اعترفت محافل سياسية اسرائيلية بأن مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي دوف فايسغلاس ورئيس مجلس الأمن القومي غيورا ايلاند يواجهان صعوبات حقيقية في إقناع واشنطن بدفع الثمن المطلوب منها لقاء الانسحاب الاسرائيلي المخطط له من قطاع غزة، ما حدا بهما الى تمديد زيارتهما الحالية لواشنطن يوماً اضافياً في مسعى الى الحصول على مقابل سياسي لائق يمكن ارييل شارون من اقناع وزرائه المعارضين لخطته للانسحاب بتأييدها لدى طرحها على حكومته. وذكرت صحيفة "هآرتس" ان موفدي شارون الى العاصمة الأميركية طرحا على مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض كوندوليزا رايس "خيار الانسحاب المفضل لدى شارون" القاضي بانسحاب تام من قطاع غزة وإخلاء ست مستوطنات صغيرة ونائية من مجموع أكثر من مئتين مستوطنة شمال الضفة بداعي ان ازالتها تؤمن للفلسطينيين تواصلاً اقليمياً كبيراً نسبياً. وتابعت ان شمل مستوطنات في الضفة ضمن خطة الانسحاب جاء بهدف الحصول على مقابل كبير من واشنطن يتمثل باعلان رئاسي يعترف بالإبقاء على المستوطنات الكبرى المقامة على نحو 8 في المئة من أراضي الضفة ويعيش فيها أكثر من مئتي ألف مستوطن بالاضافة الى أكثر من مئة ألف آخرين يرتعون في المستوطنات المقامة في محيط القدسالمحتلة، هذا الى جانب اعلان اميركي ينفي حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وطبقاً لمصادر صحافية أخرى، فإن تل أبيب تطالب واشنطن، وبناء للشروط التي حددها وزير المال بنيامين نتانياهو لدعم خطة شارون، بالتصديق على المسار الذي أقرته الحكومة الاسرائيلية ل"الجدار الفاصل" الذي يتلوى في عمق الأراضي الفلسطينية ليضم جميع المستوطنات داخله. وأضافت "هآرتس" ان الادارة الأميركية تميل الى قبول بعض المطالب الاسرائيلية ومنها العودة الى "خريطة الطريق" الدولية من نقطة البداية إذا فشلت خطة الانفصال الاحادي والعمل على إجهاض أي محاولة لإحياء المبادرة السعودية للسلام أو أي خطة سياسية أخرى مثل "تفاهمات جنيف". من جهتها، أفادت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان واشنطن تطرح عدداً من الاسئلة المتعلقة بتفاصيل خطة الانسحاب وتنتظر اجوبة اسرائيلية عن حجم الانسحاب وهل يتم تنسيقه مع الفلسطينيين، كما انها لا تخفي قلقها من احتمال ان تعم الفوضى قطاع غزة بعد الانسحاب أو أن تنجح "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في فرض سيطرتها عليه، ما سيعتبر انتصاراً لها و"نصراً للارهاب" تحرص الادارة الأميركية على الحؤول دون تحقيقه. وقال نائب رئيس الحكومة وزير العدل يوسف لبيد في حديث اذاعي ان الهدف من زيارة فايسغلاس الحالية الى واشنطن هو معرفة ما إذا كان الأميركيون مستعدين لتقديم مقابل ملائم لقاء الانسحاب "لأن من شأن ذلك وحده أن يقنع وزراء من ليكود دعم خطة الانسحاب وبالتالي المضي بها الى أمام". غالبية ليكود تؤيد شروط نتانياهو وأيد 55 في المئة من الاسرائيليين و79 في المئة من اعضاء حزب "ليكود" الحاكم الشروط التي وضعها نتانياهو لتأييد الخطة والإبقاء على سيطرة اسرائيل على المعابر الحدودية واعلان اميركي بشمل مستوطنات الضفة داخل "الجدار الفاصل" وبنفي حق العودة. ورأى مراقبون ان هذا التشدد عزز فرص نتانياهو لخلافة شارون حين تزف الساعة.