تعهد خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، رئيس الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني الذي فاز في الانتخابات التشريعية ان القوات الاسبانية ستغادر بالتأكيد العراق بحلول الثلاثين من يونيو موعد تسليم السيادة الى العراقيين، في حال بقي الوضع على حاله.وقال ثاباتيرو لاذاعة اسبانية انه لن يتخذ أي قرار قبل ان يتسلم السلطة ودون مشاورات سياسية واسعة النطاق. وردا على سؤال اذا لم يطرأ جديد قبل 30 يونيو، هل سيعود الجنود من العراق؟، قال ثاباتيرو بالتأكيد، مضيفا لكننا لا نتوقع حاليا احداثا جديدة.واوضح ثاباتيرو انه سيعلن استدعاء 1300 عسكري اسباني منتشرين في العراق منذ صيف 2003، بعد تسلم مجلس النواب الجديد مهامه اعتبارا من الثاني من ابريل المقبل. وقال ان حرب العراق كانت كارثة. والاحتلال كارثة.وبنظرة تحليلية الى نتائج الانتخابات الاسبانية واسباب فوز الحزب الاشتراكي فانه لو كانت القاعدة هي العقل المدبر لاكثر التفجيرات اسالة للدماء في أسبانبا فان متشددين ينتمون الى هذا التنظيم يستطيعون التباهي باحداث تغيير مثير في الانتخابات بمدريد. ولكن محللين ينحون باللوم على الحكومة المهزومة. وأثار تفجير القطارات الذي سقط فيه 200 قتيل رد فعل سيىء في حزب رئيس الوزراء خوسيه ماريا أزنار حليف واشنطن القوي في حرب العراق وفاز بالسلطة الاشتراكيون الذين عارضوا هذه الحرب. تشارلز باول الاستاذ المساعد بجامعة سان بابلو قال اذا كانت شبكة القاعدة خلف هذه الهجمات فانه بالتأكيد يمكن القول ان القاعدة مسؤولة عن خروج الحزب الشعبي من الحكم. وقال محللون ان فوز الزعيم الاشتراكي خوسيه لويز رودريجز زاباتيرو على ماريانو راخوي الذي كان يتطلع الى خلافة أزنار يزيد من عزلة حلفاء بوش الاخرين.. بريطانيا وبولندا وابطاليا. وفي حملته اتهم أثنار بابعاد أسبانيا عن أوروبا وألمح الى انه سيعيدها الى حلفائها التقليديين مثل فرنسا التي عارضت حرب العراق بقيادة الولاياتالمتحدة. من جهته قال كارلوس برسوسا رئيس جامعة كومبلوتنس بمدريد اذا كان سينتهي الامر بتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا بأن يكون وحيدا بشأن العراق فانها مشكلته ،صوت الشعب الاسباني بأن يعيش في سلام. وأحيت تفجيرات يوم الخميس وادعاء باسم القاعدة انها قامت بهذه الهجمات ردا على تأييد أسبانيا للحرب غضب الجمهور من سياسة الحكومة السابقة تجاه العراق. ولكن بعض المحللين قالوا ان اثنار ساعد في هزيمة الحزب الشعبي في الانتخابات. وأدى التصور بأن أثنار سعى لاستغلال الهجمات للحصول على مكاسب سياسية بتوجيهه اللوم الى منظمة الباسك الانفصالية ايتا الى تقوية رد الفعل السلبي وقلب نتائج الانتخابات على رأس الحزب. وأضاف هذا الى تنامي الشعور بأن الحكومة تتلاعب بالمعلومات وهو الاتهام الذي وجهه منتقدون لاثنار بشأن غرق حاملة النفط بريستيج فبالة ساحل أسبانبا الشمالي الغربي. الناخب رامون كابليس الذي أعطى صوته للاشتراكيين يرى ان يتحمل الحزب الشعبي اللوم، مشيرا الى انه لو كانت الحكومة أمينة مع الجمهور بدلا من محاولة اتهام ايتا لكان الحزب الشعبي قد فاز في الانتخابات. وكان راخوي ببدو واثقا من خلافة أزنار الذي قاد أسبانيا الى الرخاء لتصبح خامس أكبر اقتصاد في اوروبا كما حقق الاستقرار. كما لم يكن ثاباتيرو الاختيار المفضل لجمهور أثارت الانفجارات مخاوفه. وعكر مياه حملته الانتخابية كشف بأن شريك حزبه في الائتلاف في حكومة قطالونيا الاقليمية عقد محادثات سرية مع ايتا بعد أن اعلنت وقف اطلاق نار محدودا يقتصر على قطالونيا. واستغل الحزب الشعبي هذا ليتهم الاشتراكيين بالتساهل تجاه هذه المنظمة المسلحة التي قتلت نحو 850 شخصا منذ 1968 في حملة لاقامة وطن للباسك. وقبل الانفجارات كانت القضية تتركز عما اذا كان الحزب الشعبي سيفوز بأغلبية مطلقة للمرة الثانية، لكن ثاباتيرو كان هو الذي يبحث أمس الاول عن حلفاء. ويتحتم الان على الاشتراكيين اقامة تحالفات مع أحزاب صغيرة للحصول على أغلبية مطلقة في مجلس النواب بينما لا يزال الحزب الشعبي أكبر حزب في مجلس الشيوخ مما قد يزيد من صعوبة مهمة ثاباتيرو في البرلمان. وفي ذات الاتجاه أفادت صحيفة إيل باييس الاسبانية في عددها الصادر امس أن أحد المغاربة الثلاثة الذين اعتقلوا في أسبانيا ربما شارك بصورة مباشرة في الهجمات التي نفذها المتشددون على محطة القطارات في منطقة مدريد التي أسفرت عن مقتل 200 شخص وإصابة 1500 آخرين. وتعتقد الشرطة أن الهجمات نفذتها ذات الشبكة من الجماعات المغربية المتشددة التي قتلت 45 شخصا في الدار البيضاء العام الماضي المعروفة بصلاتها بتنظيم القاعدة. وصرح وزير الداخلية أنخيل أثيبث في مدريد أمس الاول بأن المواطن المغربي جمال زوكام هو أحد 35 مشتبها به اتهمهم قاضي التحقيقات الاسباني بالتاسار جارزون بعلاقته بالهجمات التي وقعت في نيويوركوواشنطن. وتردد أن زوكام ينتمي لخلية تابعة لتنظيم القاعدة تتخذ من أسبانيا مقرا لها كانت السلطات الاسبانية قد داهمتها. واستمرت السلطات في استجواب زوكام والمشتبه فيهم الاربعة الاخرين الذين اعتقلوا فيما يتعلق بتفجيرات مدريد ،وواصلت الحكومة الاسبانية فحص شريط الفيديو الذي تعترف فيه شبكة القاعدة بمسئوليتها عن التفجيرات. وتردد أن جهاز الاستخبارات الاسباني سي.إن.آي يشتبه في احتمال تورط ضابط سابق بالاستخبارات العراقية في التفجيرات. أما المغربيان الاخران اللذان وضعا رهن الاعتقال هما محمد الشاوي وميكانيكي يدعى محمد البقالي ويتراوح عمراهما بين 26 و35 عاما ويقيمان في أسبانيا بصورة قانونية. ونقلت صحيفة إل بايس الاسبانية عن مصادر بوزارة الداخلية المغربية قولها إنه يعتقد أن المغاربة الثلاثة ربما تكون لهم صلة بخلية تابعة لتنظيم القاعدة في أسبانيا تعرف باسم خلية أبو داده. منظمة ايتا جددت علاقتها بالانفجارات