أكدت مصادر ايرانية مطلعة ل"الحياة" ان ايران لعبت دوراً ايجابياً في إتمام صفقة التبادل للأسرى والمعتقلين بين "حزب الله" واسرائيل واعتبرت ان ما حصل يشكل نصراً كبيراً لمنطق المقاومة في مواجهة اسرائيل وأن الصفقة تمثل عامل قوة للعالم العربي والاسلامي في وجه الغطرسة الاسرائيلية. وأوضحت المصادر ان ايران تعاونت مع الوساطة الألمانية وجددت نفيها وجود آراد على الأراضي الإيرانية. وشددت على اعتبار اسرائيل مسؤولة عن مصير الديبلوماسيين الايرانيين الأربعة إذ انهم ما زالوا أحياء في السجون الاسرائيلية منذ أن قامت القوات اللبنانية المنحلة بتسليمهم الى قوات الاحتلال الاسرائيلي بعد اختطافهم على أحد حواجزها في بيروت عام 1982. ويرى بعض المراقبين ان ايران لم تعرقل اتمام الصفقة في مرحلتها الأولى التي استثنت ديبلوماسييها لكن ربط قضية الديبلوماسيين الايرانيين المفقودين في لبنان بقضية الطيار الاسرائيلي المفقود رون آراد يعتبر انجازاً مهماً في المرحلة الثانية من الصفقة وهو أمر لاقى ارتياحاً ايرانياً سياسياً وشعبياً وبخاصة من عائلات الديبلوماسيين المفقودين الذين يعلقون آمالهم على جدية "حزب الله" في استرجاع الديبلوماسيين الايرانيين بناء على وعد من الأمين العام السيد حسن نصرالله الذي كان أكد ان صفقة التبادل تشمل عرباً وغير عرب في اشارة الى الايرانيين. ومن المتوقع ان تواصل عائلات الديبلوماسيين الايرانيين المفقودين اتصالاتها مع "حزب الله" ومع المسؤولين اللبنانيين والسوريين لاستكمال العمل على استرجاعهم ضمن المرحلة الثانية من صفقة التبادل. وكان الديبلوماسيون كاظم اخوان وأحمد متوسليان وتقي رستكار مقدم ومحسن موسوي غادروا بيروت الغربية، خلال الحصار الاسرائيلي لهذا الجزء من العاصمة اللبنانية، عبر طريق مرفأ بيروت وسلكوا الطريق الساحلي في اتجاه طرابلس. ولدى وصولهم الى منطقة البربارة أوقفهم حاجز ل"القوات اللبنانية" ينتمي عناصره الى "المجموعة الشمالية" التي كان يقودها سمير جعجع. وترى الأوساط الايرانية ان نجاح صفقة التبادل بفعل مقاومة "حزب الله" يشكل دعماً لمبدأ المقاومة ضد اسرائيل في فلسطينالمحتلة على حساب منطق التسوية مع اسرائيل التي ضربت بعرض الحائط كل الاتفاقيات التي وقعتها منذ أوسلو وحتى الآن كما تشكل دعماً لمحور التعاون بين إيران وسورية ولبنان و"حزب الله" في مواجهة الخطر الاسرائيلي والتهديدات التي يطلقها قادة تل أبيب بين الحين والآخر. الى ذلك، كشف السيد علي اكبر محتشمي ان "المعلومات المؤكدة التي وصلتنا في مراحل سابقة تدل بشكل اكيد الى ان الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة محتجزون في سجون الكيان الصهيوني ونحن نأمل بأن تتمكن المقاومة ويتمكن لبنان في المرحلة الثانية من التفاوض في قضية تبادل الأسرى من تحرير هؤلاء الأعزاء وضمان عودتهم الى اهلهم وديارهم". وأكد محتشمي بعد لقائه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله على رأس وفد برلماني ايراني رفيع المستوى ضم إليه السيد هادي خامنئي انه "تم استعراض اجواء عملية التبادل ومظاهر الفرح التي تعم لبنانوفلسطين والعالم العربي بهذا الإنجاز الكبير". وهنأ محتشمي باسم ايرانلبنان حكومة وشعباً ومقاومة والسيد نصر الله بتحرير الأسرى وقال: "جئنا لنشارك لبنان في فرحته الكبرى بهذه المناسبة".