سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكارثة الأعنف منذ 11 أيلول والأكثر دموية في أوروبا منذ لوكربي ... الحكومة تتهم "ايتا" وتؤكد العثور على صواعق وشريط بالعربية ونائب باسكي يحمل "المقاتلين العرب" المسؤولية : 11 آذار الاسباني 200 قتيل و1500 جريح في 10 تفجيرات استهدفت 3 قطارات
ضربت اسبانيا أمس سلسلة من التفجيرات الارهابية الأعنف في الغرب منذ أحداث 11 ايلول سبتمبر 2001، والأكثر دموية في اوروبا منذ اعتداء لوكربي الذي أوقع 270 قتيلاً عام 1988. وارتدى الإرهاب هذه المرة "قناعاً باسكياً"، وحصد حوالى مئتي قتيل و1500 جريح في عشرة تفجيرات استهدفت ثلاثة قطارات في مدريد ساعة الذروة صباحاً. وبعدما اتهمت الحكومة منظمة "ايتا"، أعلن وزير الداخلية العثور على شريط مسجل يتضمن آيات قرآنية، إضافة إلى سبعة صواعق في شاحنة متوقفة في "الكالا دي ايناريس" قرب مدريد، وهي نقطة انطلاق القطارات التي استهدفتها التفجيرات. وقوبلت الاعتداءات بموجة استنكار عالمية من البيت الابيض الى الأممالمتحدة مروراً بدول الاتحاد الاوروبي والشرق الاوسط، فيما تعهد رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا أثنار "دحر الارهاب تماماً". راجع ص8 وعلى رغم تلقي الأجهزة الاسبانية تحذيرات مسبقة من احتمال وقوع انفجارات عشية الانتخابات المقررة الأحد المقبل، تمكن منفذو التفجيرات من اختراق الترتيبات الامنية التي تجبر ركاب القطارات على المرور عبر بوابات أمنية مزودة أجهزة اشعة، وادخلوا 13 حقيبة يحتوي كل منها على أكثر من 12 كيلوغراماً من الديناميت الذي تستعمله "ايتا" عادة. وأشارت التحقيقات الأولية الى شابين تحاول أجهزة الأمن تحديد هويتهما، شوهدا يدخلان القطارات الثلاثة التي استهدفتها الانفجارات ويخرجان منها في محطة "الكالا دي هيناريس" قلعة النهر التي تبعد نحو 29 كيلومتراً عن مدريد. ووُقّتت ساعات التفجير بعد 25 دقيقة على انطلاق القطارات من هذه المحطة. لكن تأخر وصول القطار بضع دقائق عن موعده المحدد في محطة "اتوتشا" المركزية، ساعد في تفادي كارثة اكبر، ذلك ان الانفجار وقع خارج مبنى المحطة. أما القطاران الآخران في محطتي "سانتا اوخينيا" و"بوثو ديل تيو رايموندو" فانفجرت العبوات فيهما لدى دخولهما محطتهما المكونة من مبنى صغير الى جانب السكك الحديد. وكان معظم الضحايا ينتظرون وصول قطارهم، وأفيد ان أكثرية القتلى من الطلاب والعمال. ويبدو ان المنفذين وضعوا المتفجرات في العربات الأولى والأخيرة، باستثناء ثلاث حقائب وضعت في أماكن أخرى لتنفجر عندما تبدأ اعمال الانقاذ، لكن الشرطة اكتشفتها، إذ فتشت العربات قبل بدء عملها. وأسفرت العمليات الارهابية عن فقدان أطفال لذويهم، وآباء لأكثر من ولد، وعدم التمكن من تحديد هوية اصحاب عدد كبير من الجثث. ويبدو ان الشرطة الاسبانية كانت تلقت معلومات من عملائها في منطقة "الباسك" تحذرها من امكان حصول "عملية كبيرة" في مدريد. وبما انها اعتقلت قبل نحو اسبوع شابين ينتميان إلى منظمة "ايتا" كانا ينقلان الى العاصمة 500 كيلوغرام من المتفجرات، اقامت حواجز في ضواحي مدريد كانت تأمل بأن تعتقل فيها اللذين وضعا المتفجرات. واللافت تصريح للنائب الباسكي ارنالدو اوتيغي المؤيد ل"ايتا" الذي أراد تحميل "المقاتلين العرب" مسؤولية التفجيرات. لكن الأوساط السياسية استبعدت ذلك، ورأت في كلام النائب تعبيراً عن رغبته في إدانة هذا الارهاب الذي "لا يستطيع تصديق ان منظمة باسكية يمكن ان تنفذه"، كما قال. في المقابل، أكد مسؤولون أمنيون أن "ايتا تقتل حيث تتمكن لا حيث تريد" و"احداث أكبر كارثة في تاريخها للفت الأنظار وتصدر العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام". وتوقفت بسبب الاعتداءات الحملة الانتخابية التي كان مقرراً أن تنتهي غداً، فيما دعت الحكومة الى تظاهرات في كل مناطق اسبانيا اليوم، لإدانة الارهاب. وفي اطار الاستنكارات، أعلن الاتحاد الأوروبي الحادي عشر من آذار مارس يوم ضحايا الارهاب في اوروبا، فيما نكّست الاعلام في كل مقار الاتحاد. ودان مجلس الأمن العمليات الارهابية في مدريد وتبنى قراراً حمّل فيه "ايتا" مسؤوليتها، في حين دان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الاعتداءات، معتبراً أن "أي قضية لا تبرر قتل الأبرياء". وأجرى الرئيس الأميركي جورج بوش اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الاسباني، أعرب فيه عن تعازيه بضحايا التفجيرات "الفظيعة". ورأى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن على الأسرة الدولية ان تواصل حربها على الارهاب، فيما تحدث وزير الخارجية البريطاني جاك سترو عن اعتداء "مقيت" على "مبادئ الديموقراطية الأوروبية". ووضع نظيره الفرنسي دومينيك دوفيلبان في اتصال هاتفي بوزيرة الخارجية الاسبانية انا بلاثيو، امكانات فرنسا في تصرف اسبانيا بعد الاعتداء. وقال ان الأمر يتعلق ب"اعتداء يعد سابقة لجهة حجمه وعدد الضحايا. انه اعتداء من تدبير محترفين".