفرقعات فحص الحقيبة التي تبين ألا ضرر منها.