ذكرت صحيفة "هارتس" الاسرائيلية في عددها الصادر امس ان الولاياتالمتحدة وضعت مؤخرا عددا من التحفظات بشأن خطة الفصل احادية الجانب مع الفلسطينيين التي اعلن عنها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مؤخرا. وقالت الصحيفة ان الادارة الامريكية وضعت مؤخرا خطين احمرين لشارون بشأن خطته خلال محادثات رسمية بحيث تعارض امريكا ضم مناطق فلسطينية في الضفة الغربية لاسرائيل اضافة الى رفضها بناء جدار فاصل اخر بين المدن الفلسطينية وغور الاردن. واوضحت ان الامريكيين يعارضون كذلك نقل مستوطنين من قطاع غزة الى الضفة الغربية مضيفة انهم طلبوا من اسرائيل معلومات حول عمليات اخلاء المستوطنين عام 1982 والتي تمت بعد انسحاب اسرائيل من شبه جزيرة سيناء المصرية وسألت فيما اذا تم اسكان هؤلاء في الضفة الغربية وقطاع غزة0 وكان شارون قد اعلن قبل نحو اسبوعين نيته تفكيك معظم مستوطنات قطاع غزة وبعض مستوطنات الضفة الغربية ملتزما في الوقت ذاته بالعمل على تقوية السيطرة الاسرائيلية في تجمعات واسعة من المستوطنات في الضفة الغربية. وقالت هارتس ان الادارة الامريكية طلبت ان تتلاءم خطة شارون مع رؤية الرئيس الامريكي جورج بوش وخطة خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية والتي تدعو الى اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. وذكرت انه لهذا السبب تعارض الولاياتالمتحدة ضم اي تجمعات استيطانية لاسرائيل خاصة تلك التي تمنع التواصل الاقليمي للاراضي الفلسطينية. ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومى اسرائيلي قوله ان اعتقادا يسود حكومة شارون انه اذا ما التزمت اسرائيل بالخطوط الامريكية الحمراء تلك فان ادارة بوش ستكون منفتحة على خطة الفصل بما في ذلك امكانية نقاش وضع التجمعات الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية. يشار الى انه من المقرر ان يصل اليوم ثلاثة مبعوثين امريكيين الى اسرائيل حيث سيجتمعون مع رئيس الوزراء الاسرائيلي لمناقشة خطته بشأن الانفصال عن الفلسطينيين وللتحضير لزيارته القادمة الى واشنطن. وكان شارون قد اجتمع امس الاول مع رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي الجنرال غيورا ايلاند والمسؤول عن وضع تفاصيل خطة الانفصال مع الفلسطينيين وذلك في اطار التحضيرات التي سيقوم بها شارون للولايات المتحدة. من جانبها ادعت مصادر اسرائيلية للصحيفة ان واشنطن عبرت مؤخرا عن قلقها ازاء امكانية تعزيز مكانة حركة حماس واضعاف السلطة الفلسطينية في حال الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة مشيرة الى ان اخرين في الولاياتالمتحدة عبروا عن موقف معارض لهذا التوجه. وقالت الصحيفة "ان الولاياتالمتحدة ربما تلجأ الى وضع مطلبين اخرين يجب على شارون الالتزام بهما وهما تجميد البناء نهائيا في المستوطنات والقيام باجراءات انسانية تجاه الفلسطينيين". وعلى ذات الصعيد ذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان وزير النقل افيغدور ليبرمان رئيس حزب الاتحاد الوطني اليميني المتشدد (سبعة نواب) وجه امس رسالة الى عشرة وزراء في حكومة ارييل شارون لاقناعهم بضرورة اعتماد خطة بديلة في مواجهة خطة شارون التي تدعو الى تفكيك 17 مستوطنة في قطاع غزة. ونقلت الاذاعة عن ليبرمان قوله ان "المعسكر الوطني يجب ان يتفق على خطة مشتركة ومفصلة لخوض المعركة في مواجهة الرأي العام الوطني والدولي"، مضيفا "انه الوقت المناسب للتقدم ببديل فيما يعارض خطة شارون للفصل عمليا كل المسؤولين العسكريين واجهزة الامن وفي وقت يجب احالة خارطة الطريق الى المتحف". ويؤيد ليبرمان نفسه تقسيم الضفة الغربية الى خمسة اجزاء والابقاء على جميع المستوطنات في مكانها على ان يتولى الجيش الاسرائيلي الاشراف على مرور الفلسطينيين بين هذه "الكانتونات". وقد وجه ليبرمان رسالته الى سبعة وزراء من الجناح "المتشدد" في حزب الليكود الذي يرأسه شارون بينهم بنيامين نتانياهو (المالية) اضافة الى ثلاثة وزراء من الحزب الوطني الديني (ستة نواب) ومن الاتحاد الوطني، حزبه. وعبرت احزاب اليمين المتشدد عن موقفها ضد شارون داخل الكنيست (البرلمان) بامتناع نوابها عن التصويت مرات عدة عند طرح مذكرات لحجب الثقة عن حكومته تقدمت بها المعارضة اليسارية. ومن المقرر ان يكون البرلمان قد صوت امس على اربع مذكرات لحجب الثقة اضافة الى تصويت خامس يفترض ان يصار اليه بعد القاء شارون كلمة امام النواب في ذكرى اعلان حكومته، حيث يتوقع المراقبون ان يكون التصويت حاميا والا يتعدى الفارق فيه صوتا واحدا. واذا ما هزمت الحكومة فان ذلك لا يعني سقوطها الذي يتطلب غالبية مطلقة من 61 صوتا. وقد اطلق ليبرمان مبادرته في وقت بدا فيه المستوطنون الاسرائيليون حملة امس الاول ضد مشروع شارون لتفكيك مستوطنات غزة حيث يقيم 7500 مستوطن.