يلتقي وفد من كبار علماء السنة في العراق ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني وذلك في بغداد صباح اليوم، في خطوة تندرج في اطار مساع مشتركة لتوحيد المواقف، في مواجهة مسلسل خطر من عمليات الاغتيال والتفجير التي تهدف الى احداث فتنة طائفية. ويتوجه الوفد الذي يضم عدداً من كبار اعضاء "هيئة علماء المسلمين" للقاء ممثل السيستاني في منطقة الكاظمية في بغداد، في خطوة تعكس القلق المتزايد لدى زعماء الجانبين وشعورهم بأنهم يستدرجون إلى فتنة راجع ص 3 و4. وقتل أمس خياط في حي الكرادة وسط بغداد بانفجار عبوة في محله وجرح أربعة آخرون بينهم طفل. وتردد أن القتيل هو قريب لعضو مجلس الحكم الانتقالي الدكتور ابراهيم الجعفري، زعيم "حزب الدعوة الإسلامية"، في حين أشارت انباء الى أنه زوج شقيقته. كما تعرضت حسينية في حي الغزالية في بغداد والتي لم يكتمل بناؤها، الى تفجير ليل الجمعة السبت أدى الى اصابتها بأضرار، وأطلق مسلحون النار على مسجد ياسين الذي يديره سلفيون في العاصمة. واعتبر مراقبون سلسلة الهجمات دليلاً على وجود ترابط بينها وأن هناك جهات تسعى فعلاً لاشعال فتيل حرب أهلية، في وقت يعاد خلط الأوراق داخل الطائفتين السنية والشيعية استعداداً لمعركة الانتخابات واحصاء الناخبين وصياغة الدستور المقبل. موفد بوش في هذا الوقت اعلن البيت الابيض ارسال أحد كبار موظفيه الى بغداد لاجراء محادثات مع اعضاء مجلس الحكم لحل الخلافات السياسية بينهم خصوصا تلك المتعلقة بالدستور الموقت، والمساعدة في تشكيل حكومة انتقالية تتولى السلطة نهاية حزيران يونيو المقبل. وأوضح البيت الابيض ان المسؤول الذي لم يعلن اسمه لأسباب امنية سيحاول حلحلة موقف الاعضاء الشيعة في مجلس الحكم الذين أبدوا تحفظات عن بعض بنود الدستور الموقت، ولاقناع المجلس بأهمية مساهمة الاممالمتحدة في تنظيم الانتخابات المزمع اجراؤها قبل نهاية العام الحالي. وقال أحد مسؤولي الادارة: "أوضحنا ان للامم المتحدة دوراً حيوياً تلعبه في العراق، ومعظم اعضاء مجلس الحكم يؤيد ذلك الا ان عدداً منهم يخالف هذا الرأي". وفي تطور أمني لافت، أعلن مسؤول في سلطة التحالف أمس انه تقرر تعزيز الرقابة على الحدود العراقية لمنع المجموعات المسلحة الاجنبية من التسلل الى الاراضي العراقية وان ذلك يشمل تقليص عدد نقاط العبور مع ايران من نحو عشرين معبراً الى ثلاثة فقط ومضاعفة عدد حرس الحدود البالغ حالياً ثمانية آلاف رجل. وكانت الحدود بين البلدين أغلقت في اعقاب تفجيرات كربلاء وبغداد في ذكرى عاشوراء. بريمر والحدود وقال الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر في بيان "هناك ارهابيون أجانب في العراق. لا نعرف عددهم بالتحديد، لكن الهجمات الأخيرة ووجودهم تبرز أهمية تعزيز الأمن على حدود العراق". وتابع: "لهذا نسرّع جهودنا لتعزيز الأمن على الحدود"، مؤكداً ان "هذه الاجراءات تشكل مرحلة أولى في مجهود واسع لمواجهة مشكلات الأمن المتفاقمة بفعل امكانية عبور الحدود العراقية". وتزامن الاعلان عن الاجراء عند الحدود الايرانية مع المحادثات التي اجراها في طهران وفد مجلس الحكم الانتقالي برئاسة رئيس المجلس محمد بحر العلوم مع عدد من المسؤولين الايرانيين، في مقدمهم الرئيس محمد خاتمي. وقالت مصادر ايرانية ان المحادثات ركزت على الملف الأمني الحدودي. وكان بحر العلوم صرح لدى وصوله الى نقطة خسروي الحدودية بأن "ايران تحظى بأولوية في السياسة الخارجية العراقية نظراً الى الحدود الطويلة بين البلدين، وان الأمن في العراق يصب في مصلحة كل دول المنطقة". في هذه الأثناء، تجددت العمليات العسكرية المناهضة للأميركيين في تكريت، وأعلن ناطق عسكري أميركي الكابتن تيم كرو مقتل جنديين اميركيين وجرح أربعة آخرين في انفجار استهدف مركبتهم العسكرية صباح أمس وسط تكريت. وأثار اعتقال أربعة من رجال الشرطة العراقية يشتبه في ضلوعهم باغتيال مدنيين أميركيين يعملان لدى سلطات التحالف ومترجمة عراقية الثلثاء الماضي، قلق الجيش الأميركي من تمكن الموالين للرئيس المخلوع صدام حسين من اختراق صفوف قوات الأمن العراقية التي تشرف القوات الأميركية على توظيفها وتدريبها. وعبر مسؤولون اميركيون عن صدمتهم من احتمال قيام عناصر أمنية يدربونها بعمليات عسكرية ضد الأميركيين أنفسهم. في غضون ذلك، ما زال قانون إدارة الدولة الدستور الموقت الذي وقعه الاثنين مجلس الحكم يتعرض للانتقادات، وشهدت جامعتا بغداد والمستنصرية إضراباً شاملاً أمس إحتجاجاً على القانون، وتظاهر مئات من الطلاب في النجف والموصل منددين به، ووصفوه بأنه "غير شرعي". في وارسو، نقلت وكالة الانباء البولندية عن ناطق باسم القوة المتعددة الجنسية في جنوبالعراق ان الجنود البولنديين والاميركيين عثروا على ثمانية اطنان من المتفجرات كانت مخبأة في كربلاء.