سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصريون وأميركيون وبريطانيون بين المصابين في "فندق جبل لبنان"... ورامسفيلد يلمح إلى تأجيل نقل السيادة . عشرات القتلى والجرحى بانفجار ضخم في بغداد بعد طلب مجلس الحكم عودة الأمم المتحدة
بعد أقل من 24 ساعة على قصف صاروخي طاول قلب بغداد وأوقع أربعة قتلى بينهم ثلاثة أطفال، من دون أن يعرف مصدره، دمر انفجار ضخم فندقاً في حي الكرادة في العاصمة العراقية. وتباينت التقديرات الأولية مساء لعدد الضحايا الذي أفادت وكالة "اسوشييتدبرس" انه بلغ حوالى ثلاثين قتيلاً وأربعين جريحاً، في حين كان آخرون لا يزالون تحت الأنقاض. وجاء الانفجار الضخم بعد فترة وجيزة على حسم مجلس الحكم الانقسام بين أعضائه على طبيعة دور الأممالمتحدة، اذ بعث رئيس المجلس محمد بحر العلوم برسالة الى الأمين العام كوفي انان يأمل فيها بعودة سريعة للمنظمة الدولية الى العراق، ويشيد بجهود السفير الأخضر الابراهيمي، في وقت أقرت المنظمة بعدم تلقيها رسالة خطية من المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، تردد أنه ضمّنها معارضته عودة بعثة المنظمة. كذلك تلى الانفجار تأكيد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان "الارهاب لن يتراجع" في حال سحب "التحالف" قواته من العراق، وبدء القوات الأميركية عملية "الوعد الحديد" في بغداد. راجع ص 2 و3 واللافت أن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد كان لمح الى احتمال حصول ما يؤجل نقل السيادة الى العراقيين، فيما تحدث نائب وزير الخارجية ريتشارد ارميتاج عن "تغييرات" في الاستراتيجية الأميركية لا تحول دون تسليم السلطة. وإذ أكد "التحالف" ان الحكومة الانتقالية ستكون مختلفة عن مجلس الحكم، رجح مصدر مطلع في باريس الاكتفاء بتوسيع المجلس، ورأى ان لا حاجة لقرار جديد من مجلس الأمن. وكان انان أكد ليل الثلثاء الأربعاء بدء مداولات مع أعضاء المجلس في شأن قرار "لن يعيد فحسب تأكيد التفويض لفريق الأممالمتحدة إذا سمحت لنا الظروف بالعودة، بل سيتعامل أيضاً مع قضية الأمن، وربما قوة متعددة الجنسية". وأفيد أن وزير الخارجية الأميركي كولن باول سيزور الكويت اليوم، وربما يتوجه الى العراق ضمن جولة ستقوده الى السعودية أيضاً. على الصعيد الميداني رجحت الشرطة العراقية ان يكون الانفجار الضخم ناجماً عن سيارة مفخخة، بعدما تحدثت عن هجوم صاروخي. وأعلن الجيش الأميركي ان عدد القتلى 27 والجرحى 41، لافتاً الى وجود أجانب بين ضحايا "فندق جبل لبنان" الذي استهدفه التفجير. وروى أحد الشهود ان بين نزلاء الفندق مصريين وبريطانيين وأميركيين. وسارع البيت الأبيض الى ادانة الحادث مؤكداً انه "لن يوقف العملية الديموقراطية" في العراق. في واشنطن، أكد ناطق باسم الخارجية الأميركية أمس ان سلطة التحالف ستسلم السلطات السيادية في العراق الى حكومة انتقالية تتألف من أعضاء مجلس الحكم مطلع تموز يوليو المقبل "إذا لم يطرأ تحول جذري في الأوضاع قبل ذلك التاريخ" قد يتطلب بعض التأخير. وقال ل"الحياة" ان التزام واشنطن "واضح تجاه نقل السيادة الى حكومة عراقية انتقالية بحلول نهاية حزيران يونيو ولا تغيير حتى الآن في الخطط الأميركية. لكن تشكيلة الحكومة الانتقالية لم تحسم بعد، على رغم اقتراحات بأن يؤلف مجلس الحكم بوضعه الحالي، أو بعد توسيعه، قاعدة لها". وكان الناطق باسم الخارجية يعلق على تصريحات لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد ألقت ظلالاً من الشك حول موعد نقل السيادة، اذ قال ان هناك "فرصة كبيرة لأن يحدث ذلك في الموعد المقرر، ولكن هل سيحدث بالتأكيد؟ لا أعرف"، في الوقت ذاته صرح نائب وزير الخارجية ريتشارد ارميتاج بأن الادارة الأميركية لم تتخذ قراراً نهائياً في شأن الحكومة الانتقالية التي ستتسلم السلطة، لكنه رجح أن يؤلف مجلس الحكم هذه الحكومة، مع احتمال ادخال بعض التعديلات. وأكد ان نقل السلطة سيحدث في موعده المحدد. الى ذلك، أقرّت الأممالمتحدة بعدم تسلمها رسالة خطية من السيستاني، وعزت اللغط الى سوء فهم ما قاله مستشار الأمين العام السفير الأخضر الابراهيمي، عندما تحدث عن تلقي الأمين العام كوفي انان "رسالة مكتوبة" من المرجع الشيعي. وقالت مصادر مطلعة، تعليقاً على نفي مدير مكتب السيستاني في بيروت حامد الخفاف، وجود الرسالة: "هذا صحيح، ولم تُرسل رسالة". وأوضحت ان انان تلقى "عبر وسطاء" رسالة فحواها نفي المرجع الشيعي علاقته بما نسب اليه عن معارضة عودة الابراهيمي الى العراق. وزادت ان ما قاله السيستاني للوسطاء كان شفوياً، وأن خلاصة مواقفه حددها الوسطاء خطياً. وفي بيروت، قال حامد الخفاف ل"الحياة" ان المرجعية الشيعية لم تعد معنية بعودة الأممالمتحدة الى العراق "لأن هناك شعوراً بأن المراد من عودتها الآن اضفاء الشرعية على قانون الدولة العراقية الدستور الموقت الذي للمرجعية تحفظات عنه، عبر استصدار قرار لمجلس الأمن يشرعن هذا القانون السيء الصيت". وأوضح ان المرجعية "خاضت صراعاً شديداً في السابق من أجل السماح بمجيء الأممالمتحدة للاشراف على الانتخابات، لكننا لسنا معنيين الآن بذلك، فما الفائدة من هذه العودة في ظل قانون يكبّل المجلس الدستوري المنتخب منذ الآن، ونشعر بأن الدعوة الى عودة المنظمة الدولية الآن تستهدف أمراً غير الذي كنا ندعو اليه". وأكد عدم وجود أي رسالة موجهة من السيستاني الى أنان وقال: "نعتقد بأن التباساً حصل لدى السيد الابراهيمي، علماً انه شخصية مرموقة نكنّ لها كل احترام".