اعلن وزير الداخلية الاسباني خوسيه انتونيو الونسو أنه لا توجد اي عناصر تشير الى تورط منظمة الباسك الانفصالية المسلحة (ايتا) في اعتداءات 11 اذار مارس في مدريد، وذلك خلافا لما اعلنه وزراء في حكومة خوسيه ماريا اثنار السابقة التي أطاحت بها تلك الاعتداءات. واكد الوزير اثناء ادلائه بشهادته امام اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق حول هذه الاعتداءات التي اودت بحياة 191 شخصا وجرحت 1900 آخرين، ان كل العناصر الموضوعية تشير الى الارهاب منذ بداية التحقيقات وليس هناك عنصر واحد يدل على ايتا. وكان وزير الداخلية السابق انخيل اثيبيس اراد اثناء ادلائه بشهادته امام اللجنة الاربعاء، ان يعيد الى الواجهة امكانية تورط ايتا معتبرا ان هناك امورا لم تتضح في التحقيق. وطالب الوزير السابق بالاستمرار بالتحقيق في كل الاتجاهات لتحديد مدى تورط ايتا. وبالرغم من عدم توفر الدلائل على تورط المنظمة، فان الحزب الشعبي (يمين) الذي ينتمي اليه اثيبيس، يصر على اعادة طرح امكانية تورط ايتا، وخاصة في اطار الاتصالات التي قد تكون المنظمة اجرتها مع منظمات أجنبية. ورد وزير الداخلية الحالي أمس قائلا في دولة قانون مثل اسبانيا ، تهدف التحقيقات في الجرائم الى البحث عن الحقيقة عبر عناصر موضوعية .. وترتكز على ثوابت وليس على فرضيات. واضاف ان التحقيقات الحالية تشير الى ما وصفه بالارهاب الاسلامي. وتحاول اللجنة البرلمانية التي ستعلق اعمالها ابتداء من مساء امس الخميس وحتى شهر ايلول سبتمبر، ان تعرف ما اذا كان رئيس الحكومة السابق خوسيه ماريا اثنار محقا بالتأكيد، خلال الايام الثلاثة التي تلت الاعتداءات، ان الادلة تشير الى منظمة ايتا. وقد أوقف اللبناني سمعان غابي عيد مساء الاربعاء في كراربانشيل احدى ضواحي مدريد الشعبية في اطار التحقيق في الهجوم، حسبما أعلنت الداخلية. وجاء في بيان الوزارة ان الرجل الذي كان يحمل بطاقة هوية برتغالية مزورة باسم غبريال سليم عون، كان على علاقة باشخاص متورطين في اقتناء وبيع متفجرات استخدمت في الاعتداءات. والشرطة الاسبانية تجد أن عيد من اصحاب السوابق في تهريب المخدرات. وكان الموقوف مرتبطا باشخاص يشتبه بتورطهم في الاعتداءات وبينهم جمال احميدان المسؤول المفترض عن الاعتداءات الذي انتحر، وعبد الاله الفؤاد الموجود حاليا قيد الاعتقال الاحترازي في اسبانيا للاشتباه في تعاونه مع منظمة ارهابية، وهشام احميدان المعتقل بتهمة الاتجار بالمخدرات في المغرب والذي يطالب به القضاء الاسباني. وافاد التحقيق الجاري حاليا ان الرجل كان بعد ساعات قليلة من اعتداءات الحادي عشر من اذار مارس في محيط منزل موراتا دي تاخونا (تشينتشيون على بعد ثلاثين كلم من مدريد) حيث صنعت القنابل التي فجرت القطارات الاربعة. كما تبين انه كان قرب شقة حي ليغانيس في ضواحي مدريد التي فجر فيها سبعة مشتبه بهم انفسهم وبينهم جمال احميدان، في الثالث من نيسان ابريل. واوقف عيد عند خروجه من منزله في كرابانشيل حيث وجدت الشرطة هواتف خليوية، وصورا عن مستندات مغربية ومفكرات. وتشير بطاقة الهوية البرتغالية المزورة الصادرة من لشبونة في 1998 الى ان غبريال سليم عون ولد في الاول من اذار مارس في 1960 في موزمبيق. وامام القاضي الاسباني خوان ديل اولمو المكلف بالتحقيق امام المحكمة الوطنية في مدريد، ثلاثة ايام لاستجواب الرجل الموقوف ثم اتخاذ قرار بشأن ابقائه قيد الاعتقال الاحترازي او الافراج عنه، على ما ينص عليه القانون الاسباني. واودع حتى الآن قيد الاعتقال الاحترازي على ذمة التحقيق 19 شخصا، 17 منهم في اسبانيا ومعظمهم من المغاربة للاشتباه في تورطهم في اعتداءات الحادي عشر من اذار مارس، فيما يجري البحث عن ستة آخرين. وانتحر سبعة مشتبه بهم في الثالث من نيسان ابريل في ليغانيس.