أكد نائب بريطاني أن حكومة توني بلير سعت الى عرقلة زيارته للعراق للتحقيق في مقتل سبعة محتجزين عراقيين، اثر تعرضهم للتعذيب على يد القوات البريطانية في مدينة البصرة. وصرح النائب ادام برايس من حزب "بلايد كمري" الى صحيفة "ذي اندبندنت أون صنداي" انه "تلقى تحذيراً من زيارة البصرة الشهر المقبل، وانني سأكون من دون حماية ولا ضمان لسلامتي هناك". وذكر أن: "وزير الخارجية جاك سترو قال انني سأقتل اذا ذهبت"، مضيفاً: "يبدو ان هناك محاولة متقصدة لمنع وصول المعلومات الى الرأي العام لأن عناوين الصحف ستكون محرجة لهم الحكومة". وقابل مراسلو الصحيفة المواطن العراقي كفاح طه وهو عامل في احد فنادق البصرة، وأصيب بفشل كلوي حاد اثر تعرضه للركل مراراً أثناء التحقيق معه من قبل جنود بريطانيين. وقال انهم: "كانوا يطلقون علينا اسماء نجوم كرة القدم، ويصرون على ان نحفظها ونرددها أمامهم" أثناء جلسات الضرب والركل. وكانت وحدة من "فوج لانكشاير الملكي" احتجزت ثمانية عراقيين في البصرة في أيلول سبتمبر الماضي، من بينهم بهاء موسى 26 سنة، زميل كفاح في العمل، الذي توفي أثناء احتجازه. وقال شهود ان الجنود البريطانيين أوثقوا الثمانية وعصبوا أعينهم ثم اعتدوا عليهم بالضرب والركل من دون انقطاع حتى عندما شكا موسى إليهم مراراً انه لم يعد قادراً على التنفس. وكان من بين مَن قابلتهم الصحيفة والد الضحية داود موسى ونجله الآخر علاء الذي ذكر ان شقيقه بدا "من شدة التعذيب وكأنه نصف انسان". وكانت فضيحة تعذيب المحتجزين والأسرى العراقيين تفجرت العام الماضي عندما كشف جندي عاد الى بريطانيا عن صور فوتوغرافية حول أوضاع المعتقلات. وتعترف وزارة الدفاع البريطانية بموت سبعة من المدنيين أثناء احتجازهم، مؤكدة انها تجري تحقيقاتها في القضية، إلا انها شددت على ان توجيه تهم القتل غير المتعمد الى أي من الجنود هو "مجرد تكهنات". ويتركز التحقيق على وفاة السجين أثير كريم في 29 نيسان أبريل الماضي، وأوضح مسؤولون في الوزارة أن أهمية القضية تعود الى ان موته حصل قبل نهاية الحرب. ونفى المسؤولون أي تلكؤ في التحقيق أو التعتيم على المعلومات. وقال ناطق باسم الوزارة: "نحن نقابل الشهود في العراق وأيضا في بريطانيا". وأوضح ان التحقيق يشمل 37 مدنيا قتلوا بعد انتهاء العمليات العسكرية، أاعتبر 19 منهم "مقاومين"، فيما قتل ثلاثة في حوادث سير، وتسعة نتيجة اطلاق النار على متظاهرين، اضافة الى ستة توفوا أثناء الاحتجاز بعد الحرب وواحد قبل انتهائها بأيام.