بدأت يوم أمس الاول في بريطانيا إجراءات إعادة فتح ملفات تعذيب أحد العراقيين على أيدي القوات البريطانية إثر مطالبات متكررة بمعرفة دور الحكومة ومدى معرفتها بالتنكيل الذي تعرض له العراقيون على أيدي افراد القوات البريطانية. عرض موقع صحيفة الغارديان الشريط السري الأول الذي افتتح فيه التحقيق كدليل على تعذيب القوات البريطانية للعراقيين، وعرض الفيلم على لجنة التحقيق، وظهر فيه أحد افراد القوات البريطانية وهو العريف دونالد باين الذي كان ضمن لواء لانكشير سابقاً وهو يصرخ ويسّب ويشتم يهدد ويوجه ألفاظاً بذيئة وخادشة للحياء لمجموعة من العراقيين المقيدين والمقنعيّ الرؤوس كان يجبرهم على البقاء في وضع جسدي مؤلم. بلغ عدد السجناء العراقيين الذين ظهروا في الفيلم حوالي سبعة أشخاص، كانوا مجبرين على البقاء في وضع الوقوف فترة طويلة لا تحتمل إذ كان الجندي يصرخ فيهم ويجبرهم على الاستمرار بالوقوف وأحدهم يرجوه أنه لم يعد يستطيع الوقوف. كان هذا الشريط هو أحد الأشرطة التي كشفت تعذيب إحدى الكتائب البريطانية التي كانت متمركزة في البصرة عام 2003. قال جيرارد إلياس من مجلس الرقابة في افتتاحية التحقيق " حتى لو اعتبرنا أن هذا الشريط الذي شاهدناه هو الدليل الوحيد على التعذيب، من الواضح تماماً أن هؤلاء المعتقلين تعرضوا لإجهاد جسدي وتغطية رؤوسهم بالأقنعة لفترات طويلة". وأضاف جيرارد إلياس أثناء التحقيق في قضية ستة عراقيين تعرضوا للتعذيب مع بهاء موسى الذي لاقى حتفه نتيجة التعذيب وكان في جسده حين وفاته 93 أثراً للتعذيب " أن أحد العراقيين الذين تم تعذيبهم قال إن الجنود البريطانيين أجبروه على الرقص بأسلوب مايكل جاكسون". كما قال جيرارد أن أحد العراقيين المعتقلين قال إن الجنود كانوا يبولون عليه، وأنهم أجبروه على الانبطاح أرضاً ووجهه باتجاه حفرة في الأرض مملوءة بالبراز. ومن ضمن ما جاء في التحقيق أن الجنود كانوا يتلاعبون بالسجناء وإيلامهم للتسلي بهم بتأليف جوقة من أصوات الألم المنتظمة مثل العرض الموسيقي الصوتي كأوركسترا جماعية. كما قال جيرارد " كانت هناك أصوات من الأنين والصراخ تسمع من خارج غرف السجن المؤقت أثناء احتجاز السجناء بناء على شهادة شهود". هذا ويتوقع أن تستمر التحقيقات والاستماع لشهادات حول التعذيب في العراق لمدة عام كامل على أن يقوم رئيس لجنة التحقيق بنشر التقرير ونتائجه وتوصياته في خريف العام المقبل.