كرر الرئيس السوداني عمر البشير التعهد بحسم عسكري ضد متمردي دارفور، وجمع السلاح من غرب البلاد. واكد رئيس الوزراء السابق زعيم حزب الأمة الصادق المهدي ان مشكلة دارفور "سياسية ولا يمكن حسمها عسكرياً"، فيما أعلن الرئيس التشادي ادريس دبي عزمه على تجديد وساطته لإنهاء الحرب في دارفور. وقال البشير في كلمة، لمناسبة عيد الأضحى وكرسها للحرب في دارفور، ان أهم أولويات حكومته في المرحلة المقبلة "مواجهة الارهاب وعصابات النهب المسلح والخارجين عن القانون بالحزم والحسم"، ثم جمع السلاح. مؤكداً ان الجيش يفرض سيطرته الكاملة على دارفور بعد الحملة التي استعاد فيها مواقع وبلدات مهمة من المتمردين. واتهم "بعض أصحاب الأحقاد القديمة والأطماع اللئيمة وأعداء الوحدة" بإشعال الحرب في دارفور بعدما هدأت جبهات القتال في جنوب البلاد. لكن زعيم حزب الأمة الصادق المهدي رأى ان مشكلة دارفور سياسية ولا يمكن حسمها عسكرياً، ودعا أطراف النزاع الى اعلان وقف النار، موضحاً ان الحل يمكن ان يأتي عبر "هيئة قومية جامعة مفوضة سياسياً لمناقشة قضايا دارفور السياسية والتنمية للاتفاق على اصلاح سياسي خلال ثلاثة اشهر من حضور مراقبين من دول الجوار". وحذر المهدي الذي كان يتحدث أمام الآلاف من أنصاره في أم درمان، ثاني أكبر مدن العاصمة الثلاث من ان تقرير مصير الجنوب عبر الاستفتاء بعد فترة انتقالية تستمر ست سنوات "ستفتح الباب أمام تمزيق السودان اذا أدى الى الانفصال". وانتقد الاتفاقات التي وقعتها الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" خلال مراحل المحادثات التي جرت بينهما، ورأى ان اتفاق قسمة الثروة "سيعزز حجة الانفصاليين في الجنوب حتى يفوزوا بكل عائدات النفط بدلاً من نصفها"، مشيراً الى ان اتفاق الترتيبات الأمنية "سيخلق عدداً ضخماً من الميليشيات يبلغ 32 فصيلاً ما يشكل خطراً كبيراً على مستقبل الدولة". واضاف ان ثنائية الاتفاق بين الحكومة والحركة "ستعرضه لخطر كبير لأنه سيواجه تحفظات وتحديات حتى داخل طرفي الاتفاق وخارجهما". ودعا الى مجلس قومي لتحويل الاتفاق من ثنائي الى قومي. وطالب المهدي بكفالة الحريات العامة وصيانة حقوق الانسان وتكوين قومي صحيح ولجنة لصوغ الدستور وقومية مؤسسات الدولة واجراء انتخابات حرة ومراقبة تشمل المناصب الدستورية كافة في نهاية فترة الرئاسة الحالية. الى ذلك، أعلن الرئيس التشادي ادريس دبي اعتزامه تجديد وساطته بين الحكومة ومتمردي دارفور التي انهارت في كانون الأول ديسمبر الماضي بعد طرح المتمردين مطالب اعتبرتها الخرطوم تعجيزية. وقال للصحافيين في انجامينا عقب عودته من باريس أول من امس ان تشاد ستقوم بمحاولة جديدة لجمع الأطراف على طاولة المفاوضات ومعالجة الأمة سياسياً. وفي اسمرا، اعترفت "حركة تحرير السودان" التي تنشط في غرب البلاد بسيطرة القوات الحكومية على مدينة الطينة الحدودية. واتهم المتمردون القوات الحكومية بقتل عشرات المدنيين واعتقال أربعة من أقارب رئيس الحركة اثناء عطلة عيد الأضحى. وقال رئيس الحركة عبدالواحد محمد تولا: "أجلينا قواتنا من الطينة بعدما كثف الطيران قصفه على منازل المدنيين وأجبر عشرات الآلاف على اللجوء الى مدينة الطينة التشادية". واضاف: "نحن في حرب عصابات ولا يهمنا كثيراً التمسك بالمدن والمعسكرات بقدر ما نهتم بالوصول الى أهدافنا". وقال المتمردون ان أربعة من أقارب محمد نور اعتقلوا في الخرطوم في حملة اعتقالات شملت عدداً من الأفراد.