يبدأ اليوم في نيويورك حوار ثلاثي بين الاممالمتحدة وسلطة الأئتلاف الاميركية البريطانية ومجلس الحكم الانتقالي العراقي حول "خطوات اجرائية" تتعلق بكيفية نقل السلطة في العراق، في وقت شهدت بغداد اعنف هجوم انتحاري منذ اعتقال الرئيس السابق صدام حسين اسفر عن مقتل اكثر من عشرين شخصا وجرح اكثر من مئة. وتعتبر الاممالمتحدة ان الحوار الذي يشارك فيه امينها العام كوفي انان والحاكم الاميركي للعراق بول بريمر ونظيره البريطاني جيريمي غرينستوك ووفد من مجلس الحكم يضم رئيسه الحالي عدنان الباجه جي واحمد الجلبي ووزير الخارجية هوشيار زيباري، بداية شراكة ثلاثية، لكنها تحرص في الوقت نفسه على ان لا تكون طرفاً في الخلافات السياسية بين العراقيين انفسهم او بينهم وبين سلطة الائتلاف. وتعتقد اوساط الاممالمتحدة ان قيام "شراكة حقيقية" في العراق يجب ان لا يكون على حساب "استقلالية" المنظمة الدولية كي لا تبدو وكانها تسوّق ما ترغب فيه سلطة الائتلاف. وتولي الامانة العامة اهمية بالغة لدور تقوم به في المرحلة الثانية التي ستشهد صياغة الدستور واجراء انتخابات لاختيار حكومة دائمة، بينما تريد واشنطن منها ان تلعب دورا في المرحلة الاولى التي يفترض ان تنتهي في آخر حزيران يونيو، موعد نقل السلطات الى حكومة عراقية انتقالية. وهي لذلك تريد من انان ارسال وفد تقني لاستكشاف صيغة حل وسط بين الخطة الاميركية بتعيين حكومة موقتة عبر انتخابات محدودة في المحافظات ال18 وبين اصرار المرجع الشيعي اية الله علي السيستاني على اجراء انتخابات شعبية. بريمر ومجلس الحكم وابلغ سياسي عراقي "الحياة" في بغداد ان بريمر "عاتب" في الاسبوع الماضي عدداً من اعضاء الهيئة الرئاسية لمجلس الحكم حول خطة لتعميق دور الأممالمتحدة تضمنتها رسالة بعث بها المجلس الى انان، ويبدو ان بريمر لم يطلع عليها، وهو ما اعتبره المسؤول الأميركي "تجاوزا على الشراكة السياسية بين المجلس والتحالف في ادارة العراق". واوضح السياسي المطلع على اعمال مجلس الحكم ان بريمر نقل الى اعضاء المجلس القياديين ممن تولوا رئاسته او سيتولونها لاحقا رفض سلطته أي اتصال للمجلس مع أي جهة، بدون التنسيق مع السلطة التي ستنتهي في الثلاثين من حزيران يونيو المقبل. واشارالسياسي العراقي الى ان بريمر ابلغ اعضاء مجلس الحكم عزمه على مرافقة وفد المجلس الى نيويورك ل"ضبط" أي بحث في دور للأمم المتحدة في العملية السياسية في العراق. في هذه الاثناء، هز هجوم انتحاري عنيف قلب بغداد قبل يوم من اجتماع نيويورك وانفجرت سيارة ملغومة بحوالي نصف طن من المتفجرات خارج المدخل الرئيسي ل"المنطقة الخضراء"، المقر المدني والعسكري لسلطة التحالف. وأكد الجيش الاميركي مقتل 20 شخصا على الاقل لكن الحصيلة قد ترتفع. وبين القتلى عسكريين اميركيين اثنين اضافة الى اربعة جنود جرحى اما باقي الضحايا فمن العراقيين، ومعظمهم مدنيون. الى ذلك، اصيب جنديان بريطانيان وشرطيان عراقيان بجروح عندما انفجرت عبوة ناسفة على طريق في البصرة مستهدفة سيارة مدنية كانوا فيها. وفي بيجي بشمال العراق، قتل مدني عراقي واصيب اثنان اخران بجروح امس، برصاص جنود اميركيين بعد انفجار قنبلة لدى مرور دبابة اميركية. خفض القوات الاميركية واعلن مسؤول في قوات التحالف اف ب في بغداد، ان السياسة الاميركية الجديدة لاعادة الانتشار العسكري في العراق تتضمن خفض عدد القوات من 130 ألفا الى 105 آلاف مع زيادة قدرتها على التحرك. وقال المسؤول للصحافيين انه "سيتم خفض عدد القوات، لكننا لا نعتبر ذلك خفضاً لقدراتها"، مشيراً الى ان عملية تبديل القوات التي اطلق عليها اسم "عملية حرية العراق 2" ستنتهي في حزيران يونيو المقبل. وافاد انه سيتم خفض عدد الدبابات "ابرامز ام 1" من 600 الى 150 وعدد المروحيات "اباتشي" من 140 الى 100 والمروحيات "بلاك هوك" من 350 الى 200، فيما سيتم سحب كل الراجمات المنتشرة حالياً.