أذعن رئيس هاييتي جان برتران ارستيد لضغوط المعارضة المسلحة وواشنطنوباريس فأعلن استقالته وغادر بلاده ظهر أمس الى وجهة غير معلومة وخلفه رئيس محكمة التمييز بونيفاس الكسندر الذي أدى اليمين الدستورية. واندلعت اعمال عنف في العاصمة رغم رحيل اريستيد، وأعلنت واشنطن أنها سترسل قواتها الى هناك خلال أسبوع، فيما أعلنت المملكة المغربية رفضها منح اريستيد حق اللجوء السياسي. واوضح اريستيد (50 عاما) في اعلان تلاه رئيس الوزراء ايفون نبتون ان استقالتي ستحول دون حصول حمام دم، متمنيا الحياة للجميع والا يموت احد، وقد وقع رسالة استقالته امام شهود قبل ان يغادر البلاد. وافاد مسؤول امريكي ان الرئيس السابق كان قد ظهر امس في طائرة استقلها الى وجهة مجهولة، نافيا ان يكون حط في سان دومينغو بجمهورية الدومينيكان كما افيد سابقا. وعلى اثر رحيله، اندلعت حوادث عنف في العاصمة بور او برانس. وفي جوار القصر الرئاسي، قام شبان مسلحون من انصار الرئيس المستقيل يحملون مسدسات وبنادق وكذلك سكاكين بالتعرض لسيارات الصحافيين، وهي الوحيدة التي كانت تعبر، فيما ترددت اصداء طلقات نارية في المدينة. وقام اعضاء الميليشيات الموالية للرئيس السابق والسكان المحليون بأعمال نهب، وقد ادت اعمال مماثلة استهدفت في الصباح السجن الوطني، اكبر سجون بور او برانس، الى فرار مئات السجناء. وأعلن رئيس محكمة التمييز في هاييتي أنه تولى مهام الرئاسة بالوكالة طبقا لما ينص عليه الدستور، متعهدا بالعمل على فرض احترام القانون، داعيا السكان الى الهدوء. وقال ان الرئيس اريستيد قدم استقالته للتو وطبقا لما ينص عليه الدستور، فان رئيس محكمة التمييز يتولى الرئاسة بالوكالة. وحضر السفيران الامريكي والفرنسي في هاييتي جيمس فولي وتييري بوركار حفل اداء اليمين. ووجه الكسندر على الفور نداء الى الهدوء، فيما تجددت في العاصمة اعمال العنف والنهب بعد اعلان رحيل الرئيس اريستيد. وقال متوجها الى الشعب الهاييتي: اناشدكم الحفاظ على الهدوء. يجب عدم الاقدام على اعمال ثأر شخصية. وتعهد الرئيس بالوكالة العمل من اجل فرض احترام القانون واقسم على حماية الضعفاء مع احترام حقوق الاقوياء. واقر الكسندر بأن المهمة لن تكون سهلة، موضحا انه يتحملها لان الدستور عينه. وتلا رئيس وزراء هاييتي ايفون نبتون قبل ذلك اعلانا من جان برتران اريستيد يفيد فيه انه استقال من منصبه تفاديا لحمام دم في البلاد، متمنيا الحياة للجميع والا يموت احد. وتدور مواجهات منذ مطلع فبراير في هاييتي بين انصار الرئيس السابق والمتمردين وقد اسفرت عن مائة قتيل ومئات الجرحى في اقل من اربعة اسابيع. ومازالت الشوارع في العاصمة تحت رحمة العصابات المسلحة وقد شهدت خلال الأيام الماضية أعمال سلب وعنف مع تقدم المتمردين المسلحين الذين يتزعمهم رئيس سابق للشرطة وزعيم احدى فرق الموت نحو المدينة. واحتفل خصوم أريستيد السياسيون الذين اتهموه بانتهاك حقوق الانسان والفساد برحيله. وجاء التمرد المسلح هذا الشهر نتيجة لتوتر سياسي مستمر منذ شهور. وقال تشارلز بيكر أحد قادة تحالف الجماعات المدنية والسياسية المعارضة: هذا عظيم للبلاد، ذلك ما كنا ننتظر حدوثه .. الان نحتفل. وسنعود للعمل. ونقلت فرانس برس عن ايفانس بول أحد زعماء المعارضة أنها لم يعد لديها أي اعتراض على خطة التسوية التي طرحتها الاسرة الدولية والتي تنص على ارسال قوات لحفظ الامن الى هاييتي. وقال ايفانس بول: لقد رحل اريستيد وحان الوقت للتعاون مع الاسرة الدولية التي ساعدتنا على تخليص البلاد من اريستيد. وكانت المعارضة قد رفضت في مطلع الاسبوع خطة التسوية التي اقترحتها الولاياتالمتحدةوفرنسا وكندا ومنظمة الدول الامريكية ومجموعة دول كاريبي التي كانت تنص على بقاء جان برتران اريستيد في السلطة. كما اعلن قادة المعارضة رفضهم ارسال قوة امن الى هاييتي، معتبرين انها ستعزز اريستيد في منصبه. واريستيد قس سابق وكان أول رئيس منتخب انتخابا حرا لهاييتي عام 1991 لكن أطيح به في انقلاب بعد شهور. وأعيد للسلطة بعد غزو أمريكي لهاييتي في عام 1994 ثم انتخب لولاية ثانية عام 2000 . وبعد رحيل اريستيد، أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش أن قوات من المارينز (مشاة البحرية) سيكونون عنصرا قياديا في قوة دولية ستدخل هاييتي. كما أكد ريتشارد باوتشر ناطق وزارة الخارجية أن الولاياتالمتحدة سترسل الى هاييتي قوة من المارينز لتكون طليعة قوة دولية للسلام. وفي وقت سابق، اعلن السفير الامريكي في هاييتي جيمس فولي ان قوات دولية تضم فرقا امريكية ستصل هذا الاسبوع الى هاييتي، وكان السفير يتحدث للصحافيين في حفل أقيم بمقر اقامة رئيس وزراء هاييتي ايفون نبتون فيما أدى بونيفاس الكسندر رئيس محكمة التمييز في البلاد اليمين. وقال نبتون ان اريستيد استقال لتجنب اراقة الدماء في مواجهة التمرد المسلح وأن رئيس محكمة التمييز قال أبلغه بأنه يقبل المسؤولية بكل أمانة. ويقضي دستور هاييتي بأن يتولى رئيس محكمة التمييز الرئاسة بصفة مؤقتة حال خلو منصب الرئيس. كما أعلن السفير الفرنسي في هاييتي تييري بوركار ان قوات دولية تضم وحدتين امريكية وفرنسية ستصل خلال الايام المقبلة الى هاييتي. وقال السفير الفرنسي ان باريس ستساهم في قوة سلام، مضيفا انها مسألة ايام وليست اسابيع. لكن الرئاسة الفرنسية أعلنت انه لم يتم اتخاذ اي قرار بشأن ارسال قوات فرنسية الى هاييتي في اطار قوة دولية، موضحة في الوقت نفسه ان فرنسا مستعدة لارسال قوة سلام مدنية. وأعلن متحدث باسم حكومة الدومنيكان أن أريستيد الذي فر من بلاده لم يتوقف في جمهورية الدومنيكان المجاورة وهو في طريقه إلى المكان الذي ينوي اللجوء إليه. وقال المتحدث لويس جونزاليز فابرا انه حسب ما لدينا من معلومات فإن أريستيد توجه إلى جزيرة أخرى في الكاريبي وسيواصل من هناك إلى أفريقيا. وأضاف المتحدث ان الطائرات التي وصلت إلى جمهورية الدومنيكان من هاييتي في وقت مبكر من صباح امس الاحد كانت تقل ركابا من مختلف الجنسيات فروا من القتال هناك. وفي بريتوريا قال متحدث باسم وزارة خارجية جنوب افريقيا روني ماموبا في هذه المرحلة لا نعلم أن الرئيس أريستيد في طريقه إلى جنوب أفريقيا. وأعلنت المملكة المغربية رفضها منح رئيس هاييتي المستقيل اللجوء السياسي بعد أن أعلن قنصل هاييتي لدى جمهورية الدومنيكان أنه استقال وغادر البلاد متجها الى المغرب. ونقلت وكالة المغرب العربي الرسمية للانباء عن بيان لوزارة الخارجية قوله ان المملكة المغربية لا تعتزم التجاوب بصورة مواتية مع طلب بمنح اللجوء السياسي للرئيس اريستيد في المغرب. كما صرح شيه جوي تشيه المتحدث باسم وزارة الخارجية التايوانية بأن بلاده لم تتسلم بعد طلب الرئيس الهاييتي جان برتران آريستيد للجوء إليها ولكننا نتابع هذه الانباء مع سفارتنا في هاييتي. وردا على سؤال لهيئة الاذاعة الصينية (تايوان) بشأن ما إذا كانت تايوان ستوافق على طلب آريستيد، قال تشيه انه لن يجيب عن سؤال افتراضي. وكانت أنباء وردت صباح امس بشأن طلب الرئيس آريستيد اللجوء السياسي إلى تايوان. ومن المعروف أن هاييتي هي واحدة من 27 دولة لها علاقات دبلوماسية مع تايوان. بونيفاس الكسندر"يسار الصورة" يتحدث وايفون نبتون قبل اعلانهما عن رحيل اريستيد