قبل سنة لم يكن أحد من الموزعين يرغب في تسويق فيلم "آلام المسيح" لميل غيبسون، واليوم يتهافت مسؤولو هوليوود على فيلم المخرج والمنتج الأسترالي الذي نجح في تجاوز حملة ضده اتهمته بمعاداة السامية. والفيلم الذي يعرض ابتداء من الأربعاء المقبل في صالات السينما الأميركية، بات اكثر أفلام هذه السنة اجتذاباً للتعليقات والنقاشات. ويتوقع الخبراء ان يجمع منذ نهاية عطلة الأسبوع الأولى 15 إلى 30 مليون دولار، وهو رقم مهم بالنسبة لفيلم روائي لا يلعب فيه ممثل شهير دور البطولة ويتحدث الممثلون فيه باللاتينية والآرامية. وان كان الجدال الذي أحاط بالفيلم منذ بداية تصويره أسهم بصورة كبيرة في شهرته، فان نجاحه يعتمد بالقدر نفسه على استراتيجية تسويق ذكية استهدفت الطوائف المسيحية الأميركية بعد ان اتهم مسؤولو منظمات يهودية ميل غيبسون، الكاثوليكي الملتزم، بإعطائه مسحة معادية للسامية. ولكن الشركة المنتجة "آيكون برودكشنز" حصلت على دعم كنائس عدة. والى وقت قليل، كانت الشركة المنتجة تهمل تماماً الإعلانات التلفزيونية ساعية بدلاً من ذلك إلى الحصول على دعم كبار رجال الدين الذين لم يترددوا في تقديم شعارات لا يمكن لوكالات الإعلان في هوليوود ان ترفضها. والفيلم الذي يعرض الساعات الأخيرة في حياة المسيح، سيعرض في أربعة آلاف دار سينما في أميركا الشمالية بدلاً من 2500 كما كان مقرراً في السابق، وأعلنت المئات منها حجز جميع مقاعدها خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى من جانب مجموعات مسيحية. ولم تحصل "آيكون برودكشنز" بعد على مباركة الفاتيكان، على رغم ان البابا شاهد الفيلم خلال عرض خاص. ولشن حملتها الاعلانية، عملت الشركة مع منظمات انغليكانية مثل "أوت - ريتش انكوربويشن" التي لجأت إلى الإنترنت عبر عرض مقتطفات من الفيلم. وأرسلت "أوت - ريتش" شريطاً إعلانياً عن الفيلم إلى آلاف الكنائس في الولاياتالمتحدة. وخصصت مجلة "نيوزويك" غلافاً للفيلم، يظهر الوجه الدامي للممثل الذي لعب دور المسيح جيمس كافيزيل، وعلى رأسه إكليل من الشوك تحت عنوان "من قتل المسيح حقا". وأعلن سكوت ماكليلان، المتحدث باسم البيت الأبيض، أول من أمس أن الرئيس جورج بوش الذي يؤكد تمسكه بعقيدته المسيحية، سيشاهد الفيلم قريباً".