اعتبر ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين للسينما الذي يفتتح في الخامس من شباط فبراير ان هذا المهرجان هو "الأكثر طليعية" بين مهرجانات السينما الاوروبية الكبرى، مؤكداً تمسكه ب"التقليد السياسي" الذي درجت عليه هذه التظاهرة. ما هي ابرز النقاط التي تسيطر على برنامج هذه السنة؟ - سنركز اهتمامنا على افريقيا واميركا اللاتينية. ونحن نحتفل بصورة خاصة بالذكرى العاشرة لنهاية نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، كما سنعرض برنامجاً خاصاً من الافلام النيجيرية. إن 44 في المئة من سكان اميركا اللاتينية يعيشون ما دون عتبة الفقر. حان الوقت لنذهب الى هناك ونرى ما يجري. وعندما ننتهي من مشاهدة الافلام الشجاعة التي صورها المخرجون من اميركا اللاتينية، لن نعود ننظر النظرة نفسها الى هذه الدول. ومع ان مسألة توسيع الاتحاد الاوروبي من مواضيع الساعة، الا ان المسابقة الرسمية لا تتضمن افلاما من اوروبا الشرقية. لم نحصل على الخيار او النوعية التي كنا ننتظرها. لكنني آمل بأن يتبدل الامر في غضون سنة او سنتين. هل يمكن اعتبار مهرجان برلين مهرجاناً سياسياً؟ - الافلام التي تم اختيارها تتضمن تأملاً في التحولات التي تحل بعالمنا. وهذه مقاربة سياسية بالتأكيد، انما بمفهوم اوسع، من منظار العلاقات الشخصية وانعكاس تحولات المجتمع على حياة الناس. إن مهرجان برلين سيبقى سياسياً طالما انني في منصبي. لطالما كان هذا تقليده، سواء قبل الجدار او خلاله او بعده. كيف تحدد موقع المهرجان بالنسبة لكان والبندقية؟ - مهرجان كان هو اشهر مهرجان، ومهرجان البندقية اقدمها. اما نحن، فالأكثر طليعية. كان والبندقية متشابهان. وما يميزنا نحن هو ان عشرات آلاف المشاهدين يأتون لمشاهدة الافلام. اننا مهرجان من اجل الجمهور. لكن الحظ لم يحالفنا هذه السنة، اذ ان ثلاثة افلام اخترناها فضلت الذهاب الى مهرجان كان، والامر كان مزعجاً بعض الشيء، لكنه يثبت ان مهرجان برلين بلغ مستوى معيناً يجعل من الممكن للأفلام ان تعرض على حد سواء فيه او في كان. يفتتح مهرجان برلين للسينما عروضه الخميس بفيلم "ريتورن تو كولد ماونتن" العودة الى كولد ماونتن، وهو ملحمة تاريخية اميركية حول الحب والحرب. ويتنافس 23 فيلماً بينها 15 فيلماً اوروبياً للفوز بالدب الذهبي الذي تمنحه في 14 شباط فبراير لجنة التحكيم برئاسة الممثلة الاميركية فرانسز ماكدورمند الحائزة جائزة اوسكار لافضل ممثلة عن دورها في فيلم "فارغو". وبين المخرجين القدامى المشاركين، البريطاني كين لوتش، واليوناني تيو انجيلوبولوس الذي يعرض الفيلم الاول من ثلاثيته "الارض تبكي"، والفرنسي اريك رومير واقتباسه الشخصي لفيلم التجسس مع "عميل لثلاث جهات". كما يشارك جيل الشبان في مهرجان برلين. ومن بين الوجوه الجديدة في السينما عمر نعيم، مخرج اميركي لبناني الاصل يعرض في السابعة والعشرين من العمر فيلمه الاول "ذي فاينل كات" وهو فيلم اثارة من نوع الخيال العلمي من بطولة روبن وليامز، وفاتح اكين، مخرج الماني من اصل تركي يعرض "عند الحائط"، والارجنتيني دانيال بورمان مع فيلمه "ايل ابراثو بارتيدو".