في اعقاب اتفاق بين زعماء الهندوباكستان النوويتين يجري وزيرا خارجية الدولتين محادثات في اسلام اباد، سعيا لوضع إطار عمل لحوار مطول بين البلدين حول القضايا مثار الخلاف. حيث وصل وفد من وزارة الخارجية الهندية برئاسة أمين عام الوزارة ارون سينغ أمس الأحد الى باكستان واستقبلهم مسؤول في السفارة الهندية عند المركز الحدودي في وغاه على مسافة 300 كلم جنوب شرق العاصمة الباكستانية. وقال الناطق باسم الخارجية الباكستانية مسعود خان لفرانس برس: سنقوم خلال هذا التبادل الاول للحوار بوضع اطار وجدول اعمال وبنى لمواكبة عملية الحوار. وبعد المحادثات التي سيجريها الموظفون الكبار اليوم وغدا، سيضفي وزيرا الدولة الباكستانيوالهندي للشؤون الخارجية طابعا رسميا على المحادثات الاربعاء، بحسب برنامج المفاوضات الذي اعلنته السلطات الباكستانية. ووصل الانفراج الجاري بين البلدين الى ذروته في مطلع يناير مع اعلان الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجباي عن اتفاق حول استئناف حوار شامل يتناول كل المشكلات العالقة بين البلدين بما في ذلك مسألة كشمير. ودارت بين باكستانوالهند منذ قيام البلدين عام 1947 عند تقسيم امبراطورية الهند البريطانية ثلاث حروب، اثنتان منهما حول كشمير. وفي ربيع 2002، وصل التوتر بين البلدين الى حافة نزاع مسلح رابع مع حشد مليون عسكري من جانبي الحدود المشتركة بينهما. وفي ابريل 2003، مد فاجباي "يد الصداقة" الى باكستان، مما اتاح انفراجا في العلاقات بين البلدين. واستعادت الهندوباكستان بعد ذلك علاقات دبلوماسية طبيعية واقرت. وقال تنوير احمد خان وزير الخارجية الباكستاني السابق لرويترز اولا اعتقد ان هناك ادراكا جديدا ورؤية جديدة للواقع في كل من الهندوباكستان. واضاف: في باكستان هناك ادراك على نطاق واسع بانه لا يمكن تحرير كشمير باستخدام القوة. واعتقد انه على الجانب الهندي ايضا هناك ادراك على مضض جاء متأخرا عن موعده بان الخيار العسكري لم ينجح تماما على مدار السنوات الاربع عشرة الماضية برغم استخدام القوة بشكل مكثف ونوع من القمع دون تمييز لحركة الحرية. وبعد حوالي 18 شهرا من وصول الدولتين الى حافة الحرب توج تقارب تدريجي بين الدولتين في الشهر الماضي بلقاء بين رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي والرئيس الباكستاني برويز مشرف. وفي الوقت الذي يشعر فيه كثيرون في الهند بان عمليات تسلل المقاتلين الكشميريين قد قلت يعتقد كثير من الباكستانيين ايضا ان الهند تبدو اكثر عزما على اصلاح ذات البين مع جارتها. ويقول مصطفي الذي يعمل في تشغيل آلة نسخ ضوئي: اعتقد ان الهنود الان اكثر صدقا وانهم ادركوا انهم لا يستطيعون حل هذه المشكلة بالقوة .. لذلك يمكنهم حلها على الطاولة. وتقول خالدة وهي ربة منزل: حاربت كشمير طويلا من اجل الحرية، لقد قدموا تضحيات عظيمة، لذلك يجب عدم التخلي عنهم. كشمير اولا ويمكن ان تعقبها المحادثات بشأن الموضوعات الاخرى في مراحل تالية.