غرقت عاصمة هايتي بور او برانس في الفوضى امس، في ظل اعمال نهب للممتلكات العامة وتصفيات جسدية، في وقت وصل المتمردون الى ابوابها. ونصحت الدول الكبرى الرئيس جان برتران اريستيد باستخلاص العبر من الوضع والتنحي لتجنيب الجزيرة حمام دم. راجع ص 8 وبدا ان اريستيد، وهو كاهن سابق تلقى جزءاً من دراسته في علم النفس في مصر، خسر رهانه على تدخل اميركي لمصلحته على غرار ما حصل عندما اعاده "المارينز" الى السلطة اثر انقلاب اطاحه عام 1994. وأبلغ وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان وفداً حكومياً برئاسة نظيره الهايتي جوزيف فيليب انطونيو استقبله في باريس امس، ان "اريستيد يتحمّل مسؤولية كبيرة عن الوضع القائم ويتوجب عليه استخلاص النتائج المترتبة على المأزق الحالي". وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الأميركي كولن باول: "آمل أن يدرس الرئيس أريستيد وضعه بدقة... أعتقد أنها مرحلة صعبة جداً للشعب الهايتي واعرف أن الرئيس متمسك بمصالح الشعب الهايتي". وقالت كندا إن على الرئيس الهايتي التفكير في نتائج المأزق الذي وصلت إليه البلاد. وتوافقت آراء فرنساوالولاياتالمتحدة على ترابط مبدأ ايفاد قوات متعددة الجنسية الى هايتي مع توافر اتفاق سياسي بين الحكومة والمعارضة. كما توافقت المواقف على الاستعداد الضمني للتخلي عن الرئيس اريستيد، انما في نوع من "الانقلاب السلمي" عليه، وعبر حل سياسي يسفر عن تقاسم السلطة بينه وبين الثوار. وتبعث الولاياتالمتحدةوفرنسا رسائل ضمنية الى الثوار، مفادها أن العنف ليس وسيلة التغيير، وانما هي في الانقلاب السلمي عبر اتفاق اقتسام السلطة مع تقريب موعد الانتخابات التي كان موعدها محدداً عام 2006. ودعمت اميركا وكندا خطة فرنسية جرى تداولها في مجلس الامن ليل اول من أمس، تدعو الى تشكيل حكومة وحدة وطنية في هايتي تؤدي الى تقاسم كل الاطراف السلطة بالتساوي، كما تنص على إنشاء قوة مدنية دولية لحفظ السلام في البلاد بعد وقف العمليات العسكرية وليس قبلها وتعبئة المجتمع الدولي من أجل إعادة الاعمار. وتواصل ترحيل الاجانب من العاصمة بور او برانس، تحت اشراف قوة من المارينز ارسلت الى الجزيرة لحماية السفارة الاميركية، فيما وصل المتمردون الى مشارف العاصمة حيث سجلت عمليات نهب وقتل وأقام انصار اريستيد حواجز في الشوارع. وشوهد المئات ينهبون المخازن في الميناء كما شوهدت جثث ثلاثة رجال دلت الطلقات التي اصيبوا بها على انه تم اعدامهم.