يباشر "لقاء قرنة شهوان" المعارض في اجتماعه المشترك مع "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون بعد غد الثلثاء وضع آلية للتحالف الانتخابي البلدي على خلفية الاتفاق الذي أنجز بين الأخير وعضوي اللقاء النائبين منصور غانم البون وفارس سعيد في زيارتهما الأسبوع الماضي، الى باريس، ولقائهما العماد عون. ونفت مصادر في اللقاء ما كان تردد من أن اجتماع عون والنائبين البون وسعيد لم ينته الى نتائج حاسمة بسبب حال الجفاء المسيطرة على علاقة الأول برئيس الجمهورية السابق أمين الجميل ورئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائب نسيب لحود بسبب موقفهما من الانتخاب النيابي الفرعي في دائرة عاليه - بعبدا. وكان الجميل ولحود رفضا آنذاك تأييد المرشح العوني حكمت ديب. وقالت المصادر ل"الحياة" ان الاتفاق كان تاماً وان تفاصيله ستتابع في لقاءات "القرنة" و"التيار" لتركيب اللوائح. وعزت المصادر امكان قيام ائتلاف بلدي بين قوى المعارضة، الى عدم استعداد أي طرف، أكان قوة أو شخصاً، لتحمل الآثار السلبية المترتبة على رفض التعاون الانتخابي في البلديات، لأن الجمهور المعارض سيلوم القيادات السياسية التي ستحجم عن التعاون مع قوى المعارضة الأخرى إذا أدى هذا الإحجام الى سيطرة أبرز الرموز في النظام اللبناني على معظم المجالس البلدية، وبالتالي ليس هناك من يأخذ بصدره إضعاف دور المعارضة في الاستحقاق، الذي ستخوضه "قرنة شهوان" وفق اعتبارات لن تحيد عنها في مقدمها: - الاصرار على ألا تكون المعارضة طرفاً في الصراع بين أركان الدولة وعدم الموافقة على خوض معارك في لوائح مشتركة مدعومة من هذا الرئيس أو ذاك. - التشديد على مراعاة الخصوصية المحلية في بعض المناطق، بترك الحرية للنواب الأعضاء في "القرنة" للتعاون في تشكيل لوائح توافقية بالتفاهم مع العائلات أو في دعم لوائح مواجهة للوائح مدعومة من السلطة. - حث "القوات اللبنانية" تيار سمير جعجع على حسم أمرها لخوضها الانتخابات على لوائح المعارضة في اشارة الى المعلومات التي تحدثت أخيراً عن وجود اتجاه في داخلها للتعاون مع فاعليات مناطقية تربطها علاقة قربى بمسؤولين كبار. وبالنسبة الى بيروت، علمت "الحياة" ان المعارضة تدرس خوض الانتخابات في لائحة مستقلة لمنافسة اللائحة المدعومة من رئيس الحكومة رفيق الحريري والأخرى المناوئة له والتي قد تكون على صلة طيبة من خلال أبرز رموزها برئيس الجمهورية اميل لحود... الا ان خيار المعارضة بدعم لائحة ثالثة مرتبط بمدى اكتمالها 24 عضواً وبوجود مرشحين سنّة مدعومين من قوى بيروتية فعلية، اذ ان المقياس الرئيسي لاعتماد خيار كهذا هو الاصرار على تجنب أي طابع طائفي للمعركة. وذكرت المصادر انها طرحت في لقاء "القرنة" الأخير على "القوات" ضرورة حسم أمرها بعدم خوض المعركة على لائحة الحريري في ظل اتصالات لتشكيل اللائحة الثالثة برئاسة نقيب المهندسين السابق عاصم سلام. وبالنسبة الى المعركة في دير القمر الشوف - مسقط الرئيس الراحل كميل شمعون، والتي تكتسب معنى رمزياً مهماً، يبدو الائتلاف صعباً ان لم يكن مستحيلاً في ظل اصرار الرئيس الحالي للبلدية رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، على الترشح في مقابل استعداد العميد المتقاعد أدونيس نعمه على خوض المعركة مشترطاً لعزوفه التفاهم مع شمعون على لائحة توافقية لا يكونان في عدادها... وكانت جرت قبل أيام، محاولة لعقد لقاء خماسي يضم اضافة الى شمعون ونعمه، "ابن الدير" النائب جورج ديب نعمة والرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى القاضي منير حنين والمحامي ناجي البستاني، يخصص للبحث في التوافق على لائحة موحدة، لم تنجح، وقد تكون هناك صعوبة في تكرار المحاولة نظراً لاصرار شمعون على خوض المعركة رافضاً الأخذ بنصيحة أصدقاء له، بالعزوف عن الترشح للبلدية والانصراف الى خوض الانتخابات النيابية عن قضاء بعبدا - المتن الجنوبي، لما يتمتع به التيار الشمعوني من نفوذ فيه، لأنه من غير الجائز لابن كميل شمعون ان يتقاعد سياسياً من دون الوصول الى الندوة البرلمانية. لكن شمعون لم يأخذ بهذا الخيار وأصر على الترشح للبلدية، ما يعني ان العميد نعمة لن يتراجع عن خوض المعركة. وهو كان التقى أول من أمس رئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي سيجتمع الأسبوع المقبل مع شمعون في اطار مساع لتأمين التوافق، علماً ان لدى جنبلاط نفوذاً سياسياً وانتخابياً في دير القمر ولا يزال يتريث قبل ان يتخذ قراره النهائي. وعزت أوساط شوفية تريث جنبلاط في حسم خياراته بين شمعون ونعمة، الذي تربطه صلة قربى بآل شمعون، الى انه يرغب في أن يكون للتيار الجنبلاطي في الدير حضور يتجاوز الاقتراع الى لعب دور مستقل، اضافة الى انه يجري حسابات دقيقة آخذاً في الاعتبار ما أمكن الحفاظ على البيت الشمعوني... والا سيكون له خياره الذي سيعلنه لاحقاً.