حض الرئيس جورج بوش الرئيس السوداني عمر البشير وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق على الاسراع في انجاز اتفاق سلام، فيما رأت الخرطوم أن المحادثات الجارية مع "الحركة الشعبية" في كينيا تجاوزت مرحلة الحوار إلى اتخاذ قرارات تستند إلى تنازلات متبادلة. راجع ص 6 وأعلن البيت الأبيض أن بوش طلب من البشير الموافقة على الاقتراحات التي نقلها مبعوثه جون دانفورث الجمعة الماضي لمعالجة وضع ابيي المتنازع عليها، مع منطقتين أخريين النيل الازرق وجبال النوبة، وشكر قرنق على قبولها، وذلك في اتصالين هاتفيين منفصلين. وقال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان ان بوش أبلغ البشير وقرنق في الاتصالين، ليل الاثنين - الثلثاء، ان "هناك أوقات في التاريخ يجب على المسؤولين استغلالها لانجاز أمور مهمة لبلادهم وهذا هو أحد الأوقات بالنسبة إلى السودان". ولفت بوش الجانبين الى أن المسألة ملحة، وانه حان الوقت لأن يثبت السودان للعالم انه قادر على تجاوز خلافاته وارساء السلام، مؤكداً أن علاقات بلاده مع السودان ستتغير عند التوصل إلى اتفاق سلام، ومتعهدا استمرار الدور الأميركي بعد اقرار اتفاق السلام لضمان تطبيقه، بما في ذلك ارسال مراقبين دوليين وإعادة إعمار الجنوب. كما أعرب الرئيس الاميركي عن قلقه ازاء الأوضاع في دارفور. وطلب من البشير السماح بنقل المساعدات الإنسانية إلى المنطقة حيث تواجه الحكومة المركزية تمردا مسلحا. وأوضح وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان البشير أبلغ بوش ان حكومته "لم تترك باباً يقود إلى السلام إلا وطرقته". وقال ان "السودانيين يرون نوراً في نهاية نفق العملية السلمية"، مؤكداً ان الخرطوم "تتحلى بالمرونة في سبيل ذلك". واعلن وزير الدولة للخارجية نجيب الخير عبدالوهاب ان محادثات نيافاشا، بين الحكومة و"الحركة الشعبية" تجاوزت مرحلة الحوار إلى اتخاذ قرارات تستند الى تقديم تنازلات مشتركة، مشيراً إلى أنه في حال حدوث ذلك، يمكن ان يتوصل الطرفان إلى اتفاق "خلال يومين وليس أسبوعين". وعقد النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه وقرنق لقاء أمس كرس للاتفاق على منهج التفاوض ومناقشة القضايا العالقة المرتبطة بالمناطق المهمشة واقتسام السلطة كحزمة واحدة لتسريع المحادثات بعد أن أظهرت مواقفهما تباعداً في الفترة الماضية.