تكثفت الاتصالات خلال اليومين الماضيين من اجل توضيح صورة الانتخابات الفرعية للفوز بالمقعد الماروني في دائرة عاليه - بعبدا المتن الأعلى، وينتظر ان تتواصل في اليومين المقبلين لتحديد معالم المعركة الانتخابية: هل ستكون بين القوى السياسية التي ايدت تزكية نجل النائب الراحل بيار هنري حلو، اي الحزب التقدمي الاشتراكي، "حزب الله" والوزير طلال ارسلان وحلفائهم من جهة وبين المعارضة المسيحية مجتمعة، ام متفرقة، من جهة اخرى؟ ويتوقف توحّد المعارضة خلال الاتصالات التي جرت وتجرى على الموقف الذي يتخذه اركان "لقاء قرنة شهوان" الذين ما زالوا في مرحلة استكشاف الأجواء لاتخاذ قرارهم النهائي. فإذا قرروا خوض المعركة يرجح ان يدعموا عضو امانة سر اللقاء نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي وإذا فضلوا عدم خوضها فمن المرجح ان يدعموا هنري حلو. ويخضع تقويم اركان "قرنة شهوان" للموقف الى جملة اعتبارات، اضافة الى تلك التي اعلنها قرطباوي عن الحرص على لا طائفية التنافس على المقعد الانتخابي، وعلى رفض مبدأ التزكية وعلى دعوة الناس الى المشاركة الفاعلة في الاقتراع وعدم الامتناع عن ذلك. لكن الاعتبارات الإضافية هي ان "القرنة" لا يعتبر ان انتخابات دائرة عاليه الفرعية استكمال لمعركة الجبل في العام 2000 التي ربحت فيها المعارضة بالتعاون مع رئيس "اللقاء الديموقراطي" النيابي وليد جنبلاط، ولا تعتبرها استكمالاً لمعركة المتن الشمالي التي جرت في العام الماضي التي ادت الى فوز المعارضة بمرشحها غبريال المر الذي اسقطت نيابته عبر المجلس الدستوري. وعليه ترى مصادر مطلعة على مواقف اركان رئيسيين في "لقاء قرنة شهوان" ان المعطيات مختلفة ايضاً لأن هناك حالاً من الانفتاح بين النائب جنبلاط و"القرنة" من جهة ولأن البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير يحبذ حصول توافق، على رغم نأيه بنفسه عن اي تدخل في اي خيار تقرره القوى السياسية المعنية، من جهة اخرى. وفيما يميل بعض اركان "لقاء قرنة شهوان" الى دعم هنري حلو، نظراً الى علاقتهم السابقة بوالده الراحل والتقائهم معه على مواقف عدة سواء في انتقاد السلطة، ام في الإصرار على تطبيق اتفاق الطائف، فإن تريثهم في حسابات المعركة إما دعماً لحلو، او لقرطباوي او لمرشح آخر يعود الى شعورهم بأنهم يخضعون لضغوط من جانب العماد ميشال عون وتياره، وإصراره على ترشيح احد مناصريه، يتردد انه قد يكون حكمت ديب. وترى مصادر في "القرنة" ان بعض السلطة يعمل على الدفع في اتجاه المعركة عبر استفزاز المعارضة ما يجعل المعارضة بين ضغطين... وينتظر ان يلتقي المرشح هنري حلو جنبلاط اليوم، بعد ان كان الأخير التقى الى عشاء عند صديق مشترك عضو "قرنة شهوان" سمير فرنجية.