إستأنفت الهندوباكستان أمس، الحوار الذي انقطع بينهما لدى وصول التوتر الى ذروته قبل عامين ونصف العام. وأجرى ممثلو البلدين محادثات في إسلام آباد بهدف وضع جدول اعمال واطار لمفاوضات يؤمل في ان تؤدي الى حسم النزاع بينهما على كشمير، باعتبارها النقطة الرئيسية في ملف الخلافات. بدأ وفد هندي برئاسة مساعد وكيل الخارجية الهندي أرنون كومار سنغ محادثات في مقر وزارة الخارجية في إسلام آباد امس، للبحث في أجندة من ثماني نقاط، في مقدمها قضية كشمير، اضافة الى مسائل الإرهاب والمخدرات والتعاون الاقتصادي بين البلدين. واجتمع الوفد الهندي الذي يضم ثلاثة ديبلوماسيين مع وفد باكستاني يرأسه وكيل الخارجية الباكستاني جليل عباس جيلاني، لمناقشة ما وصف بانه خريطة طريق للمحادثات المقبلة. ويتوقع ان تصل المحادثات الى ذروتها غداً الاربعاء بانضمام وزيري الدولة للشؤون الخارجية في البلدين: الهندي، شاه شانك والباكستاني رياض غوخار. وابدى الناطق باسم الخارجية الباكستانية مسعود خان ارتياحه للأجواء التي شهدتها بداية المحادثات. ورأى في مؤتمر صحافي أمس، ان الفرق بين هذه المحادثات والتي سبقتها، هو أن "المجتمع الدولي يدفع هذه الأيام في اتجاه الحوار والتفاوض". وسبق المحادثات تأكيد نائبة رئيس البرلمان الهندي نجمة حياة الله على "ضرورة حل القضية الكشميرية من خلال الحوار لا من خلال الحرب أو قتل الأبرياء" في إشارة إلى الجماعات المسلحة الكشميرية. وشدد قادة كشميريون مقيمون في باكستان على ضرورة اشراكهم في المحادثات في مرحلة لاحقة. وقال بعضهم ل"الحياة" ان من شأن ذلك، "ضمان نتائج المحادثات، وتمكين الكشميريين من تحديد مصيرهم بأنفسهم" الأمر الذي اتفق معهم فيه مسؤولون باكستانيون. وقال خان: "نتطلع إلى إيجاد حل يضمن السلام والاستقرار في المنطقة والعدل للكشميريين وضمان مستقبل أفضل لشعوب المنطقة". وأضاف: "سنبدأ حواراً بناء للنظر في كل القضايا، ذلك ان المحادثات يجب أن تكون جوهرية وبناءة ودائمة". التسلح النووي وبالنسبة الى القضايا الاخرى المطروحة، قال خان إن باكستانوالهند "بحثتا في إجراءات بناء الثقة في شأن القضايا النووية والتقليدية". واضاف: "نحن نود بحث وجود نظام لضبط النفس بين البلدين". وتأتي المحادثات بعد القمة التي جمعت في إسلام آباد الشهر الماضي، الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي. وتعتقد الأوساط الباكستانية بأنها نفذت ما عليها من التزامات دولية كان من أهمها دمغ العديد من الجماعات الإسلامية المسلحة الكشميرية بصفة "الإرهاب"، إضافة إلى وقف شامل لإطلاق النار من جانب واحد. ودعا المسؤولون الباكستانيوننيودلهي إلى إبداء مرونة كافية والتخلي عن المواقف التقليدية، خصوصاً بعدما أعلن مشرف عن استعداده لتجاهل قرار الأممالمتحدة القاضي باعطاء الكشميريين حق تقرير مصيرهم. وفي غضون ذلك، أعلن ناطق باسم الخارجية الهندية امس، أن الحكومة الهندية قررت الافراج عن ثمانية من السجناء الباكستانيين "في إطار مبادرة السلام التي أطلقها فاجبايي العام الماضي".