سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تناقض التوجهات يصيب "القوات اللبنانية"... وخلط الأوراق يطاول "قرنة شهوان". لبنان : الانتخابات الفرعية تشعل "حرب أبناء العم"... والمر نحو التخلي عن حلفائه الموارنة
يبدو ان المعارضة المسيحية في جبل لبنان بدأت تقترب من مأزق جديد عنوانه الانقسام بين قواها الأساسية والتفتت داخل البيت الحزبي الواحد. ويفترض ان تخرج معالم هذا المأزق الى العلن مع اسدال الستار على الانتخاب الفرعي في دائرة عاليه - المتن الجنوبي بعبدا على المقعد النيابي الماروني الشاغر بوفاة الوزير السابق النائب بيار حلو، الأحد في 14 ايلول سبتمبر الجاري فيما لا تزال الموالاة في المتن الشمالي تدفع من كيس وحدتها مع استمرار ذيول حادثة بتغرين في التفاعل داخل كتلة المتن النيابية برئاسة النائب ميشال المر بعدما أخذت تنذر بفرط التحالف في الانتخابات النيابية العامة في ربيع 2005. انقسم أركان لقاء قرنة شهوان بين مؤيد للمرشح هنري بيار حلو، وداعم لمنافسه الأقوى المهندس حكمت ديب مرشح "التيار الوطني الحر" بقيادة العماد ميشال عون، فيما يسيطر الارباك على حزب القوات اللبنانية المحظورة الذي لم يتمكن من اتخاذ قراره الحاسم في شأن المرشح الذي سيختاره في معركة الانتخاب الفرعي. واللافت ان "الوضع الصحي" للمعارضة الكتائبية ليس أحسن حالاً من حزب القوات. والأمر نفسه يفرض تداعياته على لقاء قرنة شهوان الذي يلقى رعاية مباشرة من البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير ممثلاً بالمطران يوسف بشارة، الذي يراهن بحسب أوساطه على قدرة بكركي على اعادة اللحمة الى اللقاء وترميم وضعه فور الانتهاء من العملية الانتخابية. أما على صعيد المعارضة الكتائبية التي يتزعمها رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل فيظهر من خلال المواقف المعلنة حيال المرشحين عن دائرة عاليه - بعبدا، انها أوشكت على إعداد مراسم الطلاق النهائي بين تياراتها الأساسية، إذ ان الجميل الداعم لحلو وجد نفسه في صراع سياسي مع ابن شقيقه نديم بشير الجميل، والرئيس السابق لحزب الكتائب إيلي كرامه الداعمين للمرشح العوني. فالرئيس الجميل، ونجلاه النائب بيار والمسؤول الطلابي في تيار المعارضة الكتائبية سامي، اتخذوا قرارهم النهائي بتأييد هنري حلو، وباشروا في إعادة تنظيم ماكينتهم الانتخابية وراحوا ينشرون مفاتيحها الأساسية الى جانب الماكينة الخاصة بالمرشح حلو، فيما حضر نديم ومعه الدكتور كرامه المؤتمر الصحافي للمهندس ديب الذي أعلن فيه ترشحه لخوض الانتخابات. وانعكس التباين بين بيت الجميل الذي يذكر بما كانت عليه العلاقة بين الرئيس الجميل وشقيقه الرئيس الراحل بشير من خلاف وتجاذب لم يكن صامتاً، خلافاً أمام المحازبين في اللقاء الذي عقد أخيراً في إحدى البلدات الجبلية، كان محوره أبناء العم بيار وسامي من جهة ونديم من جهة أخرى. فالنائب بيار حدد موقفه الداعم للمرشح حلو فيما عارضه علناً ابن عمه نديم الذي حضر على غفلة اللقاء الذي لم يكن مدعواً إليه، وتبارزا في الموقف من دون مواربة. وتصرف الأخير وكأنه الوريث الشرعي لوالده الرئيس الراحل بعدما بلغ سن الرشد وقرر ان يحدد خياره السياسي بمفرده من دون رعاية عمه الشيخ أمين الذي أبدى اهتمامه به منذ أن كان طفلاً عندما اغتيل والده في الأشرفية قبل أن يتسلم رسمياً مهمات الرئاسة الأولى. لكن نديم يحاول الالتفاف على عمه، من خلال تقربه من تيار القوات المؤيد لجعجع، وهو طلب لهذه الغاية إذناً من النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم لزيارة قائد القوات في سجنه في وزارة الدفاع في اليرزة. ولا يخفي نديم تحالفه مع التيار العوني إذ التقى ميشال عون في باريسمرات عدة برعاية مباشرة من والدته السيدة صولانج توتنجي التي تحاول أن تتميز باستمرار عن شقيق زوجها وتتولى توجيه نجلها وتدريبه للانخراط في اللعبة السياسية من موقع التباين مع عمه. ويتردد ان السيدة صولانج تفكر في خوض الانتخابات لمرحلة انتقالية ريثما يبلغ ابنها السن القانونية للترشح 25 عاماً، وقد تختار بيروت الدائرة الانتخابية التي يمكن أن توصلها الى الندوة البرلمانية على أن تتخلى في حال فوزها لنجلها ليتابع المسيرة. لكن أكثر ما يعترض ترشحها بقاء التقسيم الانتخابي في بيروت على حاله من دون تعديل يذكر سوى إدخال رتوش طفيفة تقتصر على ضم أو فرز هذه المنطقة أو تلك الى واحدة من الدوائر الثلاث لا يمكن ان تؤثر في النتائج العامة في الانتخابات. ويبقى التقسيم الحالي حجر عثرة في وجه السيدة صولانج يحول دون وصولها الى البرلمان، إلا اذا تقررت العودة الى التقسيم القديم الذي يسمح بوجود دائرة تكون الغلبة فيها للمسيحيين، وعندها ربما تنجح في تكرار تجربة الشيخ بيار في الدائرة الأولى من بيروت. وازاء هذا الواقع يحاول الجميل جاهداً التخفيف من وطأة الانقسام الذي يهدد العائلة ويسعى الى التقليل من أهميته، ويتصرف كأنه فوق النزاعات الدائرة بين "أولاد العم" لكنه لا يخفي انزعاجه من تجرؤ نديم على اعلان انفصاله السياسي عن المعارضة الكتائبية ليؤسس معارضة من نوع آخر يكون فيها الأقرب الى المتشددين في الشارع المسيحي. القوات اللبنانية: إرباك أما على صعيد القوات اللبنانية المحظورة فإن التأخر في تظهير موقفها النهائي من الانتخاب الفرعي لا يخفي حال الإرباك التي تعيشها خصوصاً ان خياراتها في المعركة محدودة جداً وتحاول أن تتلطى تحت عباءة البطريرك الماروني الذي كان يفضل التوافق بدل الانجرار الى معركة رغبة منه في الحفاظ على روح المصالحة في الجبل بين الدروز والمسيحيين وعدم تعريضها الى الاهتزاز. ويبدو أن النائب السابق بيار دكاش ونقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي أحسنا قراءة موقف بكركي من الانتخاب الفرعي، فالأول قرر العزوف عن خوض الانتخابات بعدما شعر بأن حليفه الأساسي في الانتخابات السابقة "حزب الله" يقف الى جانب هنري حلو، لسببين: الأول وفاء لوالده الذي توفي وهو يشارك في حوار من على شاشة تلفزيون "المنار" التابع للحزب، والثاني أن والده كان أيضاً حليفاً للحزب وكان الوحيد الذي نجح في خرق اللائحة المدعومة من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في العام 2000، إذ ان جنبلاط كان ترك مقعدين شاغرين لمصلحة حليفي حلو، الوزير طلال ارسلان والنائب عن حزب الله علي عمار. وصرف قرطباوي النظر عن الترشح في ضوء تقويمه للمعطيات المحيطة بالمعركة. ورأى مراقبون انه اتخذ الموقف الصائب مراعاة لموقف البطريرك صفير الحقيقي خصوصاً انه نجح في ضم اسمه الى لائحة المرشحين للانتخابات العامة المقبلة حتى لو أنه لم يترشح... كما ان لقراره خلفية سياسية تمثلت في الخلاف داخل "قرنة شهوان" الذي يحول دون الاتفاق على تسمية مرشح يحظى بتأييدها السياسي أكثر من دعمها الانتخابي على الأرض نظراً الى أن قدرتها على حصد الأصوات لمصلحة أي مرشح تبقى محدودة، على رغم ان الاجماع على تأييد قرطباوي يعتبر أقل وطأة للمعارضة المسيحية ويمكن أن يؤدي استمراره في المعركة الى عدم تطاير شظايا الانقسام بالطريقة التي تتطاير فيها الآن. كما ان قرار قرطباوي الترشح كان سيضطر العماد عون الى التريث في ترشيح المهندس ديب لأن الأول يعتبر الأقوى في الحفاظ على الحد الأدنى من الوحدة بين صفوف المعارضة فيما يواجه الأخير معارضة. وفي مطلق الأحوال لا ترى بعض المعارضات ان لديها مصلحة في تمكين المرشح العوني من أن يسجل رقماً كبيراً في الانتخاب الفرعي يجعل من التيار العوني حالة موجودة على الأرض يصعب تجاهلها في انتخابات العام 2005. رهانات التيار العوني ويبقى رهان المرشح ديب على نقمة الناس على الدولة من جهة وعلى عدم حماسة القوى الداعمة لمنافسة حلو للانخراط في المعركة من جهة ثانية، كأنها تدير معركتها لتسجيل كثافة اقتراع قياساً على الكثافة التي سجلت في الانتخابات العامة الماضية. وفي المقابل يسعى المرشح عماد الحاج الى تسجيل رقم انتخابي لا يستهان به وهو يراهن على قدرته في خرق المنافسين مستفيداً من "الخدمات" التي قدمها في الماضي ويحاول الآن استخدامها خصوصاً في المناطق التي يفترض ان لا تشهد حماسة في الاقبال على الاقتراع في موازاة تردد "القوات" في اتخاذ قرارها، وقد تلجأ قريباً الى الحل الأسهل بترك الحرية لمحازبيها لقطع الطريق على تسريع الانقسامات داخلها ولئلا يصيبها ما أصاب آل الجميل، علماً أن ما ستقرره زوجة سمير جعجع السيدة ستريدا يمكن أن يسجل مفاجأة لناحية حجم الحشد القواتي في الاقتراع أو الاكتفاء بحضور رمزي عنوانه الحفاظ على ممارسة الديموقراطية. وعليه، تخضع المعارضة المسيحية في بعبدا - عاليه، لامتحان عسير لن تكون نتائجه لمصلحة الحفاظ على وحدتها على رغم ان البعض فيها، يتعاطى مع ما يقال على هذا الصعيد وكأنه من باب المبالغة الإعلامية. فهذه المعارضة ستكون عاجلاً أم آجلاً أمام واقع سياسي جديد تترتب عليه مضاعفات الانتخاب الفرعي، أقلها الدخول في لعبة خلط الأوراق وصولاً الى البحث في احتمال التوصل الى "خريطة طريق" تحول دون استعجال اتمام أوراق الانفصال. ويبقى الرهان على قدرة المطران بشارة على الحفاظ على "لقاء قرنة شهوان" كمنبر سياسي على قاعدة الإقرار بمبدأ الاختلاف في الرأي وعدم المساس بالعلاقة مع جنبلاط أو استفزاز الأخير في ظل الحاجة اليه للتناغم معه في المستقبل حول طبيعة التقسيم الانتخابي الجديد الذي لن يرى النور إلا في اللحظة الأخيرة وربما يتأخر انضاجه الى ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية إميل لحود والتجاذبات المحيطة بها تمديداً له أو انتخاباً لرئيس جديد. إلا أن خلط الأوراق في بعبدا - عاليه يتزامن هذه المرة، مع ما يدور على جبهة "المتن الشمالي" بعدما نعى النائب المر، كتلة نواب المتن، على خلفية ذيول ما خلفته حادثة بتغرين الحؤول دون دخول نواب معارضين للبلدة بدعوة من شقيقه اللدود غبريال، مبدياً أمام زواره رغبته في خوض الانتخابات المقبلة على رأس لائحة غير مكتملة، أي من أربعة أعضاء لا يدخلها أي مرشح ماروني علماً أن للموارنة أربعة مقاعد نيابية في دائرة المتن الشمالي. انفراط التحالف المتني؟ مع أن موقف المر فاجأ البعض خصوصاً النواب الذين فازوا على لائحته إميل إميل لحود، غسان الأشقر، انطوان حداد فإنه لم يفاجئ المقربين منه، الذين وقفوا على موقفه، ولاحظوا كيف انه يتحدث بعتب ولوم يستهدف نواب اللائحة الذين تراوحت مواقفهم بين الصمت المطبق على حادثة بتغرين في اشارة الى النائب الأشقر، وبين "المستنكر" في غمزه من قناة النائب إميل لحود. وهكذا فإن لائحة المتن تمضي "إجازة سياسية" بقرار من رئيسها، الذي يتجاوز في كلامه عن بعض رفاقه في اللائحة توجيه الرسائل الى الاستعداد لدرس الموقف عن كثب وصولاً الى اتخاذ قراره السياسي الذي يترجم فيه قراءته لموقفهم من حادثة بتغرين. لكن هذه الإجازة، لم تمنع المر من مواصلة تحركه بين ناخبيه وانصاره في المتن الشمالي اعتقاداً منه ان هؤلاء وحدهم يوفرون له الغطاء السياسي لأن "لا قيمة لأي غطاء ما لم يكن مستمداً من القاعدة الشعبية وثقة الناخبين". واللافت ان المر الذي يحرص على عدم التطرق الى الموقفين اللذين صدرا عن رئيس الجمهورية وعن ابنه وزير الداخلية الياس المر، لجهة استنكارهما ما حدث في بتغرين، يرى في المقابل ان علاقته بابنه الوحيد مستمرة وان ارثه السياسي الذي صنعه من خلال حضوره الدائم بين الناخبين وتوفير الخدمات لهم لن يكون إلا لمصلحة ابنه، لكنه يبقى هو صاحب القرار في اختيار التوقيت المناسب لعدم الترشح في الانتخابات النيابية. ويوضح المر ان من يرى في كلامه محاولة لقطع الطريق على ترشيح ابنه في الانتخابات المقبلة، خاطئ، ويؤكد ان ما يبنيه سيكون في النهاية لابنه الوحيد، لكن القرار يعود اليه ولا يظن أن هناك من يمليه عليه خلافاً لإرادته. وتمنى المر - بحسب زواره - لو ان لحود ونجله الياس اتصلا به للوقوف على حقيقة ما جرى في بتغرين قبل الإدلاء بتصريحهما مشيراً الى أن "الآخرين افتعلوا المشكلة" وان لا مصلحة له في حدوثها في بلدته التي يقترع أهلها بنسبة كبيرة لمصلحته. ويأخذ المر على بعض النواب في الكتلة - باستثناء الوزير سيبوه هوفنانيان - ممن شرعوا في الإدلاء بتصريحات جاءت مخالفة للواقع، وتمنى على هؤلاء لو بقوا صامتين طالما انهم لا يملكون المعطيات الكافية لتكوين الصورة، أو على الأقل لو ذهبوا في صمتهم الى مجاراة موقف الرئيس الجميل الذي تصرف بهدوء عندما سلك طريق بسكنتا للوصول الى منزل غبريال المر شقيقه، أي انه تجنب الاستفزاز. كما انه تصرف بعد وقوع الحادثة بصمت ولم يلجأ الى المزايدة على رغم موقعه المعارض، وتجنب الادلاء بأي تصريح أو التوجه الى منزل النائب نسيب لحود في بعبدات للتضامن معه. ويستطرد المر في تسجيل مآخذه على بعض نواب كتلته، في وقت ينظر اليه محازبوه على انه "عتّال" اللائحة في الانتخابات وقام بتجيير الأصوات لمصلحتهم لما لديه من تأييد ونفوذ. ويرفض المر ما يقال من أنه تحول عبئاً على أحد، ويؤكد ان القرار النهائي للناخبين، وانه يتصرف بمسؤولية وليس برد فعل غاضب حيال من حاولوا استغلال الحادثة وتوظيفها في حسابات غير موجودة في الأساس أو نقل صورة خاطئة لما حصل. ويضيف المر - الذي يصف علاقته بالبطريرك صفير بأنها جيدة - بأنه سيترك للموارنة حرية اختيار مرشحيهم ولن يفرض عليهم بأصواته مرشحين على لائحته. ويفترض أن يطرح موقف المر تساؤلات حول التحالفات الانتخابية في المستقبل بصرف النظر عن التقسيم الإداري الذي سيوضع لجبل لبنان، فيما يرى خصومه في موقفه قراراً بقلب الطاولة ما من شأنه تعزيز الانطباع السائد بأن عدوى خلط الأوراق ستنتقل من بعبدا - عاليه الى المتن الشمالي. ويتجنب المر الدخول في أي تفاصيل تمت مباشرة الى علاقته بلحود، لكنه يرى ان عدم طلب موعد لمقابلة رئيس الجمهورية ينم عن رغبته في أن يبعد الرئاسة الأولى عن ذيول حادثة بتغرين وان يزج بها كطرف في الحادثة. ويؤكد أيضاً استمراره في الخط الوطني الذي انتهجه لنفسه منذ عشرين سنة معتبراً أن لحود رمز أساسي من رموز هذا الخط وبالتالي لا يمكن أن يختلفا في السياسة العليا طالما انهما في خط سياسي واحد. ويضيف المر بأنه يلتقي مع لحود في السياسة العليا، لكنه في المقابل يرفض أن يقال عنه انه يزج بالرئاسة في زواريب المتن لذلك يدعو الى البقاء بعيداً من هذه القضايا ومتاعبها، من دون أن يغيب عن باله التأكيد على تحالفه مع سورية. ويقول ان علاقته مع دمشق "كانت وستبقى استراتيجية ولا يمكن لأحد أن يمس بها أو يخرب عليها"، مشيراً الى أن الرئيس الراحل حافظ الأسد كان "الصديق الصدوق لحلفائه الأساسيين وهذا ما ينتهجه الرئيس بشار الأسد". ويعتبر - في إشارة غير مباشرة الى موقف النائب إميل إميل لحود من حادثة بتغرين - ان موقفه "شجع المعارضة للانقضاض على ميشال المر من جهة ولتقويض البيت الواحد من الداخل" - المقصود به كتلة المتن وما وصلت اليه. واللافت في موقفه انه يغمز أيضاً من قناة بعض الأوساط الرسمية "التي حاولت استغلال الحادثة وتوظيفها في أكثر من اتجاه للإساءة إلي شخصياً، ولجأت الى تحريف حقيقة ما حصل وكأنها انتهزت الحادثة للدخول في تصفية حساب أساساً غير موجود من وجهة نظري، ولم يسبق أن تعاملت معهم منذ فترة طويلة وهؤلاء يعرفون موقفي وأنا أعرف موقفهم". كما ان المر يرفض التطرق وهو يعرض موقفه أمام محازبيه الى كريم بقرادوني - رئيس حزب الكتائب وزير التنمية الإدارية - ويتصرف وكأن علاقته به مقطوعة وبقرار ذاتي منه، ولم تنجح المحاولات لإصلاح ذات البين بينهما. وفي ضوء كل ذلك يمكن القول ان حادثة بتغرين كانت وراء قرار المر بالاعلان عن "استقلاليته السياسية" في المتن الشمالي غير مقيد بشروط اللعبة التي سادت انتخابات عام 2000 مفسحاً في المجال أمام الدخول في لعبة خلط الأوراق من بابها الواسع بعدما رسم لنفسه مسافة عن بعض نواب كتلته تماماً. كما يتوقع أحد أبرز رموز المعارضة ان يفرز الانتخاب الفرعي في بعبدا - عاليه الى الساحة تحالفات جديدة لن تكون محكومة باستمرار التعايش بين المعارضة تحت سقف واحد، حتى لو اقتصر الأمر على "المساكنة" السياسية التي تصبح مستحيلة بسبب تبدل المواقف داخل البيت الواحد أو التيار السياسي. ولعل من المفيد مراقبة ما حصل في المتن الشمال وما ستحمله انتخابات بعبدا - عاليه من مفاجأة إذ يمكن أن يصبح خصوم الأمس حلفاء جدد.