اعلن الرئيس السوداني عمر البشير أمس ان قضية المناطق المهمشة الثلاث تمثل عقبة أمام المحادثات بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في ضاحية نيافاشا الكينية، منذ أول الشهر الماضي. وقال انه أعطى تعليمات للوفد الحكومي المفاوض التزام ثلاث موجهات أساسية: لا تفريط بالشريعة الاسلامية ولا تفكيك لالانقاذ وتعزيز خيار الوحدة". وقال البشير، في مؤتمر صحافي عقده خلال تفقده مشروع سد مروى في شمال البلاد، ان حكومته وافقت على التفاوض في شأن المناطق المهمشة جبال النوبة وابيي وجنوب النيل الأزرق، لكنها اشترطت ان لا تكون جزءاً من مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد التي ترعى المفاوضات مع "الحركة الشعبية". وذكر البشير ان الحكومة لا تمانع في مناقشة مستقبل هذه المناطق على أساس حدود العام 1956 الموروثة عن الاستعمار البريطاني، لكنها لن تقبل بتعديل الحدود وغير مفوضة لذلك، موضحاً ان حق تقرير المصير الذي منح الى الجنوب يمكن أن يؤدي بعد الاستفتاء، عقب ست سنوات، الى انفصاله و"قيام دولة الأمر الذي يؤدي الى اضافة أرض الى الدولة الوليدة" اذا وافقت الخرطوم على تبعية أي من المناطق الثلاث الى جنوب السودان خلال الفترة الانتقالية. في غضون ذلك، استمرت المحادثات بين الحكومة و"الحركة الشعبية" في نيافاشا، في ظل تباعد المواقف من مستقبل المناطق المهمشة. ولم تفلح لقاءات النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة" العقيد جون قرنق في ردم الهوة. كما فشلت لجنة فنية مشتركة في التوصل الى حل توفيقي. وزار مقر المحادثات أمس المبعوث الرئاسي الأميركي الى السلام في السودان جون دانفورث وعقد لقاءين منفصلين مع طه وقرنق ركزا على تسريع المفاوضات وتجاوز القضايا الخلافية والتوصل الى اتفاق خلال اسبوع. كما أجرى دانفورث اتصالاً هاتفياً ليل الاثنين الثلثاء مع البشير ناقش سير عملية السلام. وعلم ان واشنطن أبلغت الخرطوم رغبتها في انهاء المفاوضات قبل 20 كانون الثاني يناير الجاري، وان الرئيس جورج بوش سيخصص فقرة مهمة في خطابه عن "حال الاتحاد" في 21 الشهر عن عملية السلام في السودان. كما رأت ان هذا الموعد سيكون مناسباً لو أقر السلام لتخصيص دعم مالي مقدر الى السودان في الموازنة الأميركية، وان بوش سيكون في موقف قوي لاقناع مجلس الشيوخ والنواب بالخطوة. الى ذلك، انتقد حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الدكتور حسن الترابي أمس اتفاق الثروة الذي وقعته الحكومة و"الحركة الشعبية" ورأى انه يكرس انفصال جنوب السودان.