عت منظمة العفو الدولية (أمنستي) السلطات البريطانية أمس الخميس لمحاكمة جميع الجنود المسؤولين عن وفاة شاب عراقي جراء التعذيب، بعد أن وجد تحقيق عام بأنهم اعتدوا عليه أثناء احتجازه لدى القوات البريطانية بالبصرة عام 2003. وأشارت المنظمة إلى أن التحقيق سمّى 19جنديا، اعتبر أنهم مسؤولون عن الانتهاكات التي تعرض لها بهاء موسى وتسعة مدنيين عراقيين احتُجزوا معه، لافتا إلى أن هؤلاء هم جزء من مجموعة أكبر من الجنود، كانت على علم باستخدام العنف ضد المحتجزين العراقيين، وفشلت في الإبلاغ عنها. وقالت مديرة برنامج أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة العفو الدولية، نيكولا داكوورث، إن إظهار الحقيقة الكاملة بعد ثماني سنوات على وفاة بهاء موسى "أمر مخجل". وأكدت أنه يتعين على المملكة المتحدة الاستفادة من الدروس، والتعامل بمنتهى الجدية مع توصيات لجنة التحقيق بشأن وفاته، واتخاذ خطوات فورية لضمان أن هذه الانتهاكات لن تتكرر مرة أخرى. وكان التحقيق حمّل جنوداً وضابطاً سابقاً في الجيش البريطاني مسؤولية وفاة موسى، أثناء احتجازه من قبل القوات البريطانية في البصرة قبل ثماني سنوات، وأدان غياب الشجاعة الأخلاقية لدى هذه القوات للإبلاغ عن الانتهاكات. وتوفي موسى (26 عاماً) بعد يومين من اعتقاله في البصرة من قبل القوات البريطانية في سبتمبر/أيلول 2003، ووجد الكشف الطبي على جثته أنه عانى من الاختناق، ومن 93 جرحاً في مختلف أنحاء جسمه، بما في ذلك كسور في الأضلاع وكسر في الأنف. واعتبر كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون ووزير الدفاع ليام فوكس، أن ما أقدم عليه الجنود البريطانيون كان مروعا وصادما، في حين قال رئيس أركان الجيش البريطاني الجنرال سير بيتر إن مقتل موسى ألقى بظلال قاتمة على سمعة القوات البريطانية.