من المقرر أن يجتمع مجلس الحكم العراقي ووفد أمريكي يحتمل أن يرأسه بول بريمر بعد غد الاثنين في نيويورك مع سكرتير عام الاممالمتحدة كوفي عنان لمناقشة الخطة الامريكية لنقل السيادة وعملية الديموقراطية في العراق التي تحفها الاضطرابات وتجد معارضة شرسة من الشارع العراقي. ودعا عنان لعقد الاجتماع في مقر الاممالمتحدة للحصول على ما سماه توضيحا لدور الاممالمتحدة في العراق حيث من المقرر تشكيل حكومة عراقية انتقالية في 30 من يونيو يتم تعيينها باشراف امريكي. وتدعو الخطة إلى قيام أعضاء مجلس الحكم العراقي المؤلف من 24 عضوا كان بريمر قد اختارهم بنفسه باختيار مسئولي الحكومة الجديدة بدلا من إجراء انتخابات. ويرأس بريمر سلطة الائتلاف المؤقتة وقوات الاحتلال في العراق كما أنه هو الحاكم الفعلي في البلاد التي مزقتها الحرب. ويؤيد عنان من جانبه تشكيل حكومة انتقالية عراقية تضم كافة الطوائف العراقية وتتمتع بالشفافية. ولكنه أشار أيضا إلى عدم وجود وقت كاف من الآن حتى يونيو لتنظيم انتخابات رغم تأييده لنقل السيادة إلى العراقيين بأسرع ما يمكن. وقال عنان: لا يجب أن يشعر أي طرف بالاستبعاد لحين إجراء الانتخابات الحرة لتشكيل جمعية تأسيسية وبرلمان. مضيفا: ان انتقال السلطة بشكل يحظى بالمصداقية ويضم جميع الطوائف العراقية ويوسع قاعدة التأييد للحكومة الانتقالية العراقية هو أفضل أمل في تحقيق الاستقرار وتحرك العراقيين سياسيا ضد العنف. وأشارت تقارير إخبارية إلى أن بريمر سيحضر اجتماع الاممالمتحدة يوم الاثنين بعد إجراء محادثات في مطلع الاسبوع المقبل بواشنطن. وتمثل عملية نقل السيادة من سلطة الائتلاف المؤقتة التي يرأسها بريمر إلى الحكومة الانتقالية في بغداد في يونيو مسألة هامة بالنسبة للادارة الامريكية. ولكن هناك شكوكا بشأن إمكانية تنفيذ هذه الخطوة ومخاوف من دور امريكي في اختيار دمى تثبت الوجود الامريكي في العراق. وسيرأس الوفد العراقي عدنان باجه جي الذي يتولى الرئاسة الدورية الشهرية لمجلس الحكم العراقي في كانون يناير. ويرافقه إلى نيويورك سلفه وخلفه في رئاسة المجلس. ولا يتوقع الدبلوماسيون بالاممالمتحدة أن تسفر المحادثات عن تحقيق نتائج هامة. ولكنهم يقرون بأن الوضع في العراق قد أصبح أكثر تعقيدا وخطورة لاسيما بعد مطالبة آية الله علي السيستاني بتشكيل حكومة عراقية منتخبة وأن يتخذ أعضاء الحكومة المنتخبون قرارا بشأن بقاء سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق بعد شهر يونيو. وتنص سلسلة الاتفاقات الموقعة بين سلطة الائتلاف المؤقتة ومجلس الحكم العراقي في 15 من نوفمبرعلى تفكيك المجلس فور تشكيل الحكومة الانتقالية في العراق. ولا يمكن أن تبقى سلطة الائتلاف في العراق إلا بدعوة من الحكومة الانتقالية. وقال سفير غربي إن سلطة الائتلاف المؤقتة في وضع حرج للغاية ووصف الموقف الراهن في العراق بأنه في غاية التعقيد. وأضاف قائلا: إن القضية الجوهرية هي كيف ستتخذ سلطة الائتلاف المؤقتة القرار السياسي بنقل السلطة إلى العراقيين وتضمن الشرعية الكاملة للحكومة المستقبلية. واستطرد قائلا: إن الشرعية هي علامة استفهام كبيرة في العراق. ورفض السفير الامريكي جون نجروبونتي التنبؤ بشأن النتائج التي سيسفر عنها اجتماع الاثنين المقبل. وقال نجروبونتي: إننى أنظر إلى هذا الاجتماع يوم الاثنين كخطوة للامام نحو إعادة إشراك الاممالمتحدة في قضية العراق كما أن إجراء الحوار على مثل هذا المستوى الرفيع ينبئ بدفع هذه العملية قدما.