أعلن وزير الداخلية الأسباني انخيل اثيبس ان بحوزة السلطات الأسبانية شريطا مصورا باللغة العربية لرجل يدعي انه المتحدث العسكري بلسان تنظيم القاعدة في أوروبا. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية الملتقط بثها هنا أمس ان الشريط يظهر فيه رجل يعلن فيه عن مسؤولية القاعدة عن التفجيرات وذلك انتقاما من أسبانيا لاشتراكها في التحالف ضد العراق. وحذر الرجل اسبانيا من التمادي في غيها مشيرا الى ان تلك الهجمات تعتبر ضئيلة بالقياس بما يمكن ان يحدث في المستقبل اذا ما لم ترجع اسبانيا عن غيها. ومن جانبه شكك وزير الداخلية بصحة هذا الشريط موضحا ان السلطات لاتزال تتقصى مدى كونه صادرا بالفعل من تنظيم القاعدة ام لا. ويأتي إعلان وزير الداخلية عن حيازة الشرطة الاسبانية للشريط بعد ان اعتقلت امس الاول خمسة مشتبه بهم فى صلتهم بالتفجيرات التي وقعت في مدريد واسفرت عن مقتل 200 شخص. وكان وزير الداخلية قد صرح في وقت سابق للصحفيين بأنه تم اعتقال ثلاثة مغاربة وهنديين مضيفا انه من المحتمل ان تكون هناك علاقة بين المعتقلين ومجموعات مغربية متطرفة غير انه قال انه مازال من السابق لأوانه تأكيد ذلك. وجاءت تلك الأنباء في الوقت الذي جرت فيه مراسم دفن بعض الضحايا في العاصمة ومناطق أخرى من أسبانيا. وقال وزير الداخلية الاسباني انخيل اثيبيس ان شريط فيديو باللغة العربية عثر عليه السبت قرب مسجد مدريد اعلن مسؤولية القاعدة عن اعتداءات مدريد، لكن تعذر التحقق من صحة هذا الشريط. من جانبها اعادت منظمة ايتا الانفصالية الباسكية في بيان نشر امس على موقع صحيفة غارا الانفصالية الباسكية على شبكة انترنت، التأكيد على انها غير مسؤولة عن اعتداءات مدريد. وفي بيان نشرت منه مقتطفات فقط على موقع هذه الصحيفة على الانترنت، وهي قناة الاتصال المعتادة لايتا، اكدت المنظمة ان اعتداءات مدريد مرتبطة بالسياسة الخارجية لحكومة خوسيه ماريا اثنار الذي وقف الى جانب واشنطن في حرب العراق. وكان وزير الداخلية الاسباني انخيل اثيبيس قال ان شريط فيديو باللغة العربية عثر عليه السبت قرب مسجد مدريد اعلن مسؤولية القاعدة عن اعتداءات مدريد، لكن تعذر التحقق من صحة هذا الشريط. وسبق لمنظمة ايتا ان نفت اي مسؤولية لها في اعتداءات مدريد في اتصال هاتفي من مجهول تلقته غارا الجمعة. من جهة اخرى اتهم الرئيس الكوبي فيدل كاسترو الحكومة الاسبانية بتضليل شعبها بشأن التفجيرات التي وقعت في قطارات بمدريد بهدف تحقيق مكاسب انتخابية. وفي مقابلة تليفزيونية بثت أمس الاول قال كاسترو ان حكومة رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا أزنار كانت تعرف ان جماعة اسلامية هي التي تقف وراء الانفجارات التي أدت الى قتل 200 شخص يوم الخميس الماضي ولكنها فضلت الانحاء باللائمة على منظمة ايتا الانفصالية قبل الانتخابات العامة التي بدأت امس في أسبانيا. وقال في مقابلة مع احدى قنوات تليفزيون شيلي انهم يخدعون الشعب الاسباني ..انه أهم عامل في الانتخابات لان غالبية الشعب الاسباني عارضت الحرب في العراق. وقالت أسبانيا في بادىء الامر ان منظمة ايتا التي تطالب بانفصال اقليم الباسك هي المشتبه به على الارجح في تلك التفجيرات. ولكن أنجل اثيبيس وزير الداخلية الاسباني قال في ساعة مبكرة من صباح امس ان شريط فيديو زعم أنه من تنظيم القاعدة قال ان القاعدة فجرت قطارات مدريد ردا على تعاون أسبانيا مع الولاياتالمتحدة وهددت باراقة مزيد من الدماء . وقال كاسترو الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بايواء عناصر ايتا ان الانفجارات المتزامنة في أربعة قطارات للركاب تحمل كلها بصمات القاعدة. وعلى صعيد آخر قالت المغرب امس ان ارسال الوفد الامني المغربي الى اسبانيا اتى في اعقاب مشاورات مكثفة بين الجانبين المغربي والاسباني تلت انفجارات العاصمة الاسبانية مدريد والتي خلفت نحو 200 قتيل و1500 جريح. وقال وزير الاتصالات المغربي محمد نبيل بن عبدالله ان ارسال بلاده لوفد من كبار مسؤولي الامن المغربي يتعلق بالسعي الحثيث من جانب المغرب لمواصلة التعاون مع اسبانيا ومع باقي الدول من اجل مكافحة الارهاب الدولي. واضاف انه جرت اتصالات مكثفة بين مصالح الامن المغربي ومصالح الامن الاسباني قبل سفر المحققين المغاربة الى العاصمة الاسبانية. واشار الى ان كبار المسؤولين الامنيين المغاربة سيشاركون قدر الامكان في عملية البحث والتحقيق وذلك للتعرف والتأكد من هوية المغاربة المشتبه في مشاركتهم في هذه الاعمال الارهابية. وحول هويات المعتقلين الثلاثة قال الوزير ان الاول اسمه جمال زغام من مواليد طنجة 1973 ويعمل مستخدما واما العنصر الثاني فاسمه محمد بقالي من مواليد تطوان 1972 وهو ميكانيكي اما العنصر الثالث فهو محمد الشاوي من مواليد 1969 وهو عامل. وتعهد الوزير بأن بلاده ستنشر المزيد من المعلومات حول المغاربة المعتقلين بعد الانتهاء من التحقيق معهم. وحول امكانية تصاعد التوتر من جديد بين بلاده واسبانيا بعد الكشف عن هوية المعتقلين اكد ان الامر يتعلق بمحاربة الارهاب الدولي مشددا على ان هذا التعاون سيستمر مع اسبانيا ومع الدول الاخرى. الى ذلك تواصلت امس تظاهرات العشرات امام مقر الحزب الشعبي في مدريد (يميني حاكم) في مرددين شعارات تتهم الحكومة بالكذب حول الطرف المسؤول عن الاعتداءات التي شهدتها العاصمة الاسبانية الخميس. ويردد المتظاهرون وغالبيتهم من الشباب هتافات منها (السلام) و(نريد الحقيقة). وقد تواصلت التظاهرات طوال الليل عمليا امام مقر الحزب الحاكم . وقد نشرت تعزيزات امنية كبيرة امام مقر الحزب الشعبي. وقد بدأت التظاهرة عصر السبت بدعوة من جمعيات مناهضة للعولمة وضمت بين ستة الى سبعة آلاف شخص مساء. واحالت اللجنة المكلفة بالاشراف على الانتخابات التشريعية التي تشهدها اسبانيا اليوم، الى النيابة العامة شكوى تقدم بها الحزب الشعبي اعتبر فيها ان هذه التظاهرات تشكل ضغوطا على الناخبين. فيما خرج الاستراليون المنحدرون من أصل أسباني إلى الشوارع امس ليقودوا مسيرات احتجاج ضد الارهاب ولاظهار التضامن مع عائلات وأصدقاء القتلى والمصابين في انفجارات يوم الخميس الماضي في العاصمة الاسبانية مدريد. وأقيمت في مدن سيدني وملبورن وكانبرا صلوات في الكنائس ومسيرات وتجمعات احتجاجية حيث وقف المشاركون دقيقة حداد على ضحايا مجزرة مدريد. وقال مايكل أريجوى من النادى الاسباني في سيدني إن الجالية في حالة صدمة. وأضاف لراديو (إيه.بي.سي) الاسترالي : من العار أن يحدث شيء مثل ذلك. إنه أمر يجعل المرء يتعجب ويتساءل أين سيكون الهجوم القادم. وقال بوب كار رئيس وزراء ولاية نيو سوث ويلز أكبر ولاية أسترالية إن من المستحيل حماية الاهداف السهلة مثل محطات القطارات والمطارات من الهجمات الارهابية. وأضاف : يجب أن نعد أنفسنا كما لو كان الامر لا يتعلق بما إذا كان سيقع هجوم أم لا ولكن متى سيقع .. من المحزن والمؤسف أن الارهاب أصبح جزءا من الحياة التي نعيشها جميعا هذه الايام .. إنه شيء يجب أن نستعد له. وقال رئيس الوزراء إنه أجريت خلال الاثني عشر شهرا الماضية ستة تدريبات على مكافحة الارهاب في محطات السكك الحديدية بمشاركة 700 من أفراد فرق الطوارئ لمواجهة سيناريوهات مختلفة لهجمات بما ذلك هجوم بالغازات. وأشار كار أيضا إلى برنامج مدته خمس سنوات لتعزيز أمن إمدادات مياه الشرب في سيدني.