قررت الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" تمديد جولة مفاوضات السلام التي كان من المقرر ان تختتم امس، وسط انباء متضاربة عن تباعد المواقف. وفيما تدرس الحركة اقتراحات قدمتها الخرطوم واعداد تصور شامل للاتفاق النهائي، يتوقع ان يصل اليوم مسؤولون اميركيون كبار الى مقر المفاوضات في ضاحية نيافاشا الكينية. وأوضح ل"الحياة" الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان "ان الجولة مددت، وان أمانة "ايغاد" ستضع جدولاً جديداً للأعمال ومدة التمديد". وأشارت مصادر قريبة الى المفاوضات الى "ان التمديد الذي قد يكون لمدة اسبوع لتعويض ستة أيام، رفعت فيها الجولة، بناء على طلب النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه". وقال عرمان: "ان الحركة ستدرس الورقة التي قدمها طه لجون قرنق وتناولت جوانب في قضايا المناطق الثلاث النيل الأزرق وجبال النوبة وابيي وقسمة السلطة". وأضاف: "ان معالجتنا لورقة الخرطوم ستكون شاملة وستتناول كل القضايا المتبقية، ومن ثم تقديم تصور شامل لاتفاق السلام النهائي". وعن تقارب المواقف أو تباعدها، رد عرمان: "لا نريد التحدث الآن، لكننا سنوضح نقاط التلاقي والاختلاف وكيفية معالجة القضايا غير المتفق عليها". الا ان مصادر اخرى أبدت تشاؤماً، مشيرة الى "ان مواقف الطرفين متباعدة ولم تتغير من القضايا الخلافية". واعتبرت ان "الجولة تنتظر قدوم وفد اميركي اليوم برئاسة مسؤول ملف السلام من السودان روجر ونتر. كما يتوقع وصول مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية تشارلز سنايدر". وأوضحت المصادر ان واشنطن بصدد تقديم اقتراحات جديدة حول منطقة ابيي مثار الخلاف لإنقاذ الجولة وعملية السلام برمتها من الانهيار. وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السفير محمد سحنون التقى الاثنين طه وقرنق، قبيل مغادرته الى الخرطوم للقاء الرئيس عمر البشير، وسط تحركات مكثفة يجريها الوسطاء بين الفرقاء السودانيين. في الخرطوم، علم ان طه وقرنق لم يجريا محادثات كانت مقررة صباحاً واكتفيا بعقد لقاءين منفصلين مع وفد من قبيلتي الميسرية والدينكا اللتين تقطنان منطقة ابيي لاستطلاع مواقفهما. وسلمت الحكومة ليل الاثنين - الثلثاء "الحركة الشعبية" رداً على اقتراحاتها في شأن أبيي، لكن رد الخرطوم تضمن اقتراحات شاملة في قضايا الحل النهائي التي تشمل المناطق المهمشة الثلاث واقتسام السلطة. كما اودعت الحكومة نسخة من ورقتها لدى وسطاء "ايغاد"، ورفض اعضاء في فريق التفاوض تحدثت اليهم "الحياة" عصر امس الافصاح عن مضمون اقتراحات الحكومة، لكن قيادياً في الحركة قال ان مواقف الطرفين لا تزال متباعدة، وطالب الخرطوم بقرارات شجاعة لردم الهوة بين الجانبين. وكان الوسطاء ورعاة المحادثات هددوا بطرح "حل جاهز" اذا عجز طرفا التفاوض في التوصل الى اتفاق. الى ذلك، حذرت احزاب المعارضة الرئيسية في السودان امس الحكومة و"الحركة الشعبية" من صفقة ثنائية بينهما، واعتبرت أي حل ثنائي ناقصاً ومهدداً بالانهيار. ودعت الى التراضي على نظام انتقالي لحكم البلاد ومعالجة أزمة دارفور عبر الحوار.