وافقت الحكومة السودانية للمرة الأولى على زيارة فريق عسكري متعدد الجنسية تقوده الولاياتالمتحدة لغرب البلاد للتحقق من اتهامات متبادلة بين الخرطوم ومتمردي دارفور بقصف المدنيين. واعتقلت السلطات عضواً في البرلمان اتهمته بالتورط مع المتمردين ودهمت منزله في مدينة نيالا في غرب البلاد. وقالت أنها ضبطت اجهزة اتصال وتنصت في حوزته. علم ان السلطات السودانية وافقت على طلب اميركي بالتحقيق في اتهامات متبادلة بين الحكومة ومتمردي دارفور. ووصل الى الخرطوم فريق متعدد الجنسية يقوده ضابط اميركي من مدينة رمبيك في جنوب البلاد التي يتخذها مقراً في طريقه الى ولايات دارفور. ويعمل الفريق اصلاً في مراقبة تنفيذ اتفاق حماية المدنيين في جنوب البلاد الذي وقعته الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان". وينتظر ان يجري الفريق تحقيقاً في اتهام المتمردين الطيران الحكومي بقصف القرى والبلدات وتدمير آبار المياه ما أوقع عشرات القتلى. ووقع آخر هذه الحوادث قبل يومين في منطقة ود هجام ما أدى الى مقتل 11 مدنياً وإصابة 20 آخرين. وتتهم الخرطوم المتمردين باستخدام المدنيين دروعاً بشرية وتدمير المؤسسات الخدمية وقصف القرى. واكد مسؤول محلي تحدثت "الحياة" اليه امس هاتفياً من مدينة نيالا، ان السلطات سمحت للفريق الدولي بالتحقق من مدى صحة اتهامات قصف المدنيين. وأعلنت السلطات توقيف نائب برلماني بعد رصد الجهات الأمنية اجتماعات في منزله في مدينة نيالا كبرى مدن ولاية جنوب دارفور "مع شخصيات اجنبية وعناصر من متمردي دارفور الى جانب نشاطات مشبوهة اخرى. ودهمت السلطات منزل البرلماني الذي رفضت الإفصاح عن اسمه، وقالت انها ضبطت في حوزته اجهزة اتصال وتنصت وبدأت في اجراءات لرفع الحصانة عنه. وتحدثت عن رصد موظفين حكوميين يقومون بجمع المعلومات والتجسس على المسؤولين لمصلحة المتمردين. وعلمت "الحياة" من مصادر في السلطات المحلية في نيالا امس ان البرلماني الموقوف اسمه علي حسين دوسة وان ناشطاً يدعى الدكتور محمد علي كان يقيم في ليبيا اعتقل معه ايضاً. الى ذلك، ابلغ السفير الصيني في الخرطوم وزارة الخارجية ان شركة صينية تعمل في حفر آبار المياه خطف المتمردون اثنين من مهندسيها في دارفور باشرت اتصالات مع المتمردين للافراج عنهما. وابلغ السفير وزارة الخارجية ان الخاطفين لم يتقدموا بمطالب سياسية. وفي اسمرا، أعلنت "حركة تحرير السودان" احدى الفصائل الناشطة في غرب البلاد سيطرة قواتها على محلية سونغو التي تقع قرب الحدود مع افريقيا الوسطى. واكدت انها قتلت اكثر من 75 جندياً خلال معارك في اكثر من موقع. وقال الأمين العام للحركة مني أركو مناوي ان قواته استولت مساء أول من امس على حامية سونغو التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن مدينة راجا في اقليم بحر الغزال الجنوبي. وقال مناوي: "نحن موجودون على حدود دولية مشتركة مع ثلاث دول هي افريقيا الوسطى وتشاد وليبيا ونؤكد كل يوم قدرتنا على المفاجأة والتحرك السريع والمباغت، ما ينفي اعلان الخرطوم القضاء علينا".