كشف مصدر إسلامي مطلع ل"الحياة" ان تنظيم "القاعدة" كان يدرّب مقاتليه في أفغانستان على استخدام أسلوب تفجير العبوات الناسفة عن طريق هواتف نقالة، في مؤشر جديد الى علاقة تنظيم أسامة بن لادن بتفجيرات مدريد التي أوقعت 200 قتيل وأكثر من 1500 جريح. وتبنى شخص أطلق على نفسه اسم "أبو دجانة الأفغاني" وقدّم نفسه بوصفه المسؤول العسكري ل"القاعدة" في أوروبا، مسؤولية هذه التفجيرات في شريط فيديو تسلّمته السلطات الإسبانية نهاية الأسبوع. وقال المصدر ان "القاعدة" كانت تدرّب عناصرها على تقنيات تفجير عديدة بينها التفجير عن طريق الهاتف الخلوي الذي تُحدد ساعة منبهه عند وقت معيّن ينفجر عنده صاعق تفجير القنبلة. واستخدم هذا الأسلوب منفّذو تفجيرات مدريد الذين وقّتوا أجهزة هواتف نقالة عند الساعة 40،7 صباحاً وفجّروا بها 10 حقائب مفخخة وضعت في قطارات للركاب. ولم تنفجر صواعق ثلاث حقائب أخرى. لكن أجهزة الأمن لم تستطع ان تفكك سوى واحدة منها، واضطرت الى تفجير الحقيبتين الأخريين عن بُعد. وقال المصدر ان الاستخدام الوحيد المعروف لهذا الأسلوب الهاتف النقّال بين الإسلاميين كانت تعتمده "الجماعة الإسلامية المسلحة" في الجزائر مع أسلوب آخر هو التفجير عبر جهاز ال"جي بي أس" - "نظام التحديد العالمي" الذي يعتمد على تحديد موقع معيّن بالأقمار الاصطناعية. واستخدمت "القاعدة" أسلوب التفجير بالهاتف الخلوي أخيراً عندما استهدفت موكب الرئيس الباكستاني برويز مشرّف خلال عبوره جسراً في مدينة روالبندي قرب إسلام آباد. ولم تنفجر الشحنة الناسفة الضخمة سوى بعد ثوان من عبور الموكب، إذ ان نظام حماية الرئيس الباكستاني كان يستخدم سيارة مزودة نظاماً يُعطل عمل إشارات التذبذب اللاسلكية في دائرة تُقدّر بمئات الأمتار في محيط سير موكبه. وقال مصدر آخر ان "أبو دجانة الأفغاني" إسم غير معروف بين الإسلاميين لكن كنيته تكشف انه كان في أفغانستان، علماً بأنه تحدث في شريط الفيديو بلكنة مغربية. وربما كان تعلّم خلال وجوده في أفغانستان طريقة التفجير عبر الهاتف الجوّال. وكانت أول إشارة الى علاقة "القاعدة" بتفجيرات مدريد صدرت في بيان يحمل اسم "كتائب أبو حفص المصري"، قبل يومين من توزيع شريط "أبو دجانة". وقال مصدر إسلامي بارز ان بيانات "أبو حفص" مرتبطة فعلاً ب"القاعدة"، على رغم شكوك في شأن صدقيتها بسبب تبنيها عمليات تبيّن لاحقاً ان لا علاقة لهذا التنظيم بها، مثل قطع الكهرباء عن مناطق في الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا خلال الصيف الماضي. وأضاف ان التنظيم قرر إطلاق اسم "أبو حفص" على مجموعاته العسكرية تيمّناً بقائده السابق "أبو حفص المصري" محمد عاطف الذي قُتل مع 16 آخرين في غارة أميركية على "بيت اليرموك" في قندهار عام 2001. وقال ان المسؤولين عن إصدار بيانات "كتائب أبو حفص" مُنحوا استقلالية في العمل، بحيث انهم باتوا غير مضطرين للعودة الى قيادة التنظيم لدى اصدار مواقفهم. وكشف ان تبنّي "كتائب أبو حفص" حادثة قطع الكهرباء العام الماضي سببت خلافات داخلية لم تنته حتى الآن، وان المسؤولين عن إصدار البيانات ما زالوا متمسكين بأن "القاعدة" وراء الانقطاع الكهربائي. وكانت مصادر إسبانية قالت الأسبوع الماضي ان مدريد تبلغت من مسؤولين بريطانيين ان لا دليل لديها على صحة بيانات "أبو حفص". وتُحقق الأجهزة البريطانية حالياً في صحة هذه البيانات ومن يقف وراءها.