طلبت فرنسا من الرئيس الهايتي جان برتران اريستيد مغادرة السلطة للخروج من "المأزق" في هايتي حيث اكد المتمردون الذين يهددون بالاستيلاء على بور-او-برانس، معلنين عزمهم على اعتقاله ومحاكمته بتهمة "الخيانة العظمى"، فقد اكد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان في باريس ضرورة "فتح صفحة جديدة في تاريخ هايتي"، موضحا انه يعود الى الرئيس اريستيد "استخلاص نتائج المأزق" الذي وصلت اليه البلاد. في المقابل، اكد رئيس الوزراء الهايتي ايفون نبتون ان الرئيس اريستيد "يجب ان يكمل ولايته الدستورية المحددة بخمسة اعوام"، بينما رأت زوجة الرئيس الهايتي ميلدريد ترويو التي ارسلت ابنتيها الى الولاياتالمتحدة انه "لا بد ان يكمل الرئيس ولايته". وترفض المعارضة السياسية والمدنية ذلك. وقد اكدت انه "يجب التوصل الى حل سياسي بسرعة واريستيد سبب المشكلة يجب ان يرحل". كما يمكن ان يلتقي ممثلون عن المعارضة مسؤولين فرنسيين في باريس اليوم . وفي الكاب الهايتي، ثاني مدن البلاد صرح غي فيليب القائد العسكري للمتمردين الذين يسيطرون على النصف الشمالي للبلاد انه يريد "اعطاء فرصة للسلام". واضاف ان بور-او-برانس "محاصرة بشكل شبه كامل وحاليا نقوم بتحديد الاوقات التي بقيت لدى اريستيد"، معبرا عن امله في ان يتمكن من الاحتفال بعيد ميلاده السادس والثلاثين الاحد المقبل في العاصمة الهايتية. وفي بور-او-برانس بقي الوضع متوترا بينما تحدث شهود عيان عن عمليات نهب وعيارات نارية، اذ يتمركز مسلحون من الناشطين الموالين للسلطة على الارجح عند حواجز في مداخل المدينة الشمالي والشرقي والغربي، وهم يمنعون مرور المارة والسيارات في بعض المواقع. وكانت هذه الحواجز ازيلت اولا ثم عادت للظهور في وقت لاحق. واكد غي فيليب الذي لا يطالب بدور سياسي له في المستقبل "نريد اسر الرئيس لمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى وارتكاب عمليات اغتيال وسرقات". واضاف ان المتمردين مستعدون لوقف القتال فور رحيله. وتدخل حركة التمرد اسبوعها الرابع. وقد ادت منذ اندلاعها في الخامس من شباط/فبراير الى سقوط سبعين قتيلا ومئات الجرحى. ويبدو ان الفكرة الفرنسية لتشكيل قوة امنية دولية لهايتي تحقق تقدما، بعد ان تلقت "بفتور" الاسبوع الماضي، اعترفت الولاياتالمتحدة بانها قد تكون حتمية، فقد قال الرئيس جورج بوش "بعد تسوية سياسية سنشجع الاسرة الدولية على تقديم مساهمتها لضمان الامن لكن اول ما يجب ان نفعله هو العمل لتحقيق تسوية سياسية". من جهته، اكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان الولاياتالمتحدة تجري مشاورات دولية مكثفة لارسال قوات امن الى هايتي مع الاممالمتحدةوفرنسا وكندا ومجموعة دول الكاريبي. وقد استولى المتمردون امس الاول على جزيرة تورتو في الشمال التي يبلغ عدد سكانها حوالى 50 الف نسمة وتشكل معبرا للتجارة مع امريكا والبهاماس. وبينما يواصل الاجانب الرحيل من هايتي، سمحت الاممالمتحدة لموظفيها غير الاساسيين بمغادرة هذا البلد، كما اعلن حرس الحدود الاميركي اعتراض سفينة شحن بنمية قرب فلوريدا (جنوب شرق) كانت تقل 21 هايتيا يريدون اللجوء الى الولاياتالمتحدة. ومن المقرر ان يكون مجلس الامن الدولي قد عقد اجتماعا طارئا حول الوضع "المتدهور" في هايتي، بينما تشهد المحادثات حول امكانية ارسال قوة دولية الى هذا البلد تقدما. مازالت المعارضة تسيطر على البلاد