نفت الحكومة السودانية أمس تقارير اسرائيلية عن وجود اتصالات بين "الكيان الاسرائيلي" والخرطوم لاقامة علاقات سرية. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن اذاعة الجيش الاسرائيلي وجود اتصالات بين اسرائيل والحكومتين السودانية والليبية. وذكرت ان يهودياً من أصل اميركي التقى الرئيس عمر البشير في الخرطوم الشهر الماضي، وأن القائم بالأعمال السوداني في واشنطن السفير خضر هارون أجرى محادثات مع مجموعة من اليهود هناك. لكن مصادر حكومية نفت هذه المعلومات بشدة ووصفتها بأنها "ملفقة ولا أساس لها من الصحة". وأكدت أن الحكومة "ملتزمة بمقاطعة اسرائيل وعدم اجراء اتصالات معها إلا إذا تمت استعادة الحقوق الفلسطينية". وقالت المصادر ل"الحياة" ان الخرطوم "ظلت تعاني من المعلومات المدسوسة التي تحاول الاساءة اليها بشتى السبل". وأفادت ان الخرطوم واجهت ضغوطاً لاستضافتها مكتباً اعلامياً لحركة "حماس" ورفضت طلباً أميركياً لاغلاقه. من جهة اخرى، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي سلفان شالوم تأكيد أو نفي أنباء عن اتصالات إسرائيلية غير مباشرة مع السودان وليبيا ترمي إلى التمهيد لانشاء علاقات ديبلوماسية بين تل أبيب والبلدين العربيين، وقال إن "اللغط" حول اتصالات كهذه، "ويبدو أن هناك من يتعمد تسريبها"، لا يفيد في شيء "لا، بل سبق أن اكتوينا بناره"، في اشارة إلى الأخبار التي ترددت قبل أشهر عن لقاءات بين شخصيات إسرائيلية ونجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي تمت في أوروبا. وكانت اذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت صباح أمس أن شخصية يهودية أميركية التقت قبل شهر في الخرطوم الرئيس السوداني عمر البشير وسلمته رسالة من إسرائيل تعبر عن رغبتها في اجراء لقاءات مباشرة تقود في نهاية المطاف إلى إقامة علاقات ديبلوماسية مع السودان. وتابعت أنه اتماماً لهذا اللقاء، اجتمع السفير السوداني لدى واشنطن بشخصيات يهودية أميركية أعرب أمامها عن رغبة بلاده اجراء حوار غير مباشر مع الدولة العبرية. وطبقاً للإذاعة أيضاً، فإن اجتماعات تمت في الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الأوروبية بين شخصيات يهودية ومسؤولين ليبيين بينهم مسؤول كبير في جهاز الاستخبارات الليبية، مضيفاً ان الاجتماعات تمت بعد إعلان طرابلس الغرب مطلع العام، في رسالة سرية إلى تل أبيب وقفها الاتصالات معها جراء التسريب عن لقاءات سابقة أحرجها في العالم العربي. ورأى سلفان شالوم أن أمام إسرائيل اليوم "فرصة تاريخية" لإقامة علاقات رسمية مع معظم الدول العربية، خصوصاً بعد "الزلزال" الذي أحدثته الحرب على العراق في العالم العربي، وبعد إلقاء القبض على الرئيس المخلوع صدام حسين وإعلان الزعيم الليبي معمر القذافي استعداده التجرد من أسلحة الدمار الشامل "فضلاً عن أن العرب تعبوا من الفلسطينيين". وقال في سياق حديثه لإذاعة الجيش إن هذه العوامل مجتمعة دفعت بالدول العربية إلى ابداء انفتاح في الاتصالات مع إسرائيل واستعداد للحوار معها "حتى إن كان ذلك بدافع الرغبة لاستمالة الأميركيين، وهذا ليس مهماً". وزاد انه على قناعة بأن من الممكن تحقيق السلام مع غالبية الدول العربية "التي لا نتنازع معها على الأرض". وختم ان ثمة اتجاهاً آخر لدى هذه الدول التي لم تعد تربط التقدم في الاتصالات مع إسرائيل بتحريك المسار الفلسطيني "ما يحتم علينا مواصلة جهودنا لتعزيز هذا التوجه".