أعلن كبير الوسطاء في محادثات السلام السودانية الجنرال الكيني المتقاعد لازارو سومبيو أمس، ان الطرفين توصلا الى اتفاق على وضع اثنتين من ثلاث مناطق متنازع عليها وسط السودان. وأكد أن الجانبين توصلا الى اتفاق في شأن جبال النوبة وجنوب النيل الازرق، إلا انهما لم يوقعا على اي اتفاق لأنهما "لا يزالان يبحثان في وضع منطقة أبيي" وهي المناطق الثلاث المعروفة باسم المهمّشة. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ياسر عرمان انه "تم الاتفاق على ان تتمتع المنطقتان بحكم ذاتي، وأن يتم تشكيل هيئة تشاورية شعبية". ونقل الاعلام الرسمي عن عضو الوفد الحكومي امين حسن عمر ان "تقدماً ايجابياً حدث في ملف منطقتي جنوب كردفان النوبة وجنوب النيل الازرق". واضاف ان "الطرفين تغلبا على الصعوبات التي كانت تعترض مفاوضات الملف وأن هناك تفهماً من الطرفين لطبيعة المنطقتين". وقال ان الجانبين "يعكفان الآن على الصياغة النهائية للاتفاق في هذا الملف لعرضه على رئيسي الوفدين" النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه ورئيس الحركة الشعبية جون قرن. واضاف ان المفاوضات في ملف المناطق الثلاث "واجهت عدداً من الصعوبات لاختلافها عن مناطق الجنوب"، وان "اعلان مبادئ ايغاد" الذي تجري على اساسه مفاوضات السلام "لا ينطبق عليها اذ انه يتعلق بجنوب السودان فقط". واشار الى ان "هناك رغبة جادة من الطرفين للتغلب على الخلاف في شأن منطقة أبيي"، وان هناك اقتراحاً من الوسطاء لتقريب وجهات النظر في هذه القضية. وعلمت "الحياة" من مصادر قريبة الى المفاوضات التي تجري في ضاحية نيافاشا الكينية ان الاختراق تم في ساعة متقدمة ليل الخميس، بعدما كادت الخلافات تعصف بجولة المفاوضات. وشهدت المفاوضات توترات كبيرة وتبادل الاتهامات والتصريحات بين مفاوضي الطرفين. واعتبر قيادي في حركة قرنق "ان اي اتفاق في النهاية هو محصلة للتسوية ولا يعني التخلي عن قضايا جوهرية" في تلميح الى "تراجع الحركة عن موقف اعطاء تلك المناطق تقرير المصير وتراجع الخرطوم عن مواقفها ازاء تلك المناطق". وعلم ان وزير الخارجية الكيني كوانزولو موسويكا وصل الى نيافاشا ليل الخميس وأجرى اتصالات مع الطرفين. على صعيد آخر، أعلنت المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة في نجامينا، أن تقديرات أعدتها السلطات التشادية تشير الى أن نحو 15 الف لاجئ سوداني نزحوا منذ اسبوع الى تشاد امام هجوم شنه الجيش على المتمردين في ولاية دارفور غرب السودان. وبذلك يبلغ عدد اللاجئين الذين نزحوا من دارفور الى تشاد المجاورة منذ بداية المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين في شباط فبراير 2003، نحو 110 آلاف شخص . وقال المسؤول في المفوضية البير كاتومبا انه اكبر نزوح للاجئين في فترة قصيرة. واوضح ان الوكالة طلبت من برنامج الغذاء العالمي تقديم مساعدات غذائية لنحو 25 ألف شخص لفترة اسبوعين. واضاف كاتومبا "اذا لم يتم فعل اي شيء سنكون امام ازمة غذائية كبيرة".