"الآلام" فيلم من اخراج ميل غيبسون يسرد الساعات الاخيرة من حياة المسيح ولم يجد موزعاً بعد، غير انه لا يزال يثير، قبل خروجه الى الصالات حتى، "حرباً دينية" حقيقية في الولاياتالمتحدة. وكانت "الرابطة المعادية للتشهير" أعلنت أن الفيلم بصيغته الحالية قد يثير ردود فعل "معادية للسامية". وقال ابراهام فوكسمان مدير هذه الجمعية المحافظة "اننا قلقون للغاية لأن الفيلم، ان خرج بصيغته الحالية، سيثير مشاعر الحقد وعدم تقبل الآخر ومعاداة السامية، وهو ما حاولت الكثير من الكنائس التنديد به، مدفوعة الى ذلك بحس المسؤولية. الفيلم يصف في شكل واضح تماماً السلطات والحشود اليهودية بأنها مسؤولة عن قرار صلب يسوع". وطلبت الرابطة المعادية للتشهير بالتالي من ميل غيبسون ان يعدل فيلمه. وأثارت هذه المسألة منذ الآن ردود فعل كثيرة بعضها شديد اللهجة. وقال الحاخام مارفين هاير مؤسس مركز سيمون فيزنتال انه تلقى مئات الرسائل الالكترونية باللهجة المعادية للسامية ذاتها. وجاء في احدى هذه الرسائل الالكترونية "ارى انه من المثير للحزن ان تسعوا لفرض الرقابة على غيبسون. فاليهود لعبوا دوراً اساساً في مقتل يسوع، سواء اعجبكم الامر ام لا. لسنا بحاجة الى إعادة النظر في التاريخ. الم تعلمكم المحرقة شيئاً؟". ويخشى بعض الكاثوليكيين ايضاً ان يحرك الفيلم الذي صور كلياً باللغتين الآرامية واللاتينية، الجروح والاحقاد القديمة بين اليهود والمسيحيين، جروح واحقاد ظن انها ضمدت ودفنت بعد مجمع الفاتيكان الثاني. وينفي ميل غيبسون اي نزعة معادية للسامية في فيلمه، وهو الكاثوليكي المتلزم التقاليد. وقال الممثل - المخرج متحدثاً الى احدى الجمعيات المسيحية "امنيتي هي ان يحمل هذا الفيلم رسالة هائلة، رسالة ايمان وامل ومحبة وغفران. رسالة شجاعة وتضحية". وأوضح لمجلة فارايتي "ان هدفي هو ابتكار عمل فني يحمل الناس على التأمل. لا اكره احداً، ولا اكره اليهود بالتاكيد، انهم اصدقاء وشركاء لي، سواء في عملي ام في حياتي الاجتماعية. ومعاداة السامية لا تتعارض مع معتقداتي الشخصية فحسب، بل كذلك مع فحوى رسالة الفيلم". وان كان ميل غيبسون يتعرض لانتقادات الكثيرين، الا انه يعتمد كذلك على جمهور من المؤيدين الاوفياء. ووصف القس تيد هاغارد رئيس الجمعية الوطنية الانجيلية الفيلم بانه "استثنائي"، مؤكداً انه اول فيلم "يرسم حياة المسيح بهذه الاصالة". واعتبر دين هادسون مدير مجلة "كريستو" الكاثوليكية ان "الآلام" الذي صور في ايطاليا "سيصبح فيلماً كلاسيكياً، مرجعاً للمسيحيين وجميع المؤمنين". ولم يعرض الفيلم حتى الآن سوى في عروض خاصة. وقد انفق ميل غيبسون، وهو من المنتجين ايضاً، 25 مليون دولار من امواله الشخصية لتحقيق مشروعه. والفيلم من بطولة جيم كافيزل في دور المسيح ومونيكا بيلوتشي في دور مريم المجدلية. ومن المقرر عرض "الآلام" في الصالات خلال ربيع 2004 ان وجد له موزع.