فازت شركة الهاتف النقال الأميركية "سنغولار وايرلس"، أمس الثلثاء، في المعركة الضارية التي خاضتها مع "فودافون" البريطانية العملاقة للاتصالات، لشراء منافستها الأصغر "ايه تي اند تي وايرلس"، وذلك بعدما فاق عرضها البالغة قيمته 41 بليون دولار نقداً عرضاً من "فودافون". وقالت "سنغولار"، ثاني أكبر مجموعة لاتصالات الهاتف النقال في الولاياتالمتحدة، وتملكها شركتا "إس بي سي كوميونيكيشن" و"بل ساوث كورب"، انها عرضت 15 دولاراً للسهم في شركة "ايه تي اند تي وايرلس"، لتحسم بذلك مزاداً استمر أربعة أيام امتلأت بالإشاعات في أسواق الأسهم، خصوصاً في لندن. وأعلنت "سنغولار"، في بيان، ان الكيان الجديد بعد اتمام الصفقة، سيتفوق على رائدة السوق الأميركية "فيرايزون وايرلس" من حيث العملاء، بقاعدة مشتركين تبلغ 46 مليون مشترك وعائدات سنوية مجمّعة تزيد على 32 بليون دولار. وقال رئيس "سنغولار" مديرها التنفيذي، ستان سيغمان، انه "من المتوقع أن يجلب هذا الاندماج مزايا للمستهلكين وامكانات نمو ما كانت أي من الشركتين تستطيع أن تُحققها منفردة. وسيعني كذلك تغطية أفضل، وزيادة الثقة ورفع مستوى الجودة، ونطاقاً واسعاً من الخدمات الجديدة والمبتكرة للعملاء". وأشارت "سنغولار" إلى ان "إس بي سي" و"بل ساوث" تتوقعان أن يكون للصفقة "أثر سلبي" على العائد على السهم في عامي 2005 و2006، وأن تحقق عائداً نقدياً على السهم سنة 2007. وقالت المجموعة ان الشركة الجديدة يُمكنها تحقيق تدفقات نقدية ايجابية ابتداءً من 2005. وُيمثل بيع "ايه تي اند تي وايرلس"، التي عرضت نفسها للبيع الشهر الماضي، بداية عمليات اندماج منتظرة منذ فترة طويلة في قطاع النقال الأميركي الذي تسوده منافسات ضارية، حيث تتصارع ست شركات محلية ومجموعة من الشركات الإقليمية على حصص في السوق. وارتفعت أسهم فودافون في لندن، أمس، نتيجة الارتياح في السوق لخروجها من صفقة "من شأنها خفض العائدات"، على حد قول المحلّلين. وأعلنت الشركة، وهي أكبر شركة للهاتف النقال في العالم من حيث العائدات، انسحابها من المزاد واحتفاظها بدلاً من ذلك بحصة 45 في المئة التي تملكها في شركة "فيرايزون وايرلس" الأميركية. وكانت مصادر مقربة من الصفقة كشفت لوكالة رويترز"، مساء أول من أمس، ان "فودافون" أوصلت عرضها إلى 39.4 بليون دولار، أي 14.5 دولار للسهم. وارتفع سهم "فودافون" أكثر من 7 في المئة أمس إلى 142.5 بنس، أعلى مستوى له في الجلسة الصباحية في سوق لندن للأسهم. وكان فتح عند 129 بنساً.