كشف وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم وجود "اتصالات سرية" مع دول عربية في الخليج العربي وشمال افريقيا غير ليبيا، وقال اثناء وجوده في اثيوبيا اول من امس ان هذه الدول "خليجية ومن شمال افريقيا"، وان الاتصالات "تجري بسرية تامة وتتم بالتنسيق مع رئيس الحكومة ارييل شارون". ونقلت مصادر صحافية اسرائيلية عن مسؤول رسمي رفيع المستوى قوله ان الحديث يدور عن دبي وعُمان واليمن والجزائر، موضحة ان الاتصالات تجري "بصورة مباشرة او عبر مصادر اجنبية"، وانها "ما زالت بعيدة جدا عن احداث اي تحول جذري حتى الآن". وذكرت ان رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي عرض على شالوم "التوسط" لدى بعض الدول العربية التي تربطها علاقات وثيقة مع اديس ابابا لاجراء اتصالات معها. وجاء الكشف عن هذه الاتصالات في وقت نفت مصادر في وزارة الخارجية علمها ب"رسالة" قالت مصادر صحافية ان ليبيا بعثت بها الى الحكومة الاسرائيلية واعلنت فيها وقف الاتصالات مع اسرائيل "الى اجل غير مسمى" احتجاجا على تسريب تل ابيب معلومات عن الاتصالات الى وسائل الاعلام. واكدت مصادر اسرائيلية ان مصدر "التسريب" جاء من مكتب شارون الذي يعارض الاتصالات مع طرابلس الغرب. وابرزت هذه القضية مدى الخلافات القائمة بين وزير الخارجية الاسرائيلي ورئيس حكومته في شأن العلاقات الخارجية، خصوصا في ضوء الحملة الديبلوماسية التي يقودها شالوم لتحسين صورة اسرائيل في اوروبا بعد تضررها بسبب سياسة تل ابيب ضد الفلسطينيين، بالاضافة الى مساعيه المتواصلة للاتصال مع دول عربية مختلفة بعد الاحتلال الاميركي للعراق. وذكرت صحيفة "هآرتس" في موقعها على الانترنت ان مصدرا اسرائيليا في القدسالمحتلة اكد ان مسؤولين في مكتب شارون هم الذين سربوا تفاصيل الاتصالات السرية التي جرت بين مسؤولين ليبيين واسرائيليين "بقصد تخريب المساعي لاقامة علاقات ديبلوماسية بين الطرفين". واشار كاتب التقرير المحلل السياسي في الصحيفة الوف بن الى ان احد المسؤولين الاسرائيليين اكد ان "المبادرة لاجراء الاتصالات مع ليبيا جاءت من وزارة الخارجية رغم معارضة شارون لها". وكانت الصحف الاسرائيلية تناولت باسهاب تفاصيل الاتصالات السرية التي اجراها مسؤولون ليبيون، من بينهم سيف الاسلام نجل الرئيس الليبي معمر القذافي، مع شخصيات اسرائيلية في باريس. وفي سياق متصل، افادت مصادر امن اسرائيلية ان الطائرات السورية التي نقلت لايران مساعدات انسانية وقت زلزال بم، عادت محملة بأسلحة ايرانية ل"حزب الله"، وهي مسألة نفتها ايران بوصفها "اكاذيب لا اساس لها من الصحة". وتوفر هذه الاتهامات التي رددها التلفزيون الاسرائيلي مخرجا لشارون يسمح له بتجاهل اي نداء من الولاياتالمتحدة او من الداخل لاستئناف مفاوضات السلام مع سورية في شأن الانسحاب من الجولان المحتل، علما ان ثمة خلافا ايضا بين وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء في شأن الموقف من المفاوضات مع سورية والتي نجح شارون حتى الآن بتجاهلها، في حين يدعو شالوم الى فحص المبادرة السورية بجدية لاظهار استعداد اسرائيل للسلام.