نشطت المساعي السياسية والديبلوماسية لاحتواء الحرب في دارفور غرب السودان، وأوفد الرئيس عمر البشير وزير الطاقة الى باريس، ومساعده الى طرابلس. ووصل إلى الخرطوم مسؤول تشادي لاحياء الوساطة بين الخرطوم و"متمردي دارفور". وتتسارع الخطى لتجاوز العقبات التي تعطّل محادثات السلام الجارية في كينيا بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" والتي يتوقع رفعها خلال يومين ومعاودتها في الاسبوع الثاني من شباط فبراير المقبل بعد انتهاء عطلة عيد الاضحى. ونقل وزير الطاقة السوداني الدكتور عوض احمد الجاز رسالة من الرئيس السوداني إلى نظيره الفرنسي جاك شيراك ركزت على تطورات عملية السلام والاوضاع في منطقة دارفور التي تشهد مواجهات مسلحة عنيفة. كما أجرى محادثات مماثلة مع وزير الخارجية دومنيك دوفيلبان ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفرنسي. وأكدت باريس دعمها عملية السلام ودعت الى حل سلمي لمشكلة دارفور وتجديد الوساطة التشادية لإنهاء الأزمة. وأعلن وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل امس ان البشير بعث مساعده مبارك المهدي ووزير الداخلية اللواء عبدالرحيم محمد حسين الى طرابلس للتشاور مع القيادة الليبية في شأن السلام في دارفور المجاورة لليبيا. وتلقى البشير امس رسالة من نظيره التشادي ادريس دبي نقلها المسؤول في الرئاسة ابو بكر المناني لم يعلن مضمونها. لكن مصادر مطلعة قالت إن دبي أكد سعيه الى احياء وساطته التي انهارت الشهر الماضي بسبب طرح "متمردي دارفور" مطالب اعتبرتها الخرطوم تعجيزية. وعلم ان المتمردين اعلنوا استعدادهم العودة الى طاولة المفاوضات مع الحكومة لكنهم اشترطوا وقف النار برقابة دولية واقرار بروتوكول لحماية المدنيين وآخر لتمرير الاغاثة واجراء تحقيق دولي في مجازر ارتكبت بحق المدنيين. إلى ذلك، تعثّرت محادثات السلام بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية" الجارية في منتجع سيمبا الكيني منذ مطلع الشهر الماضي بسبب خلافات حادة على منطقة ابيي، التي تطالب الحركة بضمها الى الجنوب، في حين تدعو الحكومة إلى منحها إدارة ذاتية وتبعيتها الى الرئاسة خلال الفترة الانتقالية. وقال الناطق باسم الوفد الحكومي سيد الخطيب ان هناك تقدماً في مسألتي جبال النوبة وجنوب النيل الازرق وانهما اتفقا على منحهما قدراً من الحكم الذاتي وأولوية في التنمية. وتوقعت مصادر أن ترفع المفاوضات غداً الخميس لإتاحة الفرصة للنائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه وعدد من اعضاء وفد الحكومة لأداء فريضة الحج. ورجحت معاودتها في الاسبوع الثاني من شباط فبراير المقبل، بعد عيد الأضحى، لحسم القضايا العالقة، خصوصاً أن موضوع اقتسام السلطة لم يناقش بعد. من جهة اخرى، أعلن فريق مراقبة اتفاق وقف النار في جبال النوبة برئاسة الجنرال النرويجي جان ايريك ويلهمسان ان الحكومة و"الحركة الشعبية" وافقتا على تمديد مهمته ستة شهور بعد تجديد الاتفاق أيضاً للمرة الخامسة منذ توقيعه في سويسرا العام 2002.