أكد وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي ان الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين خطفوا في لبنان على حاجز ل"القوات اللبنانية" العام 1982 اثناء الاجتياح الإسرائيلي نقلوا بعد ذلك في باخرة الى اسرائيل. مكرراً نفي ان يكون الطيار الإسرائيلي المفقود منذ العام 1986 رون آراد في ايران. راجع ص7 وقام خرازي بزيارة لبيروت امس تستمر الى اليوم، يرافقه عدد من اهالي الديبلوماسيين الإيرانيين المخطوفين، تتصل بالمرحلة الثانية من عملية تبادل الأسرى بين "حزب الله" وإسرائيل التي اعلن الوسيط الألماني آرنست اورلاو ان المفاوضات في شأنها تشمل هؤلاء الديبلوماسيين. ودعا خرازي الذي اجتمع مع رئيسي الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية جان عبيد، الى استكمال التحقيق في مصير الديبلوماسيين الأربعة نظراً الى ان ذلك يساعد في إتمام المرحلة الثانية من التبادل. وأكد له لحود ان تحقيقاً اجري في السابق ويمكن ان يتم تكرار استقصاء المعلومات عن مصيرهم من الأشخاص الذين كانوا مسؤولين في حينها... القوات اللبنانية، وأشار خرازي الى تحديد لحود اجهزة خاصة لجمع المعلومات عن الديبلوماسيين. وكشف رائد موسوي نجل القائم بالأعمال الإيراني المخطوف حسين موسوي للصحافيين، انه بعد 3 سنوات على خطفهم سلّم عناصر من "القوات اللبنانية" لعائلته خرقة من لباس كان يرتديه والده عليها رموز تدل الى انها تعود إليه، في محاولة منهم للتفاوض على فدية في مقابل تسليمه. لكن الأحداث التي وقعت في لبنان منعت التواصل معهم مجدداً. وأعلن رئيس حزب الكتائب وزير التنمية الإدارية كريم بقرادوني ل"وكالة الأنباء الإيرانية" ان "المعلومات الحساسة" التي لدى الحزب سيقدمها الى الدولتين الإيرانية واللبنانية وأنه لن يكشف عنها "لأنها تدخل في الديبلوماسية السرية". وأكد بقرادوني الذي يستقبل اليوم خرازي وبعض ذوي الديبلوماسيين الأربعة، ان الاتصالات مع ايران "ستتواصل على امل ان ينجلي قريباً الغموض المحيط بقضية الديبلوماسيين وسنضع ما لدينا من معلومات ومعطيات بتصرف الدولتين لبنان وإيران". وكان رئيس كتلة "حزب الله" النيابية النائب محمد رعد، قال في حديث تنشره مجلة "المسيرة" تصدر عن القوات المنحلة ان مسؤول الأمن السابق في القوات والوزير السابق ايلي حبيقة اغتيل بسيارة مفخخة ربما ادلى بمعلومات الى الحزب قبل اغتياله وأن لدى ايران معلومات تؤكد ان الديبلوماسيين احياء. ولم يستبعد رعد رداً على سؤال للمجلة ان يقوم الوفد الإيراني بزيارة قائد القوات المنحلة الدكتور سمير جعجع في السجن لاستيضاحه بعض المعلومات، باعتباره كان مسؤولاً عن المنطقة التي اختطفوا فيها الشمال. وسألت "الحياة" مراجع رسمية عن هذا الاحتمال فنفت علمها به. وأكدت مصادر لبنانية موثوق بها كانت واكبت قضية اختفاء الديبلوماسيين الإيرانيين بعد خطفهم ل"الحياة" ان جهات دولية وعربية تدخلت عقب ايام على اختطافهم وحاولت كشف مصيرهم. وقالت ان القضية اثيرت للمرة الأولى وبناء لطلب جهات عربية ودولية، من رئيس الجمهورية الراحل الياس سركيس الذي طلب من الراحل الشيخ بشير الجميل الذي كان آنذاك قائداً ل"القوات"، وقبل ان ينتخب رئيساً، القيام بجهد لمعرفة مصيرهم والإفراج عنهم. ولفتت الى ان سركيس تبلّغ من الجميل أنه لا يعرف شيئاً عن مصيرهم سوى انهم اختطفوا على الطريق بين منطقة جبيل جبل لبنان وحاجز البربارة الشمال، الذي كان تحت سيطرة "القوات اللبنانية" وأنه راجع المسؤول الأمني للحاجز في تلك الفترة راجي عبدو الملقب ب"الكابتن" وهو محكوم عليه غيابياً في جريمة اغتيال الرئيس السابق لحزب الوطنيين الأحرار داني شمعون. وذكرت المصادر ان المعلومات التي تلقاها الجميل من عبدو وأبلغها سركيس لم تكن مطمئنة، اذ قال انه لم يعثر عليهم وأنه لا يزال يلاحق القضية. وأشارت الى جهات دولية فرنسا، ألمانيا، الفاتيكان وأخرى عربية سعت لاحقاً لدى السلطات اللبنانية ولا سيما رئيسي الجمهورية السابقين امين الجميل والياس الهراوي مروراً بالعماد ميشال عون للحصول على معلومات عنهم لكنها لم تثمر سوى تأكيد انهم يتابعون القضية. وذكرت مصادر واسعة الاطلاع في بيروت ان من الأسباب التي دفعت خرازي الى احضار ذوي الديبلوماسيين معه ان هناك رغبة ايرانية جدية في اغلاق هذا الملف وجلاء مصير المفقودين، وأن القيادة الإيرانية حريصة على ان يكون ذووهم على بينة من كل التفاصيل، خصوصاً ان هذه المسألة تأتي على عتبة الانتخابات النيابية في ايران، لئلا يستغل خصوم الحكومة في الانتخابات هذه المسألة.