قال احد السجناء السابقين العراقيين في شهادته امام محكمة في لندن ان القوات البريطانية اتبعت اساليب جديدة في ارتكاب تجاوزات ضد الموقوفين، بينها تغطيسهم في مياه باردة وتوجيه لكمات وامرهم بالرقص على طريقة المغني الأمريكي مايكل جاكسون. وجاءت الشهادة التي تقشعر لها الابدان للسجين العراقي كفاح طه المطيري امام المحكمة العليا في لندن في اول يوم من جلسات الاستماع للمحكمة. ومن المقرر ان تستغرق تلك الجلسات ثلاثة ايام لتحديد ما اذا كانت تستجيب للمطالبة باجراء تحقيقات مستقلة حول مقتل مدنيين عراقيين على ايدي القوات البريطانية في جنوبالعراق. وكانت حكومة توني بلير التي نفت وجود اي عمليات تعذيب او تجاوزات منتظمة للمعتقلين العراقيين قد رفضت اجراء مثل هذه التحقيقات التي من المحتمل ان تمهد الطريق امام مثول جنود امام الادعاء العام بتهم اجرامية في اعقاب غزو العراق بقيادة الولاياتالمتحدة في آذار مارس 2003. وكان المطيري ضمن مجموعة من العاملين في احد الفنادق الذين تم احتجازهم في قاعدة دار الضيافة العسكرية قرب البصرة. وقد توفي احد المعتقلين، ويدعى بهاء موسى (26 عاما)،اثناء احتجازه في ايلول سبتمبر 2003. وخلال جلسة الاربعاء، قرأ المحامي رابندر سنغه، الذي يمثل عائلات المدنيين العراقيين الذين يشتبه بانهم قتلوا على ايدي القوات البريطانية شهادة المطيري. وقال المطيري انه تعرض للضرب على العنق، والصدر واعضائه التناسلية، ويبدو ان بهاء تعرض لمعاملة أسوأ من الآخرين. واضاف المطيري انه تمت تغطية رؤوس جميع السجناء بغطاءين، وكان يقدم لهم الماء من خلال صبه على الغطاء، ليتمكنوا من لعق نقاطه التي تتسرب من نسيج الغطاء. وقال لقد اتبع الجنود نهجا جديدا في اساءة معاملتنا، مضيفا انه خلال الليل، كان عدد الجنود يزداد، ليصل الى ثمانية في الوقت ذاته، في بعض الاحيان. ووصف المطيري لعبة الاسماء السادية التي كان الجنود يلعبونها، مضيفا كان الجنود يذكرون اسماء انكليزية للنجوم او لاعبي كرة القدم ويطلبون منا تذكرها والا فاننا سنتعرض للضرب المبرح. ووفقا لشهادة المطيري، فقد كان الجنود يلعبون لعبة مرعبة تتضمن الركل واللكم، حيث كانوا يحيطون بالسجناء ويتنافسون فيما بينهم لضرب اي منا الى أبعد حد. لقد كانت الفكرة ان يحاولوا جعلنا نرتطم بالحائط. وفي حادثة اخرى، قال المطيري ان جنديا بريطانيا امره والمحتجزين الاخرين بان يرقصوا مثل مايكل جاكسون (نجم البوب الامريكي). واضافة الى قضية موسى، تركز جلسات استماع المحكمة على وفاة اربعة عراقيين يزعم انهم قتلوا بنيران اسلحة اعضاء في فرقة كنغز اون العسكرية، ووفاة رجل شرطة على ايدي جندي من فرقة كوينز لانكشير العسكرية، وهي الفرقة ذاتها التي ورد اسمها في قضية مقتل موسى. وقد حضر المطيري الى لندن للمشاركة في جلسات المحكمة، الى جانب والد موسى، وهو عقيد سابق في الشرطة العراقية خلال حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ووصف والد موسى يوم الثلاثاء وفاة ابنه بالبشعة. وقد فتحت الشرطة العسكرية 75 تحقيقا في ادعاءات تزعم ان القوات البريطانية قتلت أو جرحت أو اساءت معاملة مدنيين عراقيين. وتم رفض النظر في 37 منها، فيما يجري النظر في ثلاثين قضية حاليا. وهناك ثماني قضايا بانتظار صدور قرار فيها.