في سابقة فريدة من نوعها، مثل رئيس الحكومة الاسبانية السابق خوسيه ماريا اثنار لساعات عدة امام اللجنة البرلمانية التي تحقق في اعتداءات الحادي عشر من آذار مارس الماضي، ليكون بذلك أول مسؤول على هذا المستوى يمثل امام لجنة برلمانية في اسبانيا. وسعى أثنار جاهداً إلى إخفاء حقيقة ما حصل قبل وبعد الاعتداءات، محولاً النظر عندما يكون ذلك لمصلحته، باتجاه امور اخرى لا تمت الى الاعتداءات بصلة. ويأتي مثول اثنار بعد سلسلة من الجلسات التي مثل خلالها وزراء ومسؤولون سياسيون وامنيون اسبان واوروبيون كان بينهم احد كبار المسؤولين في"اوروبول"ومفوض الامن في الاتحاد الاوروبي، وقبل اسبوع من مثول رئيس الوزراء الحالي خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو. وقال اثنار إن سبب الاعتقاد بأن منظمة"ايتا"لانفصاليي الباسك كانت وراء التفجيرات، خرائط ضبطت مع اعضاء المنظمة قبل اشهر قليلة، تشير الى محطات القطارات التي استهدفت، اضافة الى ان الاستخبارات كانت رصدت معلومات تؤكد ان"ايتا"تخطط لعملية ضخمة في مدريد. وعلى رغم ان التحقيق كان على عاتق الناطق باسم الحزب الاشتراكي الحاكم، فان الاحزاب اجمعت على إلقاء مسؤولية الاعتداءات على مرتكبيها الارهابيين ثم المقصّر في واجباته باعتماده على مخبرين قام بعضهم ببيع المتفجرات الى مجموعة من المغاربة. كذلك الحكومة لمشاركتها بحرب غير شرعية، ما اثار استياء الاسلاميين. كما اتهمت الحكومة باخفاء الحقيقة قبل الانتخابات عبر اتهام"ايتا". وسئل أثنار عن سبب اتصاله بالصحف والسفارات لاتهام"ايتا"، ولم يتصل مرة اخرى لدى اكتشافه وقوف الاسلاميين وراء الاعتداءات. كما اتهم بأنه تجاهل خطر الارهاب الاسلامي، وبمشاركته في حرب العراق وبارسال ضباط استخبارات خبراء في الشؤون الاسلامية الى هناك قتل منهم 13، ما ترك الساحة الاسبانية فارغة. وعبرت اللجنة عن دهشتها لتخلي الاجهزة الامنية عن مراقبة عدد من الاشخاص قبل ايام من الاعتداءات، ليظهر لاحقاً انهم كانوا بين المخططين والمنفذين لها، منهم من فجر نفسه مع رفاقه ومنهم من اعتُقل ومنهم من فر. وعندما سئل اثنار عن سبب التأخر في الاعلان عن العثور على سيارة كان فيها كتاب قرآن كريم واشرطة مسجل عليها آيات قرب محطة انطلق منها احد القطارات. كذلك التأخر في نشر الفيديو الذي اعلنت فيه كتائب"ابو حفص المصري"مسؤوليتها عن الاعتداءات، والرسالة التي وصلت الى جريدة"الحياة"في هذا الخصوص وتسلمها القسم العربي في الاذاعة الاسبانية الخارجية.