أعربت إسرائيل عن عظيم ارتياحها لنتائج زيارة وزير خارجيتها سلفان شالوم إلى المغرب وفي مقدمها "القرار الاستراتيجي" الذي اتخذه العاهل المغربي الملك محمد السادس بإعادة العلاقات إلى سابق عهدها، بل توطيدها، على ما نقلت الإذاعة العبرية الرسمية عن محافل سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى في تل أبيب التي لفتت إلى "حقيقة بالغة الأهمية" هي أن زيارة شالوم تمت والجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في المناطق الفلسطينية المحتلة، وسياسة اغتيال كوادر "حركة المقاومة الإسلامية" حماس "ما لم يحل دون استقبال شالوم بحفاوة بالغة". وكرست كبرى الصحف العبرية عناوينها الرئيسية أمس لما وصفته "استقبال الملوك" الذي حظي به شالوم، وفيما اختارت "معاريف" عنوان "يستأنفون العلاقات" كتبت "يديعوت أحرونوت" عن "بشرى سلام من المغرب" و"ملك المغرب: كم أرغب في التعريج على مرقص في ايلات". ونقلت أن "أجواء ودية للغاية" خيّمت على لقاء شالوم بالملك الذي اتفق في ختامه على أن تلعب المغرب دوراً في العمليات السلمية وتكون شريكة فعالة فيها وتعيد فتح أبوابها أمام السياح الإسرائيليين. وتابعت أنه تم وضع جدول زمني لإعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب "في الوقت القريب، وإن ليس في غضون أيام"، حسب مسؤول مغربي كبير. وزادت أن العاهل المغربي سيجري قريباً اتصالاً هاتفياً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون ثم يبلغ حكومته قراره استئناف العلاقات الديبلوماسية بين الطرفين بعد ثلاث سنوات من القطيعة. وتسهب الصحيفة في الشرح عن حفاوة استقبال الملك لضيفه الإسرائيلي ومنحه وقتاً أكثر من المقرر، فيما لم يستغرق لقاء الملك بالرئيس الغاني جون كيفورو، الذي سبق اللقاء مع شالوم، أكثر من ثماني دقائق. وتتابع زاعمة ان الملك قال رداً على دعوة شالوم له لزيارة الدولة العبرية انه شاهد لدى مشاركته في قمة العقبة في الأردن قبل ثلاثة اشهر الأضواء المنبعثة من مدينة ايلات الاسرائيلية المحاذية ومراقصها وتملكته رغبة شديدة في التعريج عليها معرباً عن أمله بأن يتمكن من زيارة اسرائيل في المستقبل. ولم يدع العاهل المغربي الوزير وقرينته يغادران المغرب من دون هديتين شخصيتين. وتحت عنوان "الأب والإبن وروح الصداقة" كتب سمدار بيري وايتمار ايخنر تعليقاً في الصحيفة حاولا فيه استشراف دوافع المغرب "وحماسته لإحياء التطبيع مع اسرائيل بالذات في وقت بلغت العملية السياسية مع الفلسطينيين طريقاً مسدوداً". ورأى الكاتبان ان الدافع الأول هو علاقات الصداقة التاريخية خصوصاً إبان حكم الملك الراحل الحسن الثاني، مشيرين الى حقيقة ان البلدين، على رغم قطع العلاقات مع اندلاع الانتفاضة واصلا اتصالاتهما الديبلوماسية السرية وان المغرب رأى انه بعد الاحتلال الاميركي للعراق وتشكيل حكومة محمود عباس أبو مازن "فإن التوقيت لاستئناف العلاقات مريح جداً". واضاف الكاتبان ان المغرب شعر بعد قطع العلاقات بتراجع مكانته ودوره كوسيط في العملية السلمية، يضاف الى ذلك الوضع الاقتصادي المتأزم "الذي يهدد استقرار النظام" والحاجة، بالتالي الى عشرات آلاف السياح الاسرائيليين الذين زاروا المغرب قبل قطع العلاقات. ورأى المعلقان ان "الهم المشترك للبلدين من الارهاب الاسلامي" شجعها على اعادة العلاقات. من جهتها نقلت صحيفة "معاريف" ان العاهل المغربي اعرب عن أمله بأن تساهم زيارة شالوم الى المغرب في تشجيع دول عربية اخرى على اجراء حوار على الملأ مع اسرائيل و"رسالتي الى العالم العربي تقول انه فقط عبر الحوار مع اسرائيل، التي هي جزء من النزاع، يمكن تحقيق التقدم". واضافت ان الملك أبلغ شالوم ان رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن شجعه، خلال زيارته المغرب قبل شهر، على تحسين العلاقات بين اسرائيل والمغرب.